غزة بلا طعام.. وتصنيف المجاعة pending

في أسواق وسط مدينة غزة يأتي أهالي المناطق المحاذية ليشتروا أعشابا وأوراق شجر بأسعار مقبولة ليطبخوها ويأكلوها.

ولأن الجيش الإسرائيلي دمر معظم مناطق القطاع، ظلت فرصة نمو الأعشاب في مناطق محددة وخطرة، حسب ما قالت فرانس برس، وهذا هو السبب الذي جعل من الأعشاب تباع بيعا في الأسواق.

هجوم رفح الذي تسبب في إغلاق المعبر على حدود غزة مع مصر، والذي كان طريقا رئيسيا لتوصيل المواد الغذائية والإمدادات الأخرى، هو الذي قلل بشكل كبير من وصول المساعدات الإنسانية إلى مليوني شخص تقريبا في جنوب غزة.

أما في الشمال فإن 300 ألف شخص يسكنون هناك عانوا من جوع كارثي قبل شهور ثم عادت المساعدات تصل إليهم لكن ليس بشكل كاف، واليوم عادوا ليأكلوا ما لا يأكل وفقا لشهادة عاملة أجنبية في مجال الإغاثة الإنسانية.

لكن كل هذه الأحداث، ولم يطلق على ما يحدث في غزة بعد مصطلح "مجاعة" رسميا.

خبراء من الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الكبرى العالمية، حددوا المجاعة في منطقة ما على أساس 3 شروط وفق ما جاء في تقرير لصحيفة نيويورك تايمز:

• أن يواجه ما لا يقل عن 20٪ من الأسر نقصا حادا في الغذاء.

• أن يعاني ما لا يقل عن 30% من الأطفال من سوء التغذية الحاد.

• أن يموت ما لا يقل عن شخصين بالغين أو 4 أطفال من كل 10 آلاف شخص كل يوم بسبب الجوع أو المرض المرتبط بسوء التغذية.

هؤلاء الخبراء في مجال انعدام الأمن الغذائي شكلوا مبادرة اسمها IPC ومنذ تأسيسها في 2004 لم يطلق الخبراء مصطلح مجاعة إلا مرتين، مرة في الصومال في عام 2011، ومرة في جنوب السودان في عام 2017. وفي الصومال، مات أكثر من 100 ألف شخص قبل إعلان المجاعة رسميا.

بحسب الصحيفة، تظل العقبة الوحيدة أمام هؤلاء الخبراء لتحديد المجاعة في مناطق الصراع، هو أنهم يأخذون أرقامهم من المصادر الحكومية الرسمية في البلاد.

3 تقارير أصدرتها IPC عن الوضع الغذائي في غزة منذ اندلاع الحرب وكانت تفاصيلها كالتالي:

• التقرير الأول صدر في ديسمبر 2023 وقال إن "جميع سكان قطاع غزة يعانون من انعدام الأمن". وحذر التقرير من أن خطر الجوع سيزداد إذا لم تتوقف الحرب. لكن الخبراء الذين أعدوا التقرير قالوا إن غزة لم تصل لمستوى المجاعة.
• التقرير الثاني صدر في مارس 2024 وقال إن المجاعة كانت "وشيكة" بالنسبة للمدنيين الفلسطينيين البالغ عددهم 300 ألف في شمال غزة، وإن مثل هذه الظروف سوف تتطور بحلول نهاية مايو.

• التقرير الثالث صدر الثلاثاء 25 يونيو 2024 وخلص إلى أن ما يقرب من نصف مليون شخص في غزة يواجهون الجوع الشديد بسبب النقص الكارثي في الغذاء. وقالت إن تسليم المساعدات أدى إلى تحسين الوضع في الشمال، لكن العمليات الإسرائيلية في الجنوب عطلت توزيع المساعدات هناك.

ورغم أن معظم شروط المجاعة الـ3 تحدث في غزة، إلا أن السبب الرئيسي وراء عدم إعلان المجاعة هناك في نظر IPC أنه من غير الواضح من هي السلطة التي يمكنها إعلان المجاعة في غزة، لأن الحكومة هي المسؤولة عن إعلان المجاعة في المنطقة التي تعاني منها، أو الأمم المتحدة تستطيع أن تعلنها اعتمادا على أرقام حكومة البلد.

ولأن أرقام حماس "غير دقيقة" في نظر الأمم المتحدة، لم تعلن المجاعة حتى الآن في غزة.

وبحسب التقرير فإن ذات الخبراء لم يعلنوا المجاعة في اليمن وإثيوبيا بسبب الحروب في هذين البلدين، لأنه لا تتوفر معلومات كافية من الحكومات لإصدار تقييم رسمي.