البيت الأبيض يخفي "شيخوخة بايدن" بـ"منع وورقة غش"

كشف تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال أن كبار مستشاري البيت الأبيض حاولوا لأكثر من سنة إخفاء علامات الشيخوخة التي بدأت تظهر على أكبر رئيس سنًا في تاريخ الولايات المتحدة.

ولإخفاء هذه العلامات، قام المستشارون بتقييد جدول أعمال الرئيس بايدن وتحركاته وتفاعلاته الشخصية بالشكل الذي يتماشى مع قدراته. فعوض الإطلالات الإعلامية والتبادلات العفوية مع الصحفيين، بات المسؤولون يأمرون بوضع حواجز لمنع الصحفيين من طرح الأسئلة على بايدن ولإبقائهم على بعد عشرات أو حتى مئات الأقدام من الرئيس.

ولتفادي إحراج الرئيس أو إرباكه وسط أسئلة الصحفيين التي تنهال عليه من كل جانب، غالبًا ما يشغل موظفو البيت الأبيض الموسيقى بحيث لا يمكن سماع الأسئلة.

وفي مقابلاته على وسائل الإعلام، قال مقدمو البرامج الإذاعية الذين أجروا مقابلات مع الرئيس بعد مناظرته مع ترمب، كجزء من الجهد لطمأنة الجمهور بشأن لياقته العقلية، إنهم تلقوا قائمة بالأسئلة المعتمدة من حملة بايدن.

وحتى في المناسبات المهمة، مثل السوبر بول التي تعتبر وسيلة سهلة للوصول إلى ملايين الناخبين، رفض كبار مستشاري البيت الأبيض مرتين إجراء مقابلات خلال فترة الاستراحة بين الشوطين، وفقا لما ذكرته مجلة هوليوود ريبورتر.

واكتفى مساعدو البيت الأبيض بالقول إن الناخبين سئموا من السياسة وأن الرئيس سيجري المقابلات عندما يحين التوقيت المناسب، حسب ما نقلته شبكة إن بي سي نيوز.

إلى جانب تدهور صحته الإدراكية، يعاني بايدن من تدهور في صحته البدنية التي باتت غير قادرة على تحمل السفر المستمر داخل وخارج البلاد.

في عام 2022، مثلا، رفض كبار المساعدين سفر بايدن داخل البلاد لتسليط الضوء على فوائد قانون البنية التحتية الخاص به، بسبب مخاوف من أن الرئيس لم تكن لديه القدرة على التحمل.

في يونيو 2023، خلال ظهور في حفل تخرج لأكاديمية القوات الجوية الأميركية، تعثر بايدن بحقيