معركة صينية – أميركية تحتدم على حلبة الليثيوم الأرجنتيني

يفيد تقرير نشرته صحيفة التلغراف بأن الصين والولايات المتحدة دخلتا "حربا باردة" للهيمنة على مناجم الليثيوم الأرجنتينية التي توفر الإمدادات اللازمة لتصنيع بطاريات تخزين الطاقة والسيارات الكهربائية وكذلك لتصنيع تكنولوجيا التحول الطاقي.

وتواجه الولايات المتحدة نقطة ضعف، لاسيما في ما يخص الصناعات العسكرية حيث قد تعرقل الصين حصول الجيش الأميركي على بطاريات تعتبر ضرورية لتشغيل معدات عسكرية مثل الطائرات من دون طيار والصواريخ ومعدات الاتصال، وفقا لتقرير نشرته مؤسسة المجلس الأطلسي البحثية.

إلى جانب مخاوف تجاه أمنها القومي، ترى الولايات المتحدة أن نمو صناعاتها التكنولوجية وخططها للتوسع في سوق الطاقة النظيفة قد تقوضه هيمنة الصين على الليثيوم، وفقا لصحيفة إلبايس الإسبانية.

ويعيد التنافس الصيني-الأميركي على الليثيوم الأرجنتيني الحياة إلى المدن المهجورة وذلك من خلال تدفق الاستثمارات الدولية وزيادة المشاريع التعدينية.

تفيد صحيفة إلبايس بأن الصين تستغل 7 مشاريع ليثيوم في الأرجنتين، مقارنة بـ3 مشاريع تستغلها الولايات المتحدة.

وتحتل شركة جانفنغ الصينية الرتبة الـ3 من بين منتجي الليثيوم في العالم، والمرتبة الأولى في الصين، حيث تسيطر على كامل سلسلة الإنتاج، من التعدين إلى التصنيع والتكرير وإعادة التدوير، وفقا لمجلة بلومبرغ.

ورغم توفر الصين في أرضها على 8٪ من احتياطي الليثيوم إلا أنها تقوم بتكرير بين 60 و70٪ من هذا المعدن الذي تستورد مادته الخام من دول أخرى في أميركا اللاتينية وأفريقيا، وفقا لمجلة ذي إكونوميست.

تحاول الولايات المتحدة تعزيز استثماراتها في الأرجنتين لتقليل هيمنة الصين على صناعة الليثيوم وذلك بتطوير سلاسل إنتاج التكنولوجيا النظيفة خارج نطاق السيطرة الصينية، لكن النجاح في هذا المجال لا يزال غير مؤكد.

تتشارك الأرجنتين وبوليفيا وشيلي في الزاوية الجنوبية من جبال الأنديز المعروفة بـ"مثلث الليثيوم" التي تزخر باحتياط هام من هذا المعدن.

تمتلك الأرجنتين ما يقرب من خمس احتياطيات العالم من الليثيوم، وهي ثاني أكبر احتياطي في العالم بعد تشيلي، وفقا لوكالة الطاقة الدولية.

وبينما تواجه بوليفيا صعوبات في تحقيق إنتاج كبير، وتتباطأ تشيلي في استخراج ليثيومها، تمضي الأرجنتين قدما بفضل الاستثمارات الخاصة من شركات مثل تسلا.

لتأمين معدن الليثيوم لسيارات تسلا، بدأ، إيلون ماسك، بالتقرب من ميلي منذ انتخابه حيث التقيا لمناقشة "فرص الاستثمار" في مجال الليثيوم في الأرجنتين.

في مايو 2024، نشر ماسك على موقعه الاجتماعي إكس تدوينة ينصح من خلالها بالاستثمار في الأرجنتين، مما يعكس دعمه لسياسات ميلي الاقتصادية وسط سياسات التقشف التي يسعى لتبنيها.

كما يجري ماسك محادثات مع ميلي حول إمكانية بناء مصنع "جيجا فاكتوري" الضخم ومصنع لتصنيع السيارات الكهربائية في مدينة قرطبة الأرجنتينية، ليكون بمثابة قاعدة لتصدير السيارات إلى منطقة ميركوسور في أميركا الجنوبية، وفقا لصحيفة التلغراف.

ويمكن لهذه الخطوة أن تساعد تسلا في تأمين مصادر مستقرة من الليثيوم وتطوير قاعدة إنتاجية في المنطقة، مما يدعم جهود الشركة في مواجهة المنافسة الصينية في سوق بطاريات السيارات الكهربائية.