ماثيو تريكت.. قصة جديدة عن Mysteries موت الجواسيس

قبل مايو من العام الجاري، لم تكن لتسمع على الإطلاق أي تفاصيل عن ماثيو تريكت، فهو شاب بريطاني يبلغ من العمر 37 عاما، عمل مدة 6 سنوات كجندي في البحرية البريطانية، ثم أنهى مسيرته العسكرية وعمل ضابط هجرة بوزارة الداخلية.

عمل تريكت أيضا مديرا لشركة استشارات أمنية يُطلق عليها إم تي آر، وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية.

لكن السلطات البريطانية، تعتقد أنه قام بخطأ مشهود، منحه شيء من الشهرة، وربما عدل مسار حياته.

فاسم تريكت ظهر بين قائمة متهمين بتقديم مساعدات استخباراتية لهونغ كونغ، وخضعوا للمحاكمة في بريطانيا بموجب قانون الأمن القومي.

بدأت القضية البريطانية أوائل مايو بإلقاء القبض على 11 متهما، لاحقا أُطلق سراح 8 منهم، ووجهت الاتهامات لـ3 أشخاص فقط، بينهم تريكت.

وفقا لمزاعم الشرطة البريطانية، وافق المتهمون الـ3 خلال الفترة من 20 ديسمبر وإلى 2 مايو الجاري على المشاركة في جمع معلومات وأعمال مراقبة وخداع، من المفترض أنها تصب في مصلحة جهاز مخابرات هونغ كونغ، بحسب وكالة أسوشيتد برس.

اتُهم الـ3 أيضا باقتحام أحد المساكن في الأول من مايو.

وخضع الـ3 لجلسة استماع في منتصف مايو، على أن تجتمع المحكمة بهم مرة أخرى في 24 من مايو، وتم الإفراج عن المتهمين بكفالة، ولكن بحسب صحيفة الغارديان البريطانية وضعت بعض الشروط المُقيدة لوجود الرجال الـ3 خارج السجن حتى الجلسة المقبلة.

من بين الشروط، فُرض على الرجال حظر تجوال ما بين الـ10 مساء والخامسة صباحا، كما طُلب منهم الحضور أسبوعيا إلى مركز الشرطة المحلي، كما مُنعوا من السفر أو استخدام الـ في بي إن لدى تصفح الإنترنت، مع تسجيل الأجهزة المتصلة بالإنترنت لديهم، لدى الشرطة.

حتى الآن تتعامل الشرطة مع وفاة المتهم على أنها "غير معروفة" السبب، فيما ما تزال نتائج فحص الجثة غير معلنة.

إلا أن بعض من وقائع جلسة الاستماع الأخيرة التي حضرها المتهم، قد تشي بما حدث له.

فبينما أقرت المحكمة خروج المتهمين زملائه بكفالة لحين موعد المحاكمة التالي، طالب ممثل الادعاء، كاشف مالك، بقاء تريكت بالذات رهن الاحتجاز، خوفا على حياته، إذ قال مالك إن المتهم أعلن في مناسبتين منفصلتين أثناء احتجازه أنه ينوي الانتحار لأنه لا يجد شيء ليعيش من أجله.

بالنسبة لممثل الادعاء، لم يكن من المعروف مدى جدية تلك التهديدات، إلا أنها كانت "مثيرة للقلق". لكن القاضي أمر بإخلاء السبيل على أي الأحوال.

في حال اعتبرنا أن تريكت عمل حقا لصالح جهة استخباراتية أجنبية، فإن قصة وفاته الغامضة ليست جديدة على الإطلاق، بل تكررت على مدار عقود بشكل أو بآخر، ومن بين هؤلاء:

غاريث ويليامز: عمل ويليامز لصالح جهاز الاستخبارات البريطاني MI6 وعُثر على جثته داخل حقيبة حمراء بحوض الاستحمام في منزله في العام 2010، لم توجد علامات على اقتحام المنزل، أو أي علامات على استخدام القوة ضد العميل.

ألكسندر أوجورودنيك: عمل أوجورودنيك لصالح الاستخبارات المركزية الأميركية، وانتحر باستخدام "حبة مميتة" وفرتها له الولايات المتحدة بعد أن ألقت الاستخبارات السوفيتية القبض عليه في العام 1977.

ألكسندر ليتفينينكو: عمل ليتفينينكو لصالح الاستخبارات الروسية، لكنه انقلب عليها وهرب لبريطانيا في العام 2000، قبل أن يُقتل مُسمما بمادة البولونيوم المشعة عام 2006 بعد تناول كوب من الشاي مع عملاء روس سابقين.

سوف يتخلف تريكت بالتأكيد عن موعد المحاكمة الجمعة المقبلة، فقد اختفت سرديته من القضية تماما، ولن يتمكن من أن يُفصح بإرادته عما إذا كان يعمل بالفعل مع أجهزة استخباراتية أم لا.

إلا أن العديد من القصص المثيرة للجدل لا تصلنا متكاملة، على سبيل المثال، هناك الموظف، جون بارنيت، الذي عمل في شركة بوينغ لمدة تصل إلى 30 عاما، وقرر الانضمام إلى دعوى قضائية ضد الشركة متعلقة بمعايير السلامة فيها، خلال العام الجاري.

توفي بارنيت بعد فترة وجيزة على نحو غامض في مارس الماضي، وأسفرت التحقيقات عن أنه قد انتحر.

وفي العام الماضي، توفي الأميركي، روبرت فيليب هانسن في محبسه، بعد أن أمضى قرابة 20 عاما خلف القضبان، إذ أقر بجرم التجسس والتآمر وغيرها من الاتهامات، وبحسب شبكة سي إن إن.

قدم هانسن معلومات للسوفيت عن خطط الولايات المتحدة في حال وقوع هجوم نووي سوفيتي، مستغلا ما يمكن أن يحصل عليه من معلومات أثناء عمله في مكتب التحقيقات الفيدرالي.