خطوط حمراء مطاطة.. ما القنابل الأميركية التي قصفت رفح؟

استخدمت إسرائيل ذخائر صنعتها شركة بوينغ الأميركية في الغارة التي شنتها على مخيم للنازحين في حي السلطان بزعم ملاحقة قادة من حركة حماس، بحسب تحليل توصلت له شبكة سي إن إن من خلال مقطع فيديو متداول لآثار القصف.

الفيديو المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي من الحريق الذي سببته الغارة في مخيم السلام الكويتي للنازحين في رفح حللته الشبكة الأميركية لتتوصل من خلال بعض المشاهد لذيل قنبلة أميركية الصنع ذات قطر صغير من طراز GBU-39 (SDB) بحسب ٤ خبراء في الأسلحة المتفجرة.

هذه القنابل تصنف على أنها "عالية الدقة" وتهاجم أهدافا ذات أهمية استراتيجية مع أضرار جانبية منخفضة، لكنها رغم صغر حجمها في هذه الحالة فإنها تشكل خطرا على المناطق المكتظة بالسكان، بحسب كوب سميث خبير الأسلحة المتفجرة.

ويشرح تريفور بول، وهو عضو كبير سابق في فريق التخلص من الذخائر المتفجرة بالجيش الأميركي كيفية التوصل إلى هذا الاستنتاج في النقاط الآتية:

• جزء الرأس الحربي للذخيرة متميز.
• ما يتبقى من الذخيرة المتفجرة أجزاء التوجيه والأجنحة.
• الذيل المتبقي هو أحد متغيرات SDB/GBU-39.

يشير بول إلى أنه على الرغم من وجود نوع مختلف من هذه القنبلة تعرف باسم الذخيرة المميتة المركزة (FLM)، تحتوي على حمولة متفجرة أكبر ولكنها مصممة لإحداث أضرار جانبية أقل، لكنها لم تستخدم.

وبصورة عامة فإن خصائص هذه القنبلة وفقا لموقع سلاح الجو الأميركي وشركة بوينغ المنتجة له كالآتي:

• وزن القنبلة: 122 كيلوغراما.
• الطول: 1.8 متر.
• العرض: 19 سنتيمترا.
• المدى: 74 كيلومترا.
• نظام التوجيه: GPS ونظام الملاحة بالقصور الذاتي.
• سعر القنبلة: 40 ألف دولار أميركي.
• دخولها الخدمة في الولايات المتحدة: أكتوبر 2006.
• المخزون لدى أميركا: 24 ألف قنبلة.

في مارس 2024، قال الرئيس الأميركي جو بايدن في مقابلة أجرتها معه شبكة "إم.إس.إن.بي.سي" إن التهديد الإسرائيلي باجتياح مدينة رفح في جنوب قطاع غزة سيكون "خطا أحمر" بالنسبة لإسرائيل لكنه تراجع عن ذلك قائلا إنه لا يوجد خط أحمر و"لن أتخلى عن إسرائيل قط".

ثم عاد في التاسع من مايو 2024 ليرسم خطا أحمر لإسرائيل بتحذيرها من التوقف عن تسليم أسلحة إلى حليفته، لاسيّما بعض الأنواع المحدّدة من القنابل وقذائف المدفعية، حال شن إسرائيل هجوم بري واسع النطاق على رفح.

لم يمر الشهر، حتى أجرى البيت الأبيض تقييما للخط الأحمر الذي وضعه بايدن في أعقاب الهجوم على النازحين في رفح بحسب أكسيوس، لكن هذا التقييم توصل إلى أن بايدن لا يعتزم تغيير سياسته تجاه إسرائيل.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي إن واشنطن لا تعتقد أن أفعال إسرائيل في رفح ترقى إلى عملية واسعة النطاق من شأنها أن تتخطى "الخطوط الحمر" التي حدّدها بايدن الذي "لا يغض الطرف" عن معاناة المدنيين الفلسطينيين.

وقال لاري لويس، المستشار السابق في البنتاغون ووزارة الخارجية والذي كتب عدة تقارير فيدرالية عن الأضرار التي لحقت بالمدنيين، إنه يبدو كما لو أن الجيش الإسرائيلي اتخذ في هذه خطوات لتخفيف الخطر على المدنيين، بحسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز.

لكنه قال إنه منزعج لأنه في لقطات المراقبة التي نشرها الجيش الإسرائيلي، ظهر أربعة أشخاص خارج المباني المستهدفة قبل الغارة، ما يثير تساؤلات حول ما إذا كان الجيش الإسرائيلي "علم وقبل بوجود خسائر بشرية محتملة" أو فشل في ملاحظة الناس، مما يشير إلى مشاكل محتملة في إجراءاته الاحترازية.

تشكل الأسلحة الأميركية 69% من واردات إسرائيل بين عامي 2019 و2023، تليها ألمانيا بنسبة 30% نظرا للعلاقة الخاصة بين البلدين وفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI).

وأرسلت إدارة بايدن لإسرائيل، بشكل سري، أكثر من 100 شحنة سلاح منذ 7 أكتوبر من دون عرضها على الكونغرس أو إعلام الشعب الأميركي، وتكتمت الإدارة حول نوعية وكمية السلاح المنقول في تلك الشحنات.

وتشكل الأسلحة الأميركية أكثر من نصف الذخائر والمعدات التي استخدمها الجيش الإسرائيلي في قصف غزة، بالإضافة للأسلحة الألمانية التي تشكل ربع واردات إسرائيل من السلاح.

وتستخدم إسرائيل عددا من الطائرات التي تقصف بها القطاع وهي:

• طائرات إف-16 ولدى إسرائيل 362 طائرة منها.
• طائرة إف-35 لدى إسرائيل منها نحو 39 طائرة بنهاية عام 2023، ووافقت واشنطن على تزويدها بـ25 طائرة أخرى في الأعوام المقبلة.
• طائرات إف-15.