الإخوان في الأردن والانتخابات.. 4 تيارات مع "خطر الزوال"

يقوم التنافس بين تيارات الجماعة على المناصب وما يتبعها من مكاسب، وفي المحصلة فإن تركيبة الجماعة الداخلية من حيث البنية لا تزال تقليدية.

الباحث السياسي، حسن أبو هنية، قال في حديث لبلينكس، إن النتائج أظهرت أن جماعة الإخوان لم تتجاوز حتى الآن النقاش الداخلي حول المناصب، رغم ظروف الصراع التي مرّت بها، وبالنتيجة أدى ذلك إلى بروز تيار الصقور ووصول العضايلة.

وكشف أبو هنية أن النتائج أكدت أنه لغاية الآن، لا ظهور لجيل جديد، ولا تزال البنية التقليدية هي ذاتها، وهي التي تتحكم في المشهد، ومن المتوقع أن يكون هناك دور أكبر لحزب جبهة العمل الإسلامي "الذراع السياسية للإخوان"، في ظل جدل حول بقاء الحزب أو خيار الإلغاء.

ولفت الباحث والمحلل السياسي، مروان شحادة، في حديث لبلينكس، إلى أنّ التيار المحافظ المتشدد "الصقور" لا يزال يسيطر على مسار الجماعة التي تعتبر محظورة داخل الأردن.

تتنوع أسباب الخلافات بين تيارات جماعة الإخوان وجميعها يصب في أن التصدعات لا تزال متعمقة.

بحسب شحادة، فإن أسباب الاختلاف في الجماعة متعددة ومنها اختلاف وجهات النظر في القيادة وطبيعة العلاقة مع الدولة الأردنية، وحول أولويات العمل، هل هي محلية أم وطنية أم إقليمية، وحول العلاقة التنظيمية مع حركة حماس، ومدى الاهتمام بالقضايا الإقليمية والدولية على حساب القضايا الوطنية، فضلا عن أنها تعتبر في صف المعارضة دوما.

ولّدت الخلافات 4 جماعات وفقا لشحادة، الجماعة الأم، ويتزعمها، محمد ذنيبات، ومراد العضايلة، والجمعية المرخصة الشرعية، وخرجت عن طور الجماعة برئاسة محمد ذنيبات (المحامي الذي توفي) وتضاءلت فاعليتها بشكل كبير.

الجماعة الثالثة برئاسة رحيل الغرايبة ونبيل الكوفحي والتي عرفت بمبادرة "زمزم"، أما الرابعة فشكلت حزب "الشراكة والإنقاذ" برئاسة سالم الفلاحات.

يجري الأردن انتخابات برلمانية في شهر سبتمبر، ضمن حزمة من الإصلاحات أعلن عنها وتضمنت تعديلات على قوانين الانتخاب والأحزاب، وفي ظل هذه ذلك، أعلنت الجماعة حديثا رغبتها بخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة في الأردن.

ويتوقع شحادة أن تتبع الجماعة أسلوب التحالفات في الانتخابات البرلمانية، ففي الأعوام السابقة تبنت أسلوب الدخول في قائمة علنية وقائمة لا تعلن عنها، لتكون من حلفاء الجماعة تحت قبة البرلمان.

تاريخيا، واجهت الجماعة جملة من الضغوطات، ومن المرجح أنّ يكون هنالك نقاشات واسعة حول دور الجماعة ودور الحزب في الأردن في الفترات القادمة، ومع قوانين الانتخاب والأحزاب الجديدة، ستحافظ على نسبتها تحت قبة البرلمان، ومن الصعب توقع نسب عالية ومساحات واسعة لهم.

وتتسم العلاقة بين الدولة الأردنية والجماعة بعدم الاستقرار، وتشير التوقعات إلى أن الوقت سيعمل على تضاؤل نفوذ الجماعة بالتزامن مع ظهور حزب "جبهة العمل الإسلامي".