إسرائيل ترفض مقترحها.. فجوات في خطاب بايدن

الرئيس الأميركي كشف عن أن المقترح الإسرائيلي يتكوّن من 3 مراحل تستمر الأولى منها 6 أسابيع، وتتضمن وقفا شاملا لإطلاق النار مع انسحاب القوّات الإسرائيليّة من كلّ المناطق المأهولة بالسكّان في غزّة.

كما تتضمّن الإفراج عن عدد من الأسرى بمن فيهم النساء والمسنّون والجرحى، وفي المقابل إطلاق سراح مئات من المساجين الفلسطينيّين، بالإضافة إلى دخول المساعدات للقطاع وتوفير ملاجئ مؤقتة للسكان الذين سيعودون لديارهم.

خلال هذه الأسابيع الستة تتفاوض حماس وإسرائيل على تفاصيل المرحلة الثانية التي تتضمّن انسحاب الجيش الإسرائيلي بالكامل من غزة وإطلاق الحركة سراح كل الأسرى الأحياء الباقين بمن فيهم الجنود.

رغم ذلك، فإن مسؤولا كبيرا من الإدارة الأميركية أخبر الصحافيين عن تفاصيل هذه المرحلة دون توضيح التساؤل الأهم "من يحكم القطاع؟"، مع الإشارة إلى أنه كان قد تحدث عن السلطة الفلسطينية في أوقات سابقة بحسب نيويورك تايمز.

علاوة على ذلك فإن الهجوم الذي تشنه إسرائيل على رفح منذ السابع من مايو 2024، قد يُبقيها في المنطقة الحدودية بالقرب من مصر في المستقبل المنظور لمنع حماس من إعادة تسليح نفسها.

ولم يتحرك الإسرائيليون أيضا لتسليم المسؤولية الأمنية لإدارة جديدة، وبالتالي ستظل قواتها موجودة في القطاع ما دامت لم تجد نهاية دبلوماسية، بحسب شلومو بروم، العميد الإسرائيلي المتقاعد لنيويورك تايمز.

ورد في خطاب بايدن أن المقترح إسرائيلي، وسُلّم بالفعل إلى حماس وقطر، لكنه عاد في الوقت نفسه ليطلب من الإسرائيليين الموافقة على المقترح، طالبا من الحكومة الإسرائيليّة مقاومة "ضغوط" مؤيّدي صراع "لا نهاية له".

وقال بايدن "أعلم أن البعض لن يوافق على هذه الخطة، ومنهم أعضاء في الحكومة".

وبعد الخطاب بقليل خرج مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه ليقول إن الحرب لن تنتهي قبل القضاء على حماس التي أشار بايدن في خطابه إلى أنها "لم تعد قادرة على شن هجوم مثل السابع من أكتوبر"، مشيرا إلى أن مصر وقطر تعملان على ضمان عدم استئناف حماس أي عمليات عسكرية ضد إسرائيل.

وعاد المكتب مرة أخرى في اليوم التالي ليعلن تمسك تل أبيب بـ3 شروط لإنهاء الحرب في غزة لم تتغير، وهي:

1. تدمير قدرات حماس العسكرية والحكومية.
2. إطلاق سراح جميع الأسرى.
3. ضمان ألا تشكل غزة تهديداً لإسرائيل.

وربما يعول نتنياهو في هذا على قدرته، في الأغلب، على مواصلة حملته العسكرية بعد المرحلة الأولى من المقترح، أو ربما يعتمد على حماس لرفض الصفقة منذ البداية بحسب آرون ديفيد ميلر، وهو زميل بارز في مؤسسة كارنيغي لوول ستريت جورنال.

في المقابل قالت حماس إنها "تنظر بإيجابية" إلى ما تضمّنه خطاب الرئيس الأميركي "من دعوته لوقف إطلاق نار دائم، وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، وإعادة الإعمار، وتبادل للأسرى"، بحسب فرانس برس.

كلمة بايدن جاءت في وقت تشهد فيه الحكومة الإسرائيلية نفسها انقساما مع تقديم عضو حكومة الحرب، بيني غانتس، مشروع قانون لحل الكنيست وإجراء انتخابات مبكرة.

تهديد غانتس بالاستقالة من حكومة الوحدة التي شكلها نتنياهو في زمن الحرب ما لم يتوصل رئيس الوزراء إلى استراتيجية واضحة للوضع في غزة بعد الحرب.

وقد أعطى غانتس مهلة لنتنياهو حتى الثامن من يونيو 2024، لوضع استراتيجية واضحة للحرب على غزة، وإلا ستكون الاستقالة هي الحل، ولذلك فهو في موقف لا يُحسد عليه.

فانسحابه لن يعرّض نتنياهو للخطر، إذ إن وجود مجموعة من الأحزاب الدينية القومية المنتمية إلى اليمين المتطرف في الائتلاف الحاكم يمنح نتنياهو أغلبية قوية في البرلمان، ولا يتعيّن إجراء الانتخابات حتى 2026، بحسب رويترز.

في الوقت نفسه فإن استطلاعات الرأي تشير إلى أن 36% يرون نتنياهو أكثر ملاءمة لرئاسة الوزراء ويفضّل 30% غانتس، ما يضعه في ورطة تتمثل في أنه لا يستطيع التراجع عن تهديده، بحسب أفيف بوشينسكي، مستشار الاتصالات السابق لنتنياهو لرويترز.

على الجانب الآخر، فقد أكد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد أن الاتفاق المطروح على الطاولة يتعين إبرامه، مشيرا في منشور له على إكس إلى أنه سيدعم نتنياهو في الصفقة حال تعنت شركاؤه من اليمين المتطرف.