رئاسة إيران.. جولة إعادة بين الغضب والمقاطعة

تُجرى الانتخابات الرئاسية بين النائب الإصلاحي مسعود بيزشكيان، 69 عاما، الذي يدعو إلى انفتاح إيران على الغرب، والمفاوض السابق في الملف النووي المحافظ المتشدد سعيد جليلي، 58 عاما، المعروف بمواقفه المتصلبة في مواجهة القوى الغربية.

بعد أن أدلى 39.9% فقط من الناخبين بأصواتهم الأسبوع الماضي في الجولة الأولى، ومن بين أكثر من 24.5 مليون ورقة اقتراع، رفض ما يزيد على مليون بطاقة، ما يعكس شعور الناخبين بأنهم مجبرون على التوجه إلى صناديق الاقتراع، لكنهم في الحقيقة رافضون للمرشحين، حسب أسوشيتد برس.

في وقت الانتخابات، يتصاعد الغضب العام بعد سنوات من بدء انهيار الاقتصاد الإيراني ليصل إلى مستويات متدنية جديدة، وبعد حملات قمع دامية ضد المعارضة، واحتجاجات جماهيرية أججتها وفاة مهسا أميني عام 2022 بعد احتجازها لدى شرطة الأخلاق بسبب عدم ارتدائها الحجاب بشكل سليم.

كما لا تزال التوترات مع الغرب مرتفعة، إذ تقوم إيران حاليا بتخصيب اليورانيوم بمستويات أقرب من أي وقت مضى إلى مستويات صنع الأسلحة.

الأهم من المرشحين، هو أن الكثيرين في إيران باتوا غير مقتنعين بأن أصواتهم ذات أهمية أو ثقل أو وزن. فتقول ليلى سيدي لأسوشيتد برس، وهي طالبة جامعية (23 عاما) تدرس التصميم الغرافيكي "لم أدل بصوتي ولن أفعل، إذ لم يعتذر أحد لوفاة مهسا وعن المآسي التي واجهها الشباب لاحقا، لا الإصلاحيين ولا المحافظين".

تحذيرات كثيرة أطلقها مسؤولون غربيون لإيران، وكذلك فعل الشارع الإيراني بعد مقتل أميني، لكن يبدو أن هذه التحذيرات فشلت في إحداث أي تأثير. ففي شوارع طهران، بعد تصويت الأسبوع الماضي، قال الكثيرون لأسوشيتد برس إنهم لا يأبهون للانتخابات.

فقال أحمد طاهري، وهو طالب علم نفس، 27 عاما، "لم أدل بصوتي لأن الرؤساء السابقين فشلوا في الوفاء بوعودهم، ولن أصوت يوم الجمعة المقبل أيضا".

بينما قال محمد علي روباتي، وهو مهندس إلكترونيات (43 عاما) وأب لطفلين، إن عدم مبالاة المسؤولين الإيرانيين الواضحة بالضغوط الاقتصادية التي يتعرض لها المواطنون دفعته إلى الإحجام عن التصويت.

وأضاف: "بعد سنوات من المتاعب الاقتصادية، ليس لدي أي اهتمام بالسياسة"، إلا أنه على عكس الطالب طاهري أبقى الباب مفتوحا أمام احتمال المشاركة في تصويت الجمعة.

خلال مناظرة متلفزة مساء الإثنين 1 يوليو، ناقش الخصمان خصوصا الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها البلاد والعلاقات الدولية وانخفاض نسبة المشاركة في الانتخابات والقيود التي تفرضها الحكومة على الإنترنت.

وقال بيزشكيان إن "الناس غير راضين عنا"، خاصة بسبب عدم تمثيل المرأة، وكذلك الأقليات الدينية والعرقية، في السياسة. وأضاف "حين لا يشارك 60% من السكان في الانتخابات فهذا يعني أن هناك مشكلة" مع الحكومة.

من جهته أعرب جليلي عن قلقه إزاء انخفاض المشاركة لكن بدون إلقاء اللوم على السلطة. في مجال الاقتصاد، قال إن حكومته قادرة على تحقيق نمو بنسبة 8%، مقابل 5.7% بين مارس 2023 ومارس 2024.