بعد شمال غزة.. شبح المجاعة يغطي "كل القطاع"

قلت حدة المجاعة في شمال غزة بعد ضغط دولي لإدخال المساعدات، ومع أن كمية المساعدات التي دخلت بفعل الضغط الدولي تظل قليلة مقارنة بحاجة أهل غزة، إلا أنها تمنع "الموت من الجوع"، بحسب تقارير أممية.

تكشف صحيفة نيويورك تايمز أنه في شهر أبريل الماضي تعهدت إسرائيل بزيادة المساعدات التي سمحت بدخولها إلى غزة بعد مقتل 7 من عمال المطبخ المركزي العالمي، في قصف للقوات الإسرائيلية.

وبالفعل بدأت تصل المساعدات من معبر كرم أبو سالم مع مصر، واستقبلت إسرائيل المساعدات من ميناء أسدود القريب من حدود شمال قطاع غزة، لكن كل هذه المساعدات كانت تخضع لإجراءات تفتيش معقدة وكان وصولها إلى القطاع معقدا للغاية، فيما قالت مصادر فلسطينية ودولية من داخل القطاع لوكالة رويترز إن المساعدات لم تُوزع على الفلسطينيين بسبب الاشتباكات الدائرة بين المسلحين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي.

آخر حدث لعدم تسليم المساعدات كان مع دخول 123 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة، صباح الإثنين 27 مايو، بعد اتفاق على إعادة توجيه المعونات من خلال معبر كرم أبو سالم الحدودي، ولكن لم يتسن توزيع الإمدادات في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية، حسب رويترز.

مصادر أمنية مصرية كشفت لرويترز أن الـ123 شاحنة عبرت الحدود وسلمت البضائع إلى الأمم المتحدة، فيما أكد مصدر إسرائيلي أنه تم إدخال المساعدات إلى غزة وتسليمها للشركاء، بينما قال مصدر إغاثي مصري إن 4 شاحنات وقود عبرت الحدود أيضا.

لكن مسؤولين من الأمم المتحدة وفلسطينيين قالوا لرويترز إن الشاحنات الفلسطينية التي ذهبت لنقل المساعدات عند المعبر لم تستلم المساعدات، وعادت فارغة.

قبل الحرب كانت تدخل من معبر رفح قرابة الـ550 شاحنة يوميا بحسب رويترز، وتقول نيويورك تايمز إنه وقبل توغل إسرائيل في رفح كانت تصل 300 شاحنة لجنوب غزة يوميا من معبر رفح، كانت كلها توزع في مناطق جنوب وادي غزة وتُمنع من العبور نحو شمال القطاع بسبب الأعمال القتالية والقصف الإسرائيلي.

اليوم، معبر رفح مغلق وعدد الشاحنات التي تدخل من معبري إيريز وكرم أبو سالم تصل إلى 100 شاحنة يوميا في بعض الأحيان، والفلسطينيون يقولون إنها لا توزع عليهم، وهو ما ينذر بـ"مجاعة وشيكة"، بحسب رويترز.

حذرت منظمات الإغاثة الدولية من أنها لن تكون قادرة على إيصال الإمدادات مع نفاد الوقود، ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز، فإنه وإن توفرت المساعدات فإن نقلها وتوزيعها على سكان القطاع سيكون "مستحيلا" بسبب نفاد الوقود لتزويد الشاحنات بالطاقة.

وهناك حاجة إلى ما لا يقل عن 200 ألف لتر من الوقود يوميا في قطاع غزة، بحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، أونروا، لكن ربع هذه الكمية فقط يصل يوميا منذ إغلاق معبر رفح، وفقا لبيانات الأمم المتحدة.

أزمة الوقود تظهر في المفاضلة بين إبقاء المولدات تعمل في المستشفى أو المخبز أو محطة الصرف الصحي، وبين استخدامه لنقل الغذاء للناس، بحسب المسؤول الكبير في الأونروا سكوت أندرسون.