"مواجهة بايدن وترمب".. كيف تحدد المناظرات هوية الرئيس؟

تشير أحدث استطلاعات الرأي على مستوى الولايات، إلى تقارب نسب التأييد بين بايدن وترمب، فقد كان أداء الرئيس السابق أفضل في الاستطلاعات، لكن السباق لا يزال متقاربا.

وأظهر استطلاع وطني أجرته شبكة فوكس نيوز هذا الأسبوع أن 49% من الناخبين المسجلين قالوا إنهم سيصوتون لصالح ترمب، بينما قال 48% من هؤلاء الناخبين إنهم سيصوتون لصالح بايدن.

ومن جانبه يقول الخبير السياسي الأميركي راي لاراجا، إن المناظرات الانتخابية الرئاسية تلعب دورا حاسما في الانتخابات، لاسيما تلك التي تكون تنافسية للغاية والفوارق متقاربة في استطلاعات الرأي.

لاراجا، وهو أستاذ العلوم السياسية في جامعة ماساتشوستس، والعميد المشارك بكلية العلوم الاجتماعية والسلوكية لجامعة أوماس بول، يشرح لبلينكس أن الانتخابات الرئاسية التي ستجري في نوفمبر، ستكون أحد أكثر الانتخابات تنافسية، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى تقارب النقاط بين الرئيس بايدن ومنافسه ترمب، مشيرا إلى أن هوامش الفوارق الضيقة تضيف أهمية بالغة للمناظرات.

ونبّه إلى أنه في ظل هذه الفوارق الضيقة، فإن فرصة المرشحين لتوجيه ضربة قاصمة للخصم من خلال الأداء القوي خلال المناظرة تظل كبيرة، وهو ما سيعقد الأمور بالنسبة للمنافس بالطبع.

ومن المقرر إجراء المناظرة في 27 يونيو في ستوديو شبكة سي إن إن في أتلانتا، وستكون هذه هي المرة الثالثة التي يتواجه فيها بايدن وترمب، بعد أن تواجها مرتين خلال الحملة الرئاسية لعام 2020.

ونشر بايدن، مقطع فيديو على موقع إكس، تويتر سابقا، يتحدى فيه ترمب، في المناظرة الأولى لدورة الانتخابات الرئاسية لعام 2024، فيما قبل ترمب التحدي.

وأعلنت حملة بايدن عن شروط عدة لمشاركة الرئيس بايدن في المناظرة، وهي ألا يكون هناك جمهور مباشر، وكتم صوت ميكروفونات المرشحين بعد الوقت المخصص لهما.

تعد مناظرة كينيدي ضد نيكسون عام 1960، الأشهر، خاصة وأنها الأولى وكانت مميزة بسبب الأداء القوي لكينيدي، الذي بدا أكثر حيوية وثقة أمام الكاميرا مقارنة بنيكسون، وصُنفت بأنها المناظرة التي جاءت بالرئيس، حيث لعبت دورا حاسما في فوز كينيدي بعد ذلك.

كما تظل مناظرة أخرى عالقة في أذهان الأميركيين، وهي مناظرة الرئيس رونالد ريغان، ضد جيمي كارتر عام 1980، والتي أظهرت ريغان كمتحدث موهوب وقادر على التواصل مع الناخبين، مما ساهم في فوزه الساحق في الانتخابات.

وفي 2012، اعتبرت مناظرة باراك أوباما، ضد ميت رومني من المناظرات المهمة في التاريخ السياسي الأميركي نظرا لأنها شكلت عاملا حاسما في إعادة انتخاب أوباما لولاية ثانية.

خلال حفل العشاء السنوي للحزب الجمهوري في مينيسوتا مؤخرا، قال ترمب عن مناظرة يونيو المقبل: "سأطالب بإجراء اختبار للمخدرات أيضا"، في إشارة إلى احتمال أن يتعاطى بايدن المنشطات.

فيما رد بايدن: "سمعت أنك حر يوم الأربعاء"، في إشارة إلى يوم إجازة ترمب من محاكمته الجنائية في مانهاتن، والتي يواجه فيها 34 تهمة جنائية.

ثم وصف ترمب خصمه بايدن بأنه "أسوأ مناظر واجهه على الإطلاق" قائلا: "لا يستطيع الجمع بين جملتين".

ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة نورث وسترن، جيمس دروكمان، أن المناظرات الرئاسية ليست مجرد أحداث إعلامية، بل هي جزء لا يتجزأ من العملية الديمقراطية الأميركية التي تساهم في توجيه مسار الانتخابات وتحديد ملامح القادة المستقبليين للبلاد.

ويضيف دروكمان في تصريحات صحافية سابقة "الصور المرئية في المناظرات المتلفزة تعزز قدرة الجمهور على التعلم من النقاش، والمناظرات الرئاسية تلعب دورا حاسما في تشكيل آراء الناخبين، حيث تمكنهم من رؤية المرشحين وهم يتحدثون عن القضايا المهمة بشكل مباشر".

خلال كل المناظرات السابقة، كانت لجنة المناظرات الرئاسية غير الحزبية مع شبكات التلفزيون والمؤسسات الإخبارية، هي المسؤولة عن تنظيم المناظرات الرئاسية، وفي أواخر العام الماضي، أعلنت المجموعة عن 3 مواعيد بالفعل، واحدة في سبتمبر واثنتان في أكتوبر، للمناظرات الرئاسية.

لكن مناظرات CNN وABC News التي أعلن عنها مؤخرا ليست بالشراكة مع لجنة المناظرات الرئاسية.

وتعود القصة إلى أن حملة ترمب انتقدت في السابق الجدول الزمني للمناظرات، لأنه لا يتم قبل التصويت المبكر، حيث أنه كان من المقرر أن تكون المناظرة الأولى بعد إدلاء "ملايين الأميركيين" بأصواتهم بالفعل.

أهمية التصويت المبكر ظهرت خلال الانتخابات الأخيرة خلال 2020 عندما تزامنت الانتخابات مع إجراءات كورونا الاحترازية.

واتفقت الحملتان على إجراء مناظرة واحدة في يونيو، "بعد انتهاء المحاكمة الجنائية لدونالد ترمب في نيويورك، وبعد عودة الرئيس بايدن من الاجتماع مع زعماء العالم في قمة مجموعة الـ7"، وأخرى في أوائل سبتمبر، مع بداية موسم الحملات الانتخابية في الخريف، وهو وقت مبكر بما يكفي للتأثير على التصوّيت المبكر، وليس في وقت متأخر لدرجة مطالبة المرشحين بترك مسار الحملة الانتخابية في الفترة الحرجة في أواخر سبتمبر وأكتوبر.