كيف وضعت أمل كلوني "حملة بايدن" في مأزق؟

أجرى الممثل الأميركي جورج كلوني مكالمة مع واحد من كبار مستشاري بايدن، ستيف ريكيتي، ليعبر عن انزعاجه وقلقه من انتقادات الرئيس الأميركي لقرار المحكمة الجنائية الدولية بشأن قادة إسرائيل وحماس.

كانت كلمة "outrageous" أكثر ما أزعج النجم الحائز على الأوسكار في انتقادات بايدن لقرار المحكمة الجنائية الدولية، إضافة إلى قلقه من فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية لأن أمل قد تخضع لها، بحسب مصادر مطلعة تحدثت لصحيفة واشنطن بوست.

القلق لم يساور كلوني وحده، فهذه المكالمة أقلقت حملة الرئيس الانتخابية أيضا، لأن كلوني ضمن المشاركين في حملة لجمع التبرعات للحملة في ١٥ يونيو ٢٠٢٤ في لوس أنجلوس.

يشعر المسؤولون عن حملة بايدن بالقلق من احتمالية انسحاب كلوني من المشاركة في الحملة التي من المقرر أن يشارك بها أيضا الرئيس السابق باراك أوباما والمذيع الشهير جيمي كيميل والممثلة الشهيرة جوليا روبرتس.

رغم ذلك، فإن كلوني أكد أنه عازم على الحضور لحفل جمع التبرعات.

الممثل الهوليودي الشهير، واحد من المتبرعين المعروفين لصالح الحزب الديمقراطي، كما أنه قدّم نصف مليون دولار كتبرع لحملة بايدن الأولى عام 2020، كما شارك في استضافة حملة جمع تبرعات استطاعت جمع 7 ملايين دولار.

في مايو 2024، طلب المدعي العام للمحكمة كريم خان إصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بجانب كبار قادة حماس على رأسهم زعيم الحركة في غزة يحيى السنوار.

وسعى خان إلى إصدار مذكرات توقيف بحق نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت، إضافة إلى ثلاثة من قادة حماس هم يحيى السنوار، وإسماعيل هنية، ومحمد الضيف، بشبهة ارتكاب جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية خلال الحرب في قطاع غزة.

في المقابل؛ أقر مجلس النواب الأميركي في يونيو 2024، مشروع قانون يدعو إلى فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية.

ويتضمن مشروع "قانون العمل المضاد للمحكمة غير الشرعية" منع مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية الذين هم على صلة بالقضية من دخول الولايات المتحدة إضافة إلى إلغاء تأشيراتهم وتقييد أي معاملات عقارية لهم، بحسب وكالة فرانس برس.

رغم ذلك، فإن مشروع القانون يظل رمزيا إذ أنه من غير المرجح أن يتم اعتماده من قبل مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه الديمقراطيون، وحتى إن وافق مجلس الشيوخ، فمن المتوقع نقض القانون من قبل الرئيس جو بايدن الذي قال إنه "يعارض بشدة" هذه الخطوة.

أعلنت أمل كلوني في مايو 2024 أنها ساعدت المحكمة الجنائية الدولية في تقييم الأدلة التي أدت إلى اتخاذها قرار إصدار مذكرات توقيف بحق كبار القادة في إسرائيل وحركة حماس، بحسب فرانس برس.

وعلى موقع مؤسسة كلوني من أجل العدالة التي أسستها أمل مع زوجها، قالت المحامية الشهيرة في بيان إن المدعي العام كريم خان طلب منها الانضمام إلى لجنة خبراء "لتقييم الأدلة على ارتكاب جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية في إسرائيل وغزة".

وأشارت إلى وجود أسباب تدين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت والاعتقاد بانخراطهما في استخدام "التجويع أسلوبا للحرب والقتل والاضطهاد والإبادة".

أما قادة حماس، فقد أشارت إلى أن هناك "مبررات معقولة للاعتقاد" بأن يحيى السنوار ومحمد الضيف وإسماعيل هنية تورطوا في "احتجاز رهائن، والقيام بأعمال قتل وجرائم عنف جنسي".

كما نشرت كلوني بالمشاركة مع أعضاء آخرين في لجنة الخبراء مقالا في صحيفة فايننشال تايمز تضمن تأييدا للملاحقات القضائية للمحكمة الجنائية الدولية بشأن جرائم الحرب في حرب غزة.

وأوضحت كلوني في بيانها أن "منهجي ليس تقديم تعليقات تخص عملي، بل في ترك العمل يتحدث عن نفسه"، مؤكدة: "عملت في هذه اللجنة لأنني أؤمن بسيادة القانون والحاجة إلى حماية أرواح المدنيين".

وأضافت "القانون الذي يحمي المدنيين خلال الحرب تم تطويره منذ أكثر من 100 عام وينطبق على كل دولة في العالم بغض النظر عن أسباب الصراعات".