ترمب وماسك.. من عداء إلى دعوة إفطار و"وظيفة"

ما نعرفه الآن، هو أن علاقة دونالد ترمب بإيلون ماسك على خير ما يُرام، وأن الأخير يتصل بالرئيس السابق مباشرة على هاتفه، وعادة ما تتم هذه المحادثات أكثر من مرة خلال الشهر الواحد.

في خضم تطور العلاقة، تحدث ترمب مع ماسك حول إسناد دور استشاري إليه في الإدارة الجديدة، في حال تمكنه من الفوز في نوفمبر المقبل.

ملامح هذا الدور الاستشاري ما تزال غير واضحة، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال التي تحدثت مع أشخاص على علم بمحادثات ماسك وترمب، إلا أن الرجلين تحدثا عن إمكانية منح مالك إكس تأثيرا في قضايا سياسية واقتصادية، كأمن الحدود على سبيل المثال.

تلك المحادثات لم تكن في سياق رسمي بارد، وإنما تمت خلال تناول وجبة إفطار بين مجموعة من الأشخاص المؤثرين والأثرياء، في منزل مملوك للملياردير الأميركي، نيلسون بيلتز، في بالم بيتش بولاية فلوريدا، مارس الماضي.

خلال تلك الجلسة غير الرسمية، اصطحب كل رجل ابنه، وتناول الحضور إفطارا من البيض واللحم المقدد والفواكه، وتحدثوا عن الانتخابات وانتقدوا جو بايدن، وتطرقوا لدور ماسك المحتمل في الإدارة الأميركية الجديدة.

ماسك لم يأتِ إلى الإفطار مستمعا فقط، وإنما قدم لترمب أيضا بعضا من العروض والأفكار، من بينها خطة طورها مع الملياردير نيلسون بيلتز، بشأن الاستثمار في مشروع مدفوع بالبيانات يمنع تزوير الناخبين.

وبينما أعلن ماسك في الفترة ذاتها من مارس الماضي، عن طريق منشور على إكس، أنه لن يتبرع بأموال لأي من المرشحين للانتخابات الأميركية، خلف الكواليس وعلى مائدة الإفطار ذاتها، تحدث عن حملة يقوم بها بين دوائر النخبة وقادة الأعمال لمحاولة إقناعهم بالعدول عن دعم حملة الرئيس جو بايدن.

بالمناسبة تلك لن تكون المرة الأولى التي يعمل فيها ماسك برفقة ترمب، ولو عن طريق غير مباشر.

ففي أثناء ولاية ترمب الأولى عمل رجل تسلا في المجموعة الاستشارية للأعمال في البيت الأبيض، لكنه استقال في عام 2017، وكانت تلك بداية فجوة الجفاء التي حدثت بين الرجلين، إذ اعترض ماسك على قرار ترمب الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ.

استخدم ترمب في ذلك الوقت "تويتر" للتعبير عن غضبه، إذ قال: "التغير المناخي حقيقي. الانسحاب من باريس ليس جيدا بالنسبة إلى أميركا أو العالم".

لاحقا عندما خرج ترمب من البيت الأبيض، أطلق ماسك لسانه على الرئيس السابق، خاصة عندما بدأ الأول التلويح بعودته للسباق الرئاسي في نوفمبر 2024.

في إحدى تغريداته الساخرة، قال ماسك: "على ترمب أن يعلق قبعته، ويُبحر نحو الغرب".

وأسهب ماسك فقال: "ترمب سوف يُصبح في الـ82 بنهاية ولايته، وهي سن كبيرة على أن تكون رئيسا تنفيذيا لأي شيء، ناهيك عن الولايات المتحدة".

ترمب لم يكن صامتا بدوره، وإنما كان يُحاصر ماسك بالإهانات أيضا، رغم أنه لم يتمكن من استخدام تويتر في هذا الغرض، إذ كان قد حُظر من استخدامه بعد أحداث الكابيتول.

ففي يوليو من عام 2022، اتهم ترمب ماسك بالكذب خلال إحدى الفعاليات في ولاية ألاسكا.

كان ماسك قد صرّح بأنه صوّت للجمهوريين مؤخرا للمرة الأولى، إلا أن ترمب زعم أن ماسك أخبره سابقا أنه أعطاه صوته، وأضاف الأول في هذا الصدد: "لقد قال إنه صوّت لي، ولذا فإنه فنان هراء آخر".

وبعد تصريحات ماسك حول عُمر ترمب، عاد الرئيس السابق ليهاجمه بحسب صحيفة واشنطن بوست، إذ وصفه بأنه "عديم القيمة" من دون دعم الحكومة الأميركية لمشروعاته.

وزعم الرئيس السابق على منصة تروث سوشيال أن ماسك طلب منه دعم مشروعاته سابقا، وأضاف: "كان يمكنني أن أقول انزل على ركبتيك وارجوني، وكان ليفعلها".