مسيرات وصور.. دور أميركي "غامض" في تحرير أسرى النصيرات

عبر فريق من رجال العمليات الخاصة ورجال الاستخبارات الأميركيين الموجودين في إسرائيل منذ بدء الحرب، قدمت الولايات المتحدة معلومات وصفت بالهامة في عملية النصيرات.

ويؤكد ذلك ما قاله مسؤول كبير في الإدارة الأميركية لمراسل أكسيوس باراك رافيد، السبت، إن وحدة المختطفين الأميركيين الموجودة في إسرائيل ساعدت في جهود تحرير الرهائن الـ4 من منطقة النصيرات في غزة.

هذا الفريق جمع معلوماته عبر مراقبة الطائرات الأميركية بدون طيار فوق غزة، واعتراض الاتصالات ومصادر أخرى، حسبما قال الأشخاص المطلعون على الأمر لصحيفة واشنطن بوست الأميركية.

أشارت المصادر في تصريحات للصحيفة إلى أن المعلومات تبدو ثانوية بالنسبة لتلك التي جمعها الإسرائيليون، ولكنها تضمنت صورا من السماء.

وبوجه عام فإن هذا الفريق يعمل على جمع المعلومات عن الأماكن المحتملة للأسرى إضافة لمساعدته للمسؤولين الإسرائيليين في رسم خريطة شبكة الأنفاق التي بنتها حماس تحت غزة، وفقًا لمسؤولين مطلعين على هذا العمل.

وسط اتهامات باستخدام رصيفه العائم، قال الجيش الأميركي إنّه سلّم عبر الميناء الذي أصلِح بعد تضرّره إثر عاصفة، ما يقرب من 500 طن من المساعدات الإنسانيّة "الأساسيّة" إلى 2,4 مليون نسمة يواجهون خطر المجاعة، بحسب فرانس برس.

ونفى بيانه استخدام الجيش الإسرائيلي للرصيف في عملية تحرير الأسرى قائلا: "مرفق الرصيف الإنساني، بما في ذلك معدّاته وأفراده، لم يتمّ استخدامهم في عمليّات إنقاذ الرهائن في غزّة. لقد استخدم الإسرائيليّون المنطقة الواقعة جنوب المرفق لإعادة الرهائن بأمان إلى إسرائيل. وأيّ ادّعاء بخلاف ذلك هو زائف".

وأضاف "تمّ إنشاء الرصيف المؤقّت على ساحل غزّة لغرض واحد محدّد، وهو المساعدة في نقل المساعدات الإضافيّة المنقذة للحياة التي تشتدّ الحاجة إليها في قطاع غزّة".

وقال مسؤول أميركي لشبكة CNN "إننا نفهم أن الجيش الإسرائيلي لم يستخدم مركبة تحمل علامات إنسانية، أو أي منصة إنسانية، بما في ذلك الرصيف العائم، لإجراء عمليات إنقاذ الرهائن".

ولكن طريقة دخول فريق العمليات الإسرائيلية إلى النصيرات مازال محل جدل، حيث اعتبرت مقررة الأمم المتحدة المعنية بالأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيز أن "إسرائيل استغلت قضية الأسرى لإضفاء الشرعية على قتل الفلسطينيين وجرحهم وتشويهم وتجويعهم في غزة".

وفي منشور على منصة إكس أعربت ألبانيز عن ارتياحها من إطلاق سراح 4 أسرى إسرائيليين، مستدركة: "ما كان ينبغي أن يأتي على حساب مقتل ما لا يقل عن 200 فلسطيني، بينهم أطفال، وإصابة أكثر من 400 آخرين على يد إسرائيل وجنود أجانب، أثناء اختبائهم غدرا في شاحنة مساعدات".

وشددت على أن هذا "مستوى آخر" من الهجمات ضد الفلسطينيين باسم "التمويه الإنساني".

مصادر فلسطينية لوكالة الأناضول قالت أيضا إن القوة الإسرائيلية الخاصة التي حررت 4 أسرى من وسط قطاع غزة تسللت إلى مخيم النصيرات في شاحنة مثل تلك التي تستخدم في نقل المساعدات الإنسانية.

وتشير المصادر إلى أن الشاحنة كانت مغلقة إضافة إلى مركبة مدنية أخرى استخدمت في العملية.

وأضافت ماصدر الأناضول: "تنتشر مركبات النقل هذه في قطاع غزة، وتستخدم عادة في نقل البضائع والأثاث، لكنها باتت تستخدم بكثرة خلال الحرب الإسرائيلية في عمليات نقل المساعدات الإنسانية".

على الجانب الآخر، نفى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي استخدام شاحنة مساعدات في تحرير الأسرى.

شنت إسرائيل غارات مكثفة على منطقة النصيرات لتقتل ٢١٠ أفراد وتصيب أكثر من 400 آخرين للتغطية أثناء العملية.

وقد بدأت العملية في صباح السبت بالتوقيت المحلي في مبنيين منفصلين من 3 أو 4 طوابق، يفصل بينها مئات الأمتار، بحسب ما قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري.

فقد كانت الأسيرة نوعا أرغاماني في مبني منفصل عن الأسرى الثلاثة الآخرين "ألموغ مئير، أندريه كوزلوف، شلومي زيف".

وقرر الجيش الإسرائيلي أن تتم العمليات بالتزامن كي لا يشعر مقاتلو حماس بالجلبة فيعمدوا إلى نقل الأسرى إلى مباني أخرى، بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت.

وفي الشقة السكنية التي احتُجز فيها الأسرى الرجال، تعرضت القوات الإسرائيلية لإطلاق نار كثيف، مع وجود كثيف لمقاتلي حماس المسلحين.

وفي هذه الشقة قُتل ضابط إسرائيلي أثناء العملية.

وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن القوات استخدمت أسلحة خاصة في الاقتحام طُوّرت من أجل هذه العملية بالذات.

وبعد استعادة الأسرى بدأت القوات في الانسحاب، إلا أن السيارة التي كانت تقل الأسرى الرجال الثلاثة علقت وتعرضت لإطلاق نار كثيف، فتدخلت الفرقة 98 للمساعدة في إنقاذ المركبة، بالإضافة إلى تدخل مروحية إنقاذ أيضا.