بتجميع أفريقي وتصميم إيراني.. روسيا تخوض حرب المسيرات

دخلت روسيا في الحرب مع أوكرانيا في فبراير 2022 بأسلحة ومعدات حربية تقليدية.

على عكس أوكرانيا التي استعملت طائرات مسيرة تركية، من نوع بيرقدار، مكنتها من إبطاء التوغل الروسي للعاصمة، كييف.

روسيا التي أدركت أهمية الدور الذي تلعبه المسيرات، بدأت تفكر في استيراد مسيرات "شاهد" الإيرانية، حيث قامت بزيارة أولية لقاعدة كاشان في يونيو 2022 انتهت بتسليم 46 طائرة شاهد في أغسطس 2022، وفقا لموقع مؤسسة دراسات الحرب.

استمرت روسيا في استيراد مسيرات شاهد لمدة عام قبل أن تعزز قدراتها الدفاعية من خلال إنشاء مسيرات جيرانيوم 2 محليا بألابوجا، مستعينة بالتكنولوجيا الإيرانية وقطع الغيار الصينية.

وتعتبر مسيرة جيرانيوم 2، نسخة روسية من شاهد 136 الإيرانية، حسب ما ذكر موقع مؤسسة السلام الأميركية.

من أجل الاكتفاء بمسيراتها المحلية والزيادة في الانتاج، استوردت روسيا من الصين خلال الربع الأخير من عام 2023 قرابة 90% من الإلكترونيات الدقيقة التي تستعمل في إنتاج الصواريخ والدبابات والطائرات المسيّرة، وفقا لمجلة بلومبورغ.

وبهذه المكونات، تمكنت روسيا من انتاج 6 آلاف مسيرة، حسب صحيفة واشنطن بوست، وتطمح لزيادة الإنتاج إلى 18 ألف بحلول عام 2026، وإلى 32 ألف بحلول 2030، وفقا لما صرح به وزير الدفاع المدني أندريه بيلوسوف لوكالة تاس الروسية.

فكيف وصلت إلى ذلك؟

تفيد صحيفة وول ستريت جورنال أن روسيا استعانت بيد عاملة أجنبية لتجميع مكونات الطائرات المستوردة.

ولاستقطاب يد عاملة شابة لمنطقة ألابوجا الحرة، لجأ رجال أعمال روس إلى دول في أفريقيا، حيث استعانوا بمعلمين وإداريين وقادة طلابيين أوغنديين لتحديد المرشحات اللواتي يتوفر لديهن المهارات المناسبة.

وبقاعة استأجروها في مدرسة فاخرة بالعاصمة الأوغندية كمبالا، قدم رجال الأعمال الروس للشابات عرضا مغريا يوفّر شهادة جامعية بالمجان مع وظيفة براتب ألف دولار أميركي، أي ما يعادل 3 مرات ضعف الأجر في أوغندا، فضلا عن تذاكر سفر وإقامة مجانية.

ويوضح موقع فويس أوف أميركا أن هذه المبادرة، تدخل ضمن استراتيجية القوة الناعمة التي تستعملها روسيا لتقويض النفوذ الغربي في شرق أفريقيا، وتحسين صورتها في دول عدة، لا سيما الفقيرة منها.