"خطة انسحاب" بايدن جاهزة.. وتنتظر "الوقت المناسب"

بينما حاولت أغلب القيادات الديمقراطية التقليل من أهمية أداء بايدن خلال المناظرة بشكل علني على الأقل، تحسبا للخطوة المقبلة، كان للخبير الاستراتيجي الديمقراطي بول بيغالا، رأي آخر.

يقول بيغالا عن مرشح حزبه: "كان أسلوب الرئيس جو بايدن فظيعًا بكل بساطة... صوته كان حادًا، وكانت بعض الإجابات مبهمة، وغالبًا ما كان يحدق بفم مفتوح بينما كان دونالد ترمب يتحدث".

وأكد بيغالا أن مستقبل البلاد على المحك، قائلا: "إنهم بحاجة إلى محارب وليس هامسًا لهزيمة ترمب".

وفي نفس السياق ذهب مقال "عزيزي جو" الذي هز الأوساط الديمقراطية خلال الساعات الماضية، للكاتب جاي باريني، الذي يعيش في مسقط رأس بايدن في سكرانتون بولاية بنسلفانيا، وكانت والدته جليسة أطفال بايدن، وقد نشرت المقال CNN.

يقول باريني فيه: "قلة من القادة في التاريخ الأميركي كان لديهم قلبك الكبير أو إحساسك بالاعتدال. لقد أنقذت هذا البلد من كارثة في عام 2021، وأعدتنا إلى الشعور بالحياة الطبيعية بعد تمرد وحشي، شارك فيه حشد مجنون حطموا نوافذ مبنى الكابيتول، وهددوا بشنق نائب الرئيس آنذاك مايك بنس".

"لكنك رجل عجوز الآن، مثلي. أعرف ما يعنيه استحضار الطاقة للتحرك بقوة خلال اليوم. أجسادنا لا تتعاون كما فعلت من قبل. في بعض الأحيان يكون من المؤلم حتى الاستيقاظ في الصباح" وفق ما كتبه باريني في مقاله.

يضيف الكاتب المخضرم "للأسف، كان ذلك واضحًا بالنسبة لي منذ اللحظة التي دخلت فيها – في حالة ذهول وارتباك – إلى منصة المناظرة يوم الخميس في أتلانتا ضد الرئيس السابق دونالد ترمب. لقد بدوت قديمًا، شاحبًا وهشًا. كنت بالكاد تتلمس طريقك إلى المنصة، كان خطابك متوقفًا، وغالبًا ما يكون غير متماسك. نكاتك سقطت في توقيت سيىء، وخرجت عن السياق. لقد سمحتم لدونالد المجنون بالكذب من الإفلات من العقاب والسخرية من ردودكم".

"لقد وجدت نفسي أبكي. البكاء عليك. نبكي على أمتنا"، وفق ما جاء في المقال.

ويكمل كاتب المقال: "أنت رجل يتمتع بقدر كبير من النزاهة يا جو، ويجب عليك - يجب عليك - أن تتنحى. افعل ذلك من أجل بلدك وحزبك. إن التهديد بـ٤ سنوات أخرى من حكم ترمب… هو تهديد وجودي".

من جانبه، يرى حسين عبدالحسين، الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، بالعاصمة الأميركية واشنطن، أن معظم الديمقراطيين - وعددا كبيرا من المستقلين والجمهوريين – والذين يرون أن ترمب يمثل تهديدًا للديمقراطية، والذين أحبطهم أداء الرئيس بايدن ليلة الخميس، أنه على بايدن الانسحاب من السباق الرئاسي للاحتفاظ بحظوظ معقولة لهزيمة ترمب، لاسيما أن الأخير ارتفعت أسهمه وحظوظه للغاية في أعقاب المناظرة.

وأشار حسين، لبلينكس إلى أن كل المؤشرات اللاحقة على المناظرة، تشير بوضوح إلى رغبة بايدن في الاستمرار للنهاية في السباق الرئاسي، قائلا: "الجميع يعلم أن الطريق الوحيد لانسحاب بايدن هو إقناع بايدن نفسه بالانسحاب، لأنه لا توجد طريقة أخرى".

واستبعد حسين، انسحاب بايدن لصالح كاميلا هاريس، لافتا إلى عدم تمتع الأخيرة بأي شعبية في الشارع الأميركي، قائلا: "حتى مع حظوظ بايدن الضعيفة ما زالت شعبيته أكبر بكثير من هاريس".

ونبّه الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إلى أنه يبدو أن ترمب والحزب الجمهوري يعلمان تمام المعضلة التي يواجهها الديمقراطيون، ولذلك يعلم الجميع في فريق ترمب، أنه من مصلحته الإبقاء على بايدن في السباق الرئاسي بدلا من منافس ديمقراطي شاب.

وقال حسين "من المؤكد أن حظوظ ترمب المرتفعة أمام بايدن سوف تنخفض بشدة في مواجهة مرشح ديمقراطي شاب يحظى ببعض الشعبية".

وأكد حسين على أن مستقبل الحزب الديمقراطي، بات على المحك حيث أصبح الأمر لا يتعلق فقط بعمر بايدن، ولا يقتصر على كارثة المناظرة فحسب، بل أنه أصبح أكبر من ذلك، حيث يخشى قادة كبار في الحزب أنه حتى في حال فوز بايدن، فإن فترة رئاسية أخرى له تمتد لـ 4 سنوات قد تتسبب في خسائر فادحة، ربما تقترب هذه الخسائر كثيرًا من استقرار الولايات المتحدة ذاتها، وفق حسين.

في ذات السياق علمت بلينكس من مصادر داخل حملة الرئيس بايدن في ولاية فلوريدا، جنوب شرق الولايات المتحدة، أن بعض المسؤولين بحملة بايدن يعدون لخطة لانسحاب الأخير، ثم طرحها على الرئيس بمعرفة شقيقة بايدن، فاليري بايدن، وصديقه القديم تيد كوفمان، لحثّه على الانسحاب لصالح مرشح شاب للحزب، من أجل مصلحة الحزب الديمقراطي، ومستقبل الولايات المتحدة، ولكن مازال هذا السيناريو بانتظار التوقيت المناسب لطرحه على الرئيس.

لكن على الجانب المقابل، نقل موقع أكسيوس الإخباري الأميركي، عن مصدر رفيع المستوى، وصفه الموقع بأنه مقرّب من بايدن، قوله إن "الأصوات التي تدعو بايدن للانسحاب ليس لهم الحق في اتخاذ القرار"، مؤكدا على أن الولايات المتحدة مازالت تعيش في ظل نظام ديمقراطي، على الأقل في الوقت الراهن.

وأكد المصدر قائلا "ليست هذه هي الطريقة التي تسير بها الأمور، لا زال بايدن هو مرشح الحزب الديمقراطي بعد فوزه في الانتخابات التمهيدية للحزب بأغلبية ساحقة، وهذه النتيجة نهائية".