رُفعت الجلسة.. مَن يحمي هيئة محلفي ترمب الآن؟

قبل الـ15 من إبريل الماضي، كانت حياة هؤلاء الأشخاص اعتيادية للغاية، وذلك إلى أن تم استدعاؤهم من قبل المحكمة لتأدية دور المحلفين في محاكمة تاريخية، لم يكونوا على علم في أول الأمر بهوية المتهم فيها.

الاختيار الأولي، كان عشوائيا من قائمة سكان مانهاتن، ولكن بعد الخطوة الأولى، ملأ كل مرشح لهيئة المحلفين استبيانا تفصيليا عن حياته.

ولاحقا، خضعوا لسلسلة مقابلات مع المدعين العامين وفريق الدفاع، بشأن تعليمهم وتفضيلاتهم لوسائل الإعلام وما إذا كانوا مؤيدين لترمب أم مناهضين له.

أسفرت تلك الاستجوابات عن اختيار القائمة النهائية للمحلفين الـ12، إلا أن التجربة لم تكن اعتيادية كما وصف بعض المحلفين المستبعدين، إذ قالوا إن عملية الاستجواب كانت أشبه ما تكون بـ"مطاردة ساحرات" للتعرف على الشخصيات المتعاطفة مع الديمقراطيين.

نظريا، انتهت مهمة المحلفين بإصدار قرارهم الذي جعل من ترمب أول رئيس مذنب في تاريخ الولايات المتحدة.

وعلى مدار تلك الفترة، كان هؤلاء الأشخاص محميين بموجب أمر أصدرته المحكمة بإبقاء هوياتهم سرية، وناشد القاضي الصحافيين لزوم الحيطة وعدم نقل تفاصيل عنهم قد تقود إلى كشف هوياتهم. الآن، يتعين على هؤلاء العودة لحياتهم الطبيعية، بعد أن شكرهم القاضي خوان ميرشان على "منحهم هذه القضية كل الاهتمام الذي تستحق".

لكن هناك خطر مواجهة نقمة مؤيدي ترمب، حيث يعتقد محللون أن هويات المحلفين، قد لا تبقى سرا للأبد.

تقول أستاذة القانون في جامعة بنسيلفانيا، كلير فينكلستين، إنها تتوقع أن يتم في نهاية المطاف تسريب هويات المحلفين، وتعتقد أستاذة القانون في لقاء مع فرانس برس أن فريق دفاع ترمب، قد يقف خلف هذا التسريب.

فبالرغم من كتمان أسمائهم عن العامة والصحافة، فإن المدعين ومحامي الدفاع كانوا على علم بها، وجرت محاولات على مواقع التواصل الاجتماعي لكشف تفاصيل بشأن المحلفين، كما وردت تهديدات باستخدام العنف ضدهم.

تتوقع فينكلستين أن هذا سيعرّضهم للخطر، "تماما مثلما رأينا بالنسبة للعاملين في الانتخابات، هذا قد يكون مصدر قلق حقيقيا".

في حال حدوث السيناريو الأسوأ، الذي تُصبح فيه أسماء هيئة المحلفين ملقاة على قارعة الطريق، تعتقد فينكلستين أن هناك سبيل لحمايتهم، فتقول إنه لو أصبح المحلفون في خطر: "يمكن فعليا نشر عناصر أمن عند منازلهم، أو تغيير أماكن سكنهم، وفي حال ساءت الأمور فعليا، يمكن وضعهم ضمن برنامج لحماية الشهود".

تضيف فينكلستين: "آمل ألا يصل الوضع إلى هذا الحد".

من جانبه، أكد رئيس اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ بولاية نيويورك، براد هويلمان سيغال، أن سلامة المحلفين تحظى "بأكبر قدر من الأهمية".

أثناء المحاكمة فرض القاضي، خوان ميرشان، على ترمب حظرا جزئيا يمنعه من مهاجمة المحلفين وانتقادهم في تصريحاته كما هي عادته على منصة تروث سوشيال، إلا أن القاضي قد يرفع هذا الحظر عند إصداره الحكم في 22 يوليو.

قد يكون لموقف ترمب من هيئة المحلفين وأحاديثه عنهم، تأثير كبير على مدى الاهتمام الذي سينصب عليهم.

لكن المحلفين أيضا يمكنهم التحدث بأريحية، فقد أعلن القاضي يوم الثلاثاء 28 مايو، أنه لم يعودوا ملزمين بعدم التحدث عن المحاكمة خارج المحكمة، وقال "الخيار يعود لكم".

واختار محلفون في قضايا سابقة أثارت اهتماما كبيرا، أن يرووا الوقائع التي عاشوها، متحدين الغضب الشعبي وأضواء الإعلام.

وقالت فينكلستين معلقة على سلوك ترمب خلال المحاكمة: "من الواضح أنه كان يحاول ترهيب أعضاء هيئة المحلفين قبل صدور الحكم".