صراع المعمل.. مواجهة الصين وأميركا تنتقل إلى العلوم

خلال عام 2023، نشرت بكين 830 ألف ورقة بحثية، قدمها باحثون مقيمون في الصين أي حوالي 15% من 5.4 مليون مقالة علمية في العالم.

كما تفوقت الصين على أميركا في عام 2022، حسب مؤشر مجلة Nature للمساهمات في مقالات العلوم الطبيعية لأول مرة، بحسب المجلة التي أشارت إلى أن بكين تنفق أكثر من مليار دولار كل عام على النشر العلمي.

الصين طورت من قدراتها البحثية من خلال مبادرات حكومية وبناء قوة علمية عاملة قوية، فأخذت بكين على عاتقها تطوير الجامعات والمؤسسات البحثية الحكومية من خلال مبادرات مثل "المشروع 211"، و"برنامج 985"، بحسب مجلة ذي إيكونوميست.

وقدمت بكين الأموال لمختبرات مختارة لتطوير قدراتها البحثية، ودفعت الجامعات مكافآت للموظفين تقدر بمتوسط ​​44 ألف دولار لكل منهم، ووصل بعضها إلى 165 ألف دولار إذا نشروا في مجلات دولية عالية التأثير، بحسب المجلة.

أما القوة العاملة، فقد سافر حوالي ٦ ملايين باحث صيني بين عامي 2000 و2019 للدراسة في الخارج، وعادوا محملين بخبرات، إضافة إلى توظيف أعداد كبيرة من الباحثين تفوق الولايات المتحدة وأوروبا مجتمعتين.

ويؤيد 78% من المجتمع العلمي الصيني مشاركة المعلومات والمصادر المفتوحة بحسب استطلاع أجري في ديسمبر 2023 بحسب وكالة الأنباء الصينية، شينخوا.

بعد توقيفه، أقر كلاوس بفلوغبيل، 58 عاماً، رجل أعمال كندي - ألماني يقيم في الصين بذنبه بسرقة أسرار صناعية من شركة تسلا لصناعة السيارات الكهربائية في العالم، أمام القضاء الأميركي بحسب فرانس برس.

وقال المدّعي العام الفيدرالي بريون بيس إنّ اعتراف المتّهم بالذنب "يُظهر أنّ هذه النيابة العامة تحيل بسرعة إلى المحاكمة أولئك الذين يختلسون الملكية الفكرية لشركات أميركية وأنها تحمي اقتصادنا وأمننا القومي".

وفي مايو 2024، أعلنت الولايات المتحدة عزمها فرض رسوم جمركية تصل إلى 100% على السيارات الكهربائية و50% على مكونات خلايا الطاقة الشمسية و25% على قطاعات أخرى مثل الصلب والألمنيوم المستورد، وأشباه الموصلات القديمة، والمركبات الكهربائية، ومكونات البطاريات، والمعادن الحيوية، والخلايا الشمسية، والرافعات، والمنتجات الطبية.

وفي الشهر التالي، أعلنت المفوضية الأوروبية نيتها فرض رسوم تصل إلى 38.1% على السيارات الكهربائية الصينية المستوردة اعتبارا من يوليو 2024، بحسب رويترز.

في عام 1979، وقع كل الرئيس الأميركي جيمي كارتر ونظيره الصيني اتفاقية للتعاون العلمي بين البلدين ليكسر الجليد بين البلدين.

هذه الاتفاقية مستمرة ويتم تجديدها كل 5 سنوات، وفي أغسطس 2023، وتم تمديدها 6 أشهر لتجرى مفاوضات لتعديلها، ثم جددت في فبراير 2024 لمدة 6 شهور إضافية.

تدعم الاتفاقية وجود معايير متسقة للتعاون العلمي بين واشنطن وبكين، لكن المنتقدين وبينهم المشرعون الأميركيون يرون أن هناك قيودا تفرضها الصين على البيانات والافتقار إلى الشفافية في تبادل النتائج العلمية.

إضافة إلى القلق الأميركي إزاء التطبيق العسكري المحتمل لبكين للأبحاث المشتركة بحسب صوت أميركا.

وهناك عدد من مجالات التعاون العلمي التي تعود بالنفع على البلدين بحسب مجلة Nature كالآتي:

• مشاريع لرصد وتحسين نوعية الهواء والمياه.
• مشاريع الحد من النفايات الإلكترونية.
• الحد من مخاطر الانتشار النووي.

إذا أرادت الولايات المتحدة الإبقاء على تقدمها في المجال العلمي والاستفادة من علماء الصين فإن عليها التركيز بصورة أكبر في دفع نفسها قدما، بحسب ذي إيكونوميست.

وتقدم المجلة "وصفة" للولايات المتحدة في هذا المجال اعتمادا على نقاط قوة واشنطن تتلخص في الآتي:

• الاستمرار في الانفتاح وجذب العقول حتى من الصين.
• تمديد اتفاقية التعاون العلمي مع بكين لمدة أطول.

• الاقتصاد الأميركي الديناميكي، بما يتيح الابتكار لأفضل الجامعات والوكالات الحكومية والشركات.
• العثور على طرق أسرع لتخصيص المنح، عن طريق القرعة على سبيل المثال.

وتشير المجلة إلى أنه على الولايات المتحدة ألا تتحول إلى الصين، بل تستفيد من نقاط قوتها المميزة.