"قتيل بقتيل".. ضربات إسرائيل وحزب الله تتوسع

خلال الساعات الماضية، وقعت ضربات محورية بين الطرفين استهدفت مدنيين بصفة خاصة، أو مناطق لم يجرِ إخلاؤها من السكان، وشريط الأحداث التالي يفسّر ما حصل على النحو التالي:

• يوم الجمعة 31 مايو، استهدفت إسرائيل طاقم سيارة إسعاف لبناني في بلدة الناقورة، ورد حزب الله بإطلاق صواريخ من نوع كاتيوشا باتجاه مستوطنات إسرائيلية في الجليل الغربي، غير خالية من السكان، وهي يحيعام وعين يعقوب.

• في هذا الرد، قصف حزب الله أيضا موقعا استراتيجيا إسرائيليا، لكن تل أبيب لم تكشف طبيعة هذا المكان وسط ترجيحات بأنه أحد المقار العسكرية.

• بعدها، شنت إسرائيل يومي الجمعة 31 مايو والسبت 1 يونيو، هجمات على مناطق عديدة في جنوب لبنان، أبرزها عدلون، وعين قانا، وحاروف، وصديقين، والقنطرة وغيرها.

• والسبت، قصف حزب الله قاعدة قيادة اللواء الشرفي 769 (معسكر جيبور) في مستوطنة كريات شمونة، كما نفذ عمليات ضد مواقع عسكرية أخرى.

ماذا يعني ذلك؟

ما يتبين من سياق هذه الأحداث أن المعارك الحالية رسخت معادلة "قتيل مقابل قتيل"، وفق ما أشار به مصدر مقرب من حزب الله، إلى مراسل بلينكس.

فعندما قصفت إسرائيل طاقم إسعاف لبناني، شن الحزب هجوما على مستوطنات مدنية، بالإضافة إلى مواقع عسكرية.

وعندما تحركت إسرائيل ضد المدنيين في لبنان، فقصفت عدلون وعين قانا، وجاء رد حزب الله بقصف مراكز استراتيجية مهمة ذات طابع عسكري.

وظهر السبت 1 يونيو، استهدفت إسرائيل منزلا في بلدة صديقين جنوب لبنان، وهي بلدة تبعد أيضا عن خط الاشتباك أكثر من 15 كيلومترا.

بعدها، أعلن حزب الله الهجوم بمسيرات انقضاضيّة على موقع مستحدث شمال ثكنة يفتاح، واستهداف صاروخي لمبنى يتموضع فيه جنود إسرائيليون في مستعمرة نطوعة، وقصف مقر قيادة اللواء 769 في ثكنة كريات شمونة بصواريخ بركان الثقيلة، وتدمير التجهيزات التجسسية المستحدثة في موقع المرج.

الخبير العسكري اللبناني أمين حطيط قال لبلينكس، إن حزب الله يرد على أي هجمات بقصف مستوطنات محددة ضمن خطة عملياتية، مشيرا إلى أن إسرائيل لا تعترف بقصف مدنيين، وإنما تربط استهدافاتها بمواقع عسكرية أو بنى تحتية تابعة لحزب الله.

حطيط يقول إن الحزب بات يعمل بمعادلة قتيل مقابل قتيل، مشيرا إلى أن إسرائيل أفرغت معظم المستوطنات على عمق 8 إلى 10 كيلومترات، لكن هناك مناطق أخرى بقيت تتضمن وجودا سكانيا، مضيفا: "حزب الله يعمل على مشاغلة هذه المستوطنات تحت شعار المعادلة المذكورة".

عمليا، فإن إسرائيل وسّعت ضرباتها منذ أشهر عديدة ضد لبنان، إذ استهدفت سابقا الضاحية الجنوبية لبيروت، وقصفت بعلبك والبقاع، والغازية في صيدا، واستهدفت بلدة جدرا في جبل لبنان وغيرها من المناطق الأخرى.

على الجانب الآخر، يقول حطيط إن العمليات الأخيرة تشير إلى أن حزب الله ما زال يعمل ضمن نطاق خط الجبهة الذي يبدأ من الحدود اللبنانية نحو عمق 10 كيلومترات داخل إسرائيل، ما يعني أن الاشتباكات تتركز هناك ولم يتقدم أكثر من ذلك.

لكن التغير الحاصل، وفق حطيط، أن حزب الله بات يلجأ إلى اعتمادِ ردود شديدة تكون عبر استهداف نطاق كبير من المستوطنات بصواريخ الكاتيوشا أو من خلال قصف مواقع استراتيجية ذات أهمية عسكرية، أو من خلال استهداف مستوطنات لم يجر إخلاؤها.

يقول حطيط إن إسرائيل هددت مؤخرا بشن هجوم ضد لبنان، يشمل غزوا بريا مع قصف عشوائي، والسعي لاجتياح هدفه الإطباق على مواقع عسكرية لحزب الله داخل عمق جنوب لبنان.

لكنه في الوقت نفسه، يرى أن التهديد بالهجوم ليس جديدا، مشيرا إلى أن "كل الهجمات والتهديدات التي نشهدها الآن، ما زالت تندرج تحت خانة المعركة المضبوطة، مستبعدا انفلات الأمور نحو حربٍ شاملة وموسعة".

وختم: "الضربات التي حصلت حاليا مماثلة جدا لأخرى حدثت سابقا، فضربة عدلون، الجمعة 31 مايو، لا تختلف على سبيل المثال، عن قصف مبنى في النبطية، أسفر عن مقتل عائلة بأكملها يوم 14 فبراير الماضي، حينها، رد حزب الله بإطلاق عشرات صواريخ الكاتيوشا وفلق باتجاه مستوطنة كريات شمونة المحاذية للحدود مع لبنان".