سُحب للمرة الثانية.. ما مدى فاعلية رصيف غزة العائم؟

الجيش الأميركي وجد نفسه في موقف لا يحسد عليه، إذ اضطر للإعلان عن نقل الرصيف العائم الذي بناه قبالة ساحل قطاع غزة، لحمايته من أمواج عاتية يُتوقّع أن تضرب المنطقة.

القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط، أعطت المزيد من التفاصيل حول عملية النقل في بيان، أرجعت فيه السبب لتوقعات بارتفاع أمواج البحر، مما قد يحرَّك الرصيف المؤقت من موقعه على شاطئ غزة، الأمر الذي دفعها لسحبه إلى ميناء أسدود الإسرائيلي، على أن تعيد تثبيته سريعا بعد انقضاء فترة ارتفاع مستوى البحر.

برنامج الأغذية العالمي وهو المسؤول بدوره عن توصيل المساعدات إلى غزة عبر هذا الرصيف، أعلن الإثنين الماضي أنّه سيعلّق عملياته لتقييم الوضع الأمني، ومنذ ذلك الحين لم تستقبل غزة أي مساعدات من الرصيف.

ميناء أسدود الإسرائيلي يعد ملاذ آمنا للقوات الأميركية، إذ إنه يبعد نحو 33 كيلومترا فقط عن المكان المخصص للرصيف العائم على ساحل غزة.

لكن نقل الرصيف البحري إلى هذا الميناء القريب جدا، والذي يطل أيضا على البحر المتوسط، يثير تساؤلات حول المبرر الأميركي، خاصة أن ارتفاع أمواج البحر لن يفرق بين غزة أو أسدود.

الغريب، أن سرعة الرياح في شواطئ غزة تتراوح اليوم السبت بين 2.2 ميل في الساعة و11.2 ميل في الساعة بحسب موقع "ويندي آب" المختص في ذلك، مما يعني أنه من غير المرجح على الإطلاق أن تشهد أمواج غزة ارتفاعا ملحوظا كما قالت القيادة الأميركية.

وكانت القيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط، أعلنت في بيان بتاريخ 8 يونيو الماضي، عودة الرصيف العائم لغزة بعد تعرضه لنكبة جراء عاصفة اضطرت على إثرها سحبه لميناء أسدود وتصليحه.

بعد شهرين من العمل وأكثر من 320 مليون دولار من التكاليف، أعلن بايدن عن انتهاء تشييد الميناء لإيصال المساعدات الإنسانية في 7 مايو.

لكن ذلك الميناء سرعان ما أصبح محط سخرية وتهكم، فلم تمضِ 12 يوما على افتتاحه، حتى انهار وغرق ووصلت أجزاء منه إلى مدينة أسدود الإسرائيلية، وأُصيب 3 من الجنود الأميركيين المشغلين للميناء، أحدهم بجراح خطيرة، ما استدعى إدارة الرئيس جو بايدن إلى إعلان إيقاف المشروع مؤقتا.

لم يكن دخل من الميناء حينها سوى حمولة 60 شاحنة مساعدات طوال فترة تشغيله، وهي ما تعادل نحو 10% مما يحتاج إليه قطاع غزة في يوم واحد فقط.

صحف وقنوات أميركية اعتبرت الميناء رمزا لفشل سياسة بايدن في منطقة الشرق الأوسط والحرب الدائرة على غزة، ووصفه آخرون بأنه رمز لانهيار "الإمبراطورية الأميركية".