بايدن الذي "أفسد" Bibi.. "الإهانة" لا توقف الدعم

البيت الأبيض اعتبر تصريحات نتنياهو بمثابة "الإهانة" للدور الداعم الذي تقوم به الولايات المتحدة تجاه إسرائيل منذ بداية حربها على غزة في ٧ أكتوبر الماضي.

المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي، قال للصحافيين إن "تلك التصريحات كانت مخيبة للآمال بشدة ومهينة لنا بالتأكيد، نظرا لحجم الدعم الذي نقدمه وسنواصل تقديمه".

وذكر كيربي نتنياهو بالدور الذي تلعبه أميركا حين قال: "لا توجد دولة أخرى تفعل المزيد لمساعدة إسرائيل ضد تهديد حماس والتهديدات الإقليمية الأخرى".

بدوره أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، أن "التزامنا أمن إسرائيل مقدس. أثبتنا ذلك ليس بكلمات فحسب لكن بأفعال".

أما المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيار، قالت الثلاثاء "نحن حقا لا نعرف ما الذي يتحدث عنه".

الولايات المتحدة من جانبها أكدت إن ثمة شحنة واحدة فقط لإسرائيل من قنابل زنة أكثر من 900 كلغ هي قيد المراجعة بسبب مخاوف من استخدامها في مناطق مكتظة.

وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، شدد أيضاً على أهمية تجنب تصعيد جديد في لبنان من خلال حل دبلوماسي يسمح للعائلات الإسرائيلية واللبنانية التي نزحت بسبب تبادل إطلاق النار على الحدود، بالعودة إلى ديارها.

وعلى الرغم أن واشنطن هي الداعم العسكري الرئيس لإسرائيل لكن البيت الأبيض عبر عن استيائه إزاء ارتفاع عدد القتلى المدنيين في غزة حيث تتواصل الحرب منذ أكثر من ثمانية أشهر.

من جانبه صب السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل، مارتن إنديك، جم غضبه على نتنياهو إذ قال لصحيفة واشنطن بوست إن: "إسرائيل في حالة حرب على أربع جبهات: مع حماس في غزة؛ ومع الحوثيين في اليمن؛ ومع حزب الله في لبنان؛ وإيران تشرف على العمليات، ولكن ماذا يفعل نتنياهو؟ يهاجم الولايات المتحدة بناء على كذبة اختلقها، على رئيس مجلس النواب والقائد سحب دعوته لمخاطبة الكونغرس حتى يتراجع ويعتذر".

أما المحلل السياسي، ديفيد كليون، كتب في صحيفة "ذا نايشن": "منذ 7 أكتوبر، سمح بايدن لنتنياهو بإذلاله مرارا وتكرارا والإفلات من العقاب، مما عزز موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي في دائرته الانتخابية المحلية ومعه اليمين الأميركي، والذي قد يستعيد السيطرة على السياسة الخارجية الأميركية نتيجة لذلك".

نتنياهو لا يتلقى انتقادات أميركية فقط في الآونة الأخيرة، إذ زادت حدة انتقادات سياسته داخليا، وعبرت عن ذلك والدة أحد الرهائن، لصحيفة جوروزاليم بوست حين قالت مخاطبة نتنياهو: "لقد اخترت بقائك السياسي على حساب الشعب والرهائن، والذنب سوف يتبعك إلى القبر، ولن يمكنك الهروب منه".

البيت الأبيض أعلن الخميس أن الولايات المتحدة ستعطي "الأولوية" لتسليم أوكرانيا أنظمة الدفاع الجوي، وسترسل الأسلحة التي ثمة حاجة ماسة إليها لأوكرانيا قبل دول أخرى قدمت طلبات بذلك ومن ضمنها إسرائيل.

التصريحات لم تكن إيجابية بالنسبة لإسرائيل خاصة حين زعم كيربي أن شحنات الأسلحة إلى تايوان التي تخشى غزوا محتملا من الصين، وإسرائيل تحديدا التي تعرضت لهجوم إيراني واسع النطاق بصواريخ ومسيرات في وقت سابق هذا العام وتخوض حربا ضد حماس، لن تتأثر بالقرار، على حد وصفه.

وبرر المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، بات رايدر، القرار الأميركي بأنه سيسمح لكييف "بزيادة مخزوناتها بسرعة أكبر حتى تتمكن من الاستمرار في حماية البنى التحتية الاستراتيجية للطاقة وسكانها المدنيين مع اقتراب الشتاء".

وتعتبر الولايات المتحدة داعم عسكري رئيسي لأوكرانيا، إذ خصصت لها أكثر من 51 مليار دولار من الأسلحة والذخيرة وغيرها من المساعدات الأمنية منذ أن شنت روسيا غزوها الواسع النطاق في فبراير 2022.