بماذا عاد "هدهد" حزب الله من إسرائيل؟

طائرة الحزب التي ادّعى عودتها بسلام، صوّرت أكثر مدينة إسرائيلية حيوية قريبة منه نوعا ما، بمناطقها الاستراتيجية والحيوية والعسكرية، هي حيفا التي طالما هددها.

ومن بين ما ظهر في الفيديو:

• مجمع الصناعات العسكرية التابع لشركة "رافائيل" للصناعات العسكرية.

• منطقة ميناء حيفا التي تضم قاعدة عسكرية وميناء مدنيا ومحطة كهرباء ومطارا وخزانات نفط ومنشآت بتروكيماوية.

• مبنى قيادة وحدة الغواصات وسفينتا "ساعر 4.5" و"ساعر 5"، وهما سفينتان حربيتان؛ الأولى مخصصة للدعم اللوجستي العسكري، والأخرى مخصصة للهجوم والدفاع.

ولمدينة حيفا رمزية خاصة في الحرب بين حزب الله وإسرائيل، لأن الأول قصفها للمرة الأولى في 13 يوليو في حرب 2006.

وتبعد حيفا 27 كيلومترا عن الجنوب اللبناني، وتعتبر مدينة مختلطة في إسرائيل، أي يعيش فيها اليهود وفلسطينيو الداخل.

تقول صحيفة نيويورك تايمز، إن الحرب المفتوحة -إذا اندلعت- بين إسرائيل وحزب الله، لن تكون حدتها بطريقة ما يجري في غزة نفسها، فالأخير يمتلك موارد دولة كاملة تقريبا ويتحكم بها، بالإضافة إلى امتلاكه أسلحة أكثر تطورا من أسلحة حماس والفصائل الفلسطينية، فهو غير محاصر ويستطيع تهريب الأسلحة من إيران عبر بحره ومطاراته أو عبر سوريا التي تعد حليفا استراتيجيا له ولإيران.

هذا ما قالته الصحيفة في تقرير عنونته بـ"إسرائيل وحزب الله يلعبان لعبة انتقامية محفوفة بالمخاطر، ما يترك المنطقة على حافة الهاوية".

ونقلت الصحيفة عن عسكريين إسرائيليين أنهم منذ فترة طويلة متخوفون من مسلحين مدربين تدريبا جيدا قد يعبرون حدودهم ذات يوم من الجنوب اللبناني نحو مستوطنات الشمال ويتجهون إلى البلدات والقواعد العسكرية، كما فعلت حماس في 7 أكتوبر.

في 12 يوليو 2006 أسر حزب الله جنودا إسرائيليين في عملية سماها "الوعد الصادق" فاقتحمت تل أبيب الحدود وبدأت تقصف الأراضي اللبنانية بالطيران، فاندلعت حرب تموز أو كما تُعرف إسرائيليا بـ"حرب لبنان الثانية".

هذه المواجهة التي استمرت 34 يوما، لا يمكن أن تكون مثالا جيدا لما يحدث اليوم في 2024، بحسب نيويورك تايمز.

الصحيفة اعتبرت أن حزب الله أقوى من 2006، وما زالت بعض قدراته مجهولة، بسبب عدم خوض إسرائيل حروبا معه منذ 18 عاما.

وفي الوقت ذاته ترى الصحيفة أنه في حال اندلاع حرب شاملة فإن إسرائيل ستكون أشد من 2006 بمراحل، لأنها لن تسمح بـ7 أكتوبر جديد، هذه المرة من لبنان، وترى أن حكومة تل أبيب الحالية متمسكة بتدمير كل من يشكل خطرا على وجودها.

في حرب تموز قُتل أكثر من 1000 لبناني و160 إسرائيليا، وشُرد مليون شخص من بيوتهم، لكن الصحيفة نقلت عن محللين قولهم إن الحرب إذا اندلعت اليوم يمكن أن تدمر البلدين.

زار مستشار الرئيس الأميركي آموس هوكشتاين لبنان يوم الإثنين 17 يوليو، وقبلها كان في إسرائيل. وقالت وكالة رويترز إن المستشار حذّر الطرفين بطريقة غير مباشرة من اندلاع مواجهة بينهما، داعيا إلى حل دبلوماسي قبل أن ينفجر الوضع على الحدود.

فيديو حزب الله جاء بعد يوم واحد من زيارة المستشار الأميركي، وهذا ما قد يراه مراقبون أنه رد غير مباشر على الوسيط الدبلوماسي الأميركي.

إسرائيل التي فُوجئت بفيديو الهدهد، كان جيشها قد طلب قبل ذلك من الصناعات الدفاعية أن تطور حلا تكنولوجيا يستطيع أن يعترض مسيرات حزب الله.