خطوة من تايوان والصين.. أين يتمركز الجيش الأميركي؟

بين 3 جزر، طار الفوج الأميركي المنتمي إلى الفوج الساحلي البحري الثالث، والذي يتخذ من هاواي مقرا له، للأماكن التي قد يجد نفسه يقاتل الصين منها يوما ما.

في جزيرة أتبايات الواقعة بين الجزيرتين الأخريين، إذ يسكن 3 آلاف مدني، عسكر الجنود في مبنى مهجور بالقرب من مهبط الطائرات ليرسلوا دورياتهم للمنطقة التي قد تكون مصدرا محتملا للدواء والغذاء في وقت الأزمة.

تحرك الفوج لقياس الطرق والجسور والموانئ، وتتبع عدد غالونات الوقود التي يمكن حرقها وتجربة تنقية المياه وكذلك إنزال المروحيات في الحقول في حالة حدوث هجوم صيني على تايوان، بحسب وول ستريت جورنال.

وفي جزيرة مافوليس، التي تبعد 88 ميلاً فقط من تايوان ذهب الجنود الأميركيون والفلبينيون للصيد معا، وتوصلوا إلى صعوبة الهبوط بطائرة أوسبري على الجزيرة.

وأثناء قيامهم بدوريات، اكتشفوا أن المسارات الجبلية التي بدت صالحة للمشي على صور الأقمار الصناعية لم تكن في الواقع كذلك.

وعلى مدى العامين الماضيين، تدرب الفوج في جزر هاواي، وأجرى محاكاة القتال في كاليفورنيا، ثم في 4 رحلات إلى الفلبين، للتدريب على تكتيكات التواصل بينما يظلون مختبئين، مثل التشويش الكهرومغناطيسي لإرباك قوات العدو، أو لفت الانتباه إلى جوانب مختلفة من التشكيل.

ومن أجل حركة سريعة يستخدم الجنود أجهزة الكمبيوتر المحمولة، فيما تصنع الطابعات ثلاثية الأبعاد قطع الغيار التي يمكن أن تحتاج إليها العناصر المقاتلة.

أما في حالة اندلاع الصراع فيتحرك المارينز إلى أبعد وأسرع ما يمكن بالصواريخ والرادارات، لينتشروا في مجموعات صغيرة عبر عدد من الجزر، وفي حركة مستمرة تجعل رصدهم من قبل المسيرات الصينية أصعب ما يمكن.

ويقول الكولونيل جون ليهان، قائد الفوج المكون من 2500 جندي ومقره هاواي، إن الخصم سيضطر إلى "إنفاق قدر هائل من الموارد لمعرفة أين نحن وماذا نفعل" ما يعقد عملية صنع القرار لديه".

رغم ذلك فإن هناك مشكلتين تواجهان القوات مشكلتين بحسب مارك كانسيان، العقيد السابق في مشاة البحرية هما:

• صعوبة إعادة إمداد الصواريخ في مواقع تقع داخل "الفقاعة الدفاعية" الصينية.
• نفاد القوة بعد بضع ضربات مفيدة.

في مارس 2024، أوردت وسائل الإعلام التايوانية المعارضة أن الولايات المتحدة نشرت قوات خاصة في جزر كينمن وبنغهو لإجراء مهام تدريب مستمرة فيها.

ورغم تبعية جزر بنغهو وجزيرة كينمن لتايوان فإنها تكاد تلامس البر الصيني، فتبعد أقل من 10 كيلومترات عن مقاطعة فوجيان بحسب راديو آسيا الحرة.

وبحسب موقع يو دي إن الإخباري التايواني، المحسوب على المعسكر الأزرق الذي يضم حزب الكومنتانغ (المعارض المقرب من الصين)، فإن المستشارين العسكريين الأميركيين تمركزوا في القواعد العسكرية لتايوان في كينمن وبنغهو، حيث يجرون تدريبات دورية مع مختلف الوحدات الخاصة التايوانية.

في أعقاب ذلك، أكد وزير دفاع تايوان حينها تشيو كو تشنغ وجودهم، وأنه كان جزءا من التبادل، وكان من المفترض أن يكون "فرصة تعلم" للجيش التابع للجزيرة، بحسب موقع وكالة أنباء تايوان الرسمية Focus Taiwan.

وأتى ذلك تنفيذا لقانون تفويض الدفاع الوطني الأميركي لعام 2023 الذي ينص على الآتي فيما يخص تايوان:

• يؤكد دعم الولايات المتحدة للدفاع عن تايوان.
• يؤكد سلطة قيادة منطقة المحيطين الهندي والهادئ الأميركية في إجراء مناورات مشتركة مع تايوان، بغض النظر عما يقوله الصينيون.
• دعوة تايوان للانضمام إلى تمرين حافة المحيط الهادئ في عام 2024 لتحسين جاهزية قواتها وإرسال رسالة إلى بكين.
• التمويل الكامل للتدريبات العسكرية مع حلفاء وشركاء واشنطن في المحيط الهادئ لمواجهة نفوذ الصين المتزايد.

وتمثل هذه الخطوة تحولا هائلا في السياسة العسكرية والخارجية الأميركية، وتكسر محظورا يؤثر على العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، بحسب ميليس يو في مقاله على مؤسسة هوفر الأميركية.

ويشير يو إلى أن الولايات المتحدة أقصت كينمن وبنغهو من كل التزاماتها تجاه تايوان سواء في معاهدة الدفاع المشترك (1955-1980) وقانون العلاقات مع تايوان لعام 1979، نظرًا لقربها من البر الرئيسي للصين وعدم إمكانية الدفاع عنها بالمعنى الاستراتيجي وحساسيتها من الناحية الجيوسياسية.

بعد أيام قليلة من تنصيب لاي تشينغ تي رئيسا لتايوان، أجرت الصين مناورات قالت إنها "عقابية" في رد على "الأفعال الانفصالية".

وضرب الجيش الصيني طوقا على تايوان بسفن وطائرات عسكرية خلال هذه المناورات، متعهدا بـ"إراقة دماء" ما وصفها بأنها "قوى الاستقلال" في الجزيرة.

خلال مناورات هذا الأسبوع، انقضت طائرات مقاتلة تحمل ذخيرة حية على أهداف، وعملت قاذفات مع سفن حربية لمحاكاة "ضربات ضد أهداف مهمة" على ما ذكرت محطة "سي سي تي في" الرسمية الصينية، بحسب فرانس برس.

وقال تونغ زين من الأكاديمية الصينية للعلوم العسكرية لوكالة شينخوا الرسمية الصينية للأنباء إن "المناورات تضمنت محاكاة ضربات دقيقة على أهداف سياسية وعسكرية".

وصرح مينغ شيانكين الأستاذ في جامعة الدفاع الوطني ومقرها في بكين لشينخوا، بأن سفن الجيش الصيني "تقترب من الجزيرة أكثر من أي وقت مضى".

وأوضح "المناورات أظهرت أن بإمكاننا الإشراف على المنطقة الشرقية" في إشارة إلى الجهة التي يرجح الجيش الصيني أن يأتي منها تدخل أجنبي محتمل.