يحاول التعافي فيسقط.. ما الذي يفعله بايدن بعد المناظرة؟

على مدار الأسبوع الماضي، وبعد أن جذب الأنظار أداء بايدن غير الموفق في مناظرته مع دونالد ترمب، عندما بدى الرئيس يفقد تسلسل أفكاره ويتلعثم كثيرا، ما أثار مخاوف في صفوف الديمقراطيين، لم يتوقف بايدن عن الحديث، كما أنه لم يتوقف عن الوقوع في الأخطاء والهفوات.

ففيما كان شغل الرئيس الشاغل هو إصلاح الضرر الذي أحدثته مناظرته أواخر يونيو، وقف بايدن بين حشد لمؤيديه الأسبوع الماضي في ولاية ويسكونسن، ليؤكد لهم أنه قادر على هزيمة ترمب، لكن الرئيس قال نصا بحسب صحيفة التلغراف: "سوف أهزم ترمب.. سوف أهزمه مجددا في 2020".

بايدن لم يوفق مرة أخرى في اختيار كلماته، أثناء مقابلة إذاعية أجراها مع محطة WURD ومقرها مدينة فيلادلفيا.

فقد قال بايدن إنه يفخر بكونه أول "امرأة سوداء" تخدم مع رئيس أسود، بحسب صحيفة نيويورك تايمز، التي تُشير إلى أن الرئيس ربما كان يود أن يُكرر إعلان فخره بالعمل مع الرئيس الأميركي باراك أوباما كنائب رئيس.

إلا أن فريق بايدن عمد إلى تهوين أثر الخطأ الإذاعي، فقد انتقد المتحدث باسم حملة بايدن، عمار موسى، اقتناص وسائل الإعلام لهفوات الرئيس، مؤكدا أنه كان من الواضح ما الذي يقصده الرئيس بالضبط، قائلا: "تلك ليست أخبار.. لقد تخطى الإعلام عتبة السخافة هنا".

بعد أيام من المناظرة، بدأت قائمة الأسماء التي تطلب من بايدن ترك السباق تتزايد، ففي البداية كان هناك عضو الكونغرس لويد دوغيت، الذي دعا الرئيس صراحة إلى عدم تسليم الديمقراطيون لترمب.

لحق به عضو الكونغرس، راؤول غريغالفا، الذي اعتبر أن الانسحاب من السباق، جزء من مسؤولية بايدن.

لكن القائمة تتمدد، فهناك عضو الكونغرس، سيث مولتون، الذي قال بحسب موقع أكسيوس، إنه على بايدن أن يسير على خطى جورج واشنطن، أحد الآباء المؤسسين، ويترك المساحة لقادة جدد كي يواجهوا ترمب.

انضم إلى هؤلاء عضو الكونغرس، مايك كويغلي، الذي قال إن إرث بايدن قد تحدد، ولكن كي يرسخه إلى الأبد، عليه أن يتنحى ويمنع كارثة مطلقة من الحدوث.

بينما يرفع الديمقراطيون أصواتهم بمطالبة بايدن بالتخلي عن دوره في السباق الانتخابي، أطل بايدن على الملايين بوجهة نظره الخاصة بما حدث إبان المناظرة في مقابلة مع شبكة إيه بي سي ومقدم البرامج، جورج ستيفانوبولس.

بالنسبة للرئيس الأميركي، لن يمنعه شيئا من إكمال السباق الانتخابي إلا "الله القدير" ذاته، حسب ما نقلت شبكة سي إن إن عن المقابلة التلفزيونية.

وعندما سُئل بايدن عما إذا كان اضطراب المناظرة مجرد "نوبة سيئة" أم دلالة على حالة أكثر خطورة، أكد الرئيس أنه كان مريضا إبان المناظرة، وتعرض لمحض "ليلة سيئة".

ورغم أن الرئيس أكد أن ما حدث لم يكن خطأ أحدا سواه، إلا أنه جذب بعض من تصرفات دونالد ترمب أثناء المناظرة لدائرة الضوء، مؤكدا أنه ترك ترمب "يشتته" بصياحه أثناء محاولة الرئيس الإجابة على الأسئلة، رغم إغلاق مكبر الصوت الخاص بترمب في تلك الآونة وقال بايدن: "لا ألقي باللوم على ذلك، لكني أدركت فقط أنني لم أكن مسيطرا".

قال بايدن أيضا إن أحدا لم يطلب منه إجراء اختبارات معرفية أو عصبية، مشيرا إلى أنه يخضع لـ"اختبارات عصبية كل يوم"، أي بموجب وظيفته.

حديث بايدن مع جورج ستيفانوبولس، لم يحقق الأثر ذاته في نفوس الديمقراطيين، فبينما سارع البعض إلى تأييد بايدن بعد المقابلة، مثل السيناتور كريس كونز، الذي قال على منصة إكس إن بايدن حقق تقدما كبيرا للأميركيين، وأنه يتوق لمساعدته على مجابهة ترمب والفوز في نوفمبر، جاء حديث ديمقراطيين آخرين مناقضا.

فقد قال أحد النواب الديمقراطيين لشبكة إيه بي سي إن مقابلة تلفزيونية واحدة "لن تغير المفهوم"، وأضاف: " نحن بحاجة إلى أكثر من 22 دقيقة، يجب أن يعرف الناس أن لديه القدرة على التحمل للقيام بهذه المهمة، وفي الوقت الحالي، لا تزال هناك مخاوف".

بينما قال نائب آخر إن مقابلة بايدن "أفضل" لكن "ليس من المؤكد أنها كافية".