منذ بدء الحرب.. الشك يضرب إسرائيل بـ5 اختراقات مدوية

لطالما كانت الوحدة 8200 السرية، الجهاز الأكثر شعبية للمجندين الجدد الشباب في الجيش الإسرائيلي لتأمين مستقبلهم.

الوحدة المنبثقة عن جهاز أمان الاستخباراتي متخصصة في التكنولوجيا السيبرانية المتقدمة للغاية، وتعمل في مجالات التنصت والاختراق وفك التشفير والمراقبة وتعقب الإشارات اللاسلكية.

لذلك، يرى العديد من الشباب المقبلين على الخدمة الإجبارية في الجيش أن انضمامهم إلى تلك الوحدة سيكسبهم مهارات مهمة، تمنحهم دخولاً أسهل لسوق العمل، ورواتب مجزية في الشركات السيبرانية.

لكن في السابع من أكتوبر، فشلت تلك الوحدة في التنبؤ بهجوم حماس على الرغم من رصدها إشارات وعلامات تنذر باحتمال وقوع هجوم.

كما كان مقر الوحدة 8200 السري في الجنوب من المقار التي وصل إليها مقاتلو القسام وقتلوا وأسروا من فيها، وصادروا معدات حيوية منها.

وكانت من بين تكتيكات مقاتلي القسام حينها، التنكر في زي جنود إسرائيليين في أثناء اقتحام مناطق غلاف غزة، وهو ما خلق هاجساً لدى الإسرائيليين من سهولة اختراق واجتياز السياج الفاصل وسهولة سيطرة تلك العناصر على قواعد فرقة غزة العسكرية في الجيش في وقت قياسي.

المراقبون الحكوميون الثلاثة الذين تمكنوا من اختراق قاعدة 8200، ارتدوا زي ضباط برتبة مقدم، ودخلوا سيرا على الأقدام أمام جميع الحراس ليلا، في مقر الوحدة بمخيم جيلوليت في رمات هشارون.

وخطط أعضاء الفريق لتلك المهمة بوصفها عملية جرد لامتحان جهوزية ويقظة الحراس والجنود في القاعدة، ولكنهم اندهشوا من تمكنهم من المرور أمام الجميع دون تفتيشهم أو حتى التدقيق في هوياتهم.

الفريق الثلاثي استطاع أيضاً التجول لمدة ثلاث ساعات تقريباً في القاعدة، ووصل إلى مجمعات تشغيلية، وجمع مئات الوثائق السرية والبيانات من أجهزة كمبيوتر سرية تابعة للوحدة.

وتضيف يديعوت أحرونوت، أن المتسللين الثلاثة كان بإمكانهم، إن أرادوا، التسبب في أضرار مادية مؤلمة للبنية التحتية للقاعدة وجنودها، وهو ما يعني أن العدو أيضاً يمكنه فعل ذلك في حال وقوع هجوم حقيقي، وهو ما كان سيمثّل "ضربة هائلة" للجيش ولإسرائيل، بحسب الصحيفة.

بعد أن أدرك المدققون عمق الفشل في القاعدة 8200، أوقفوا عملية الجرد والتدقيق بمبادرة شخصية منهم، واتصلوا بالقادة المعنيين من تلك الوحدة، التي تُعد الأكبر في الجيش الإسرائيلي، وأبلغوهم أنهم داخلها، وأنه كان بإمكانهم منذ فترة طويلة تصوير وبث المواد السرية الكثيرة التي وصلوا لها بسهولة، دون أن يوقفهم أحد.

يديعوت تضيف أن الجيش حاول تقليص أبعاد الفشل مدعيا أنه منذ ذلك الحين تم إجراء عمليات تدقيق متكررة كانت أكثر نجاحاً، على الرغم من مرور أقل من شهر منذ ذلك الحين.

