من أين يأتي "مرتزقة" إسرائيل الأجانب؟

تتعمد إسرائيل إخفاء المعلومات حول المقاتلين الأجانب في صفوف جيشها، قدر الإمكان، لكن في عام 2014 عندما شنت إسرائيل حرب الجرف الصامد على غزة، تطوع نحو 4600 مقاتل أجنبي في الجيش الإسرائيلي بحسب إذاعة مونت كارلو الفرنسية التي قالت إن إسرائيل تستقطب سنوياً بين 800 إلى 1000 أجنبي لصفوف جيشها.

الحرب الحالية على غزة تفوق حرب عام 2014 من حيث عدد الجنود المنخرطين وكثافة النيران والقذائف والصواريخ المستخدمة.. لكن كيف تحصل إسرائيل على مرتزقتها؟

إسرائيل تحصل على المقاتلين الأجانب:

• من خلال التعاقد مع شركات أمن خاصة.
• التعاقد المباشر مع المسلحين.

التعاقد عبر شركات أمن، كان هو مسار أحد الجنود المرتزقة الإسبان، حسب ما كشفت صحيفة إلموندو الإسبانية في نوفمبر 2023. قالت الصحيفة إن الجندي انضم للجيش الإسرائيلي بعد أن ترك الجبهة في أوكرانيا، حيث كان يحارب، وقبلها في العراق، وهو معروف بانتمائه "للنازيين الجدد".

الصحيفة الإسبانية كشفت حصول هذا المسلح على راتب من الجيش الإسرائيلي وصل لنحو 3900 يورو أسبوعياً بالإضافة إلى حوافز ومكافآت تكميلية أخرى. الراتب المرتفع تسبب في مخاوف لدى السلطات الأوكرانية من هروب المقاتلين من صفوفها للالتحاق بالجيش الإسرائيلي بحسب إذاعة مونت كارلو.

المسار الثاني للانضمام إلى الجيش الإسرائيلي، يأتي عبر التطوع بشكل شخصي والتقدم بطلب عبر البريد الإلكتروني، حيث تخصص إسرائيل صفحة كاملة بأدق التفاصيل حول إجراءات التطوع والانضمام للجيش.

وتقدم إسرائيل 3 برامج تطوعية لهؤلاء:

• "برنامج محال" وهو مسار تجنيد يعود تاريخه إلى حرب 1948، وهو مصمم خصيصاً للمتطوعين الأجانب الراغبين في الخدمة بالجيش الإسرائيلي.
• "برنامج مارفا"، الذي يعد محاكاة للجيش يديره الجيش الإسرائيلي والوكالة اليهودية ويعطي منتسبيه لمحة عن الحياة العسكرية عبر ضمهم لقواته لمدة 8 أسابيع.
• "برنامج سار-إيل" الممتد لـ3 أسابيع، ويمكّن المشاركين من العمل مع متطوعين من جميع أنحاء العالم داخل قواعد عسكرية.

يتيح البرنامج الأخير العمل تحت إشراف جنود إسرائيليين في مجالات لوجيستية مثل تعبئة المؤن الغذائية أو الأدوات الطبية، وتنظيف الخزانات، أو طلاء الخوذات، أو إصلاح أجهزة اللاسلكي، أو تجديد أقنعة الغاز، أو تغيير قطع الغيار، وحتى أعمال البستنة والتنظيف.

إذا أعجب المتطوع الأجنبي بالتجربة، فإن بإمكانه الانضمام للجيش رسمياً كـ"جندي وحيد"، أي بدون عائلة كاملة في إسرائيل، وسيحصل على ضعف راتب الجندي النظامي العادي بالإضافة شهري في دفع الإيجار يصل لنحو 1048 شيكل شهرياً (295 دولارا).

لهجات أميركية وأوكرانية وفرنسية وإيطالية وإسبانية وآسيوية وغيرها ظهرت في مقاطع فيديو لجنود من الجيش الإسرائيلي في غزة، والمتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي سلطت الضوء على ظاهرة المرتزقة والمتطوعين الأجانب.

بعض أولئك الجنود مزدوجو الجنسية، وبعضهم من الجاليات اليهودية في الخارج وليسو مواطنين إسرائيليين وبعضهم أجانب لا تربطهم بإسرائيل أي صلة.

في مارس الماضي، التقط جندي فرنسي مشهدا لعدة معتقلين فلسطينيين من مستشفى الشفاء وأيديهم مقيدة وأعينهم مغطاة وهم يتعرضون للتعذيب وسوء المعاملة وتفاخر بتعذيبهم.

وفي نفس الشهر، تسببت صورة في أزمة دبلوماسية بعدما ظهر أحد الجنود الذين يخدمون في غزة وهو يرفع علم تايلاند لتقوم الحكومة التايلاندية بطلب تحقيق إسرائيلي في تلك الصورة وضمان عدم تكرارها.

وفي يونيو الجاري، أظهر مقطع فيديو جندي أوكراني وهو يرقص على أنغام موسيقية من أحد المنازل في غزة برداء الجيش الإسرائيلي، كما أظهرت صور أخرى في شهر ديسمبر جندي أوكراني آخر داخل مدرسة في غزة وقد كتب على سبورة أحد الفصول رسالة لوالدته.

هناك أيضاً جنود في الجيش الإسرائيلي من أميركا وألمانيا وإسبانيا وألبانيا وجنوب أفريقيا وبريطانيا وكندا وسويسرا وهولندا ونيوزيلاندا والفلبين وغيرها من الدول المختلفة.