حادث خطير في إحدى قواعد الجيش الإسرائيلي الرئيسية في الضفة الغربية أعلنته القناة 12 يوم الإثنين الماضي، أدى إلى تغيير النظام الأمني في الموقع وإحالة العديد من الجنود إلى إجراءات تأديبية.

بحسب القناة الأكثر مشاهدة في إسرائيل، فإن فلسطينياً تمكن يوم السبت الماضي من تجاوز النظام الأمني ودخول قاعدة "فرقة يهودا والسامرة" في مستوطنة بيت إيل، تحت أنظار الجنود والضباط الذين لم ينتبهوا للاقتحام ولم يلحظوا وجوده.

الجيش الإسرائيلي حاول التهوين من الحادث وقال إنه لم تقع أي أضرار أو إصابات في القاعدة، وإن الرجل الفلسطيني يعاني من إعاقة ذهنية.

لكن في الوقت نفسه، فتح الجيش تحقيقا مفصلا في الحادثة واتخذ قراراً طارئاً بزيادة المنطقة العازلة، وإنشاء منطقة عميقة بين سياج القاعدة والطريق الخارجي، ورفع عدد قوات الأمن والحراسة على الموقع.

في شهر فبراير الماضي، سمحت المحكمة المركزية في بئر السبع، بنشر أجزاء من لائحة اتهام مقدمة ضد إسرائيلي انتحل صفة نقيب بعد اندلاع الحرب على غزة، ودخل إلى قاعدة عسكرية، وحصل على معلومات وخطط عسكرية سرية، وسجل اجتماعات للجيش.

بحسب لائحة الاتهام، فإن المتهم تطوع من تلقاء نفسه لصفوف الاحتياط على الرغم من عدم تلقيه أي إشعار بذلك من الجيش، وارتدى زي ضابط برتبة نقيب، واقترب من ضابط برتبة مقدم وعرّف عن نفسه على أنه ضابط استخبارات من وحدة خاصة يريد المساعدة.

وتمكن المحتال من اختراق قاعدة عسكرية وحضور جلسات تقييم الوضع السرية في مركز المراقبة وجناح العمليات وحصل على معلومات سرية عن قدرات الجيش وترتيباته الأمنية وانتشار القوات وخطط الحرب.

والمثير، أن المتهم قدم إسهامات إيجابية في تلك الجلسات "ساعدت وأسهمت في أمن الدولة"، بحسب محاميه عدي ريغشتاين إيسنر.

ووضع الرجل على جهاز كشف الكذب، ورُوقب بدقة، لإظهار إن كانت هناك أي شبهة تجسس لجهات خارجية. وقالت صحيفة يديعوت، إنه اجتاز اختبار كشف الكذب بنجاح وكان صادقاً.

وحولته المحكمة إلى مستشفى الأمراض العقلية بعد قولها إن المتهم ليس لائقاً ذهنياً للمحاكمة، في حين تصر عائلته على أنه تصرف بدوافع وطنية خالصة.

في شهر ديسمبر الماضي، سلطت صحيفة تايمز أوف إسرائيل الضوء على انتحال شاب إسرائيلي صفة شرطي وضابط مكافحة إرهاب من وحدة اليمام وعميل سري لجهاز الشاباك الأمني وجندي مقاتل في الأسابيع التي تلت السابع من أكتوبر، على الرغم من أنه لم يخدم في الجيش قط.

الشرطة الإسرائيلية قالت إن المتهم روي يفراح تسلل إلى غزة وقواعد عسكرية للجيش وسرق عدة أسلحة وذخيرة، بهدف بيعها في السوق السوداء.

وكان أكثر ما أثار دهشة الإسرائيليين هو تمكّن ذلك الرجل من الوقوف مع مجموعة من الجنود بسلاحه المسروق بجوار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت والتقط صورا تذكارية دون أن يكتشف أحد أمره، وهو ما يُعد سقطة أمنية كبيرة كادت تودي بحياة قيادات كبرى لو كان منتحل صفة الجندي من جهة معادية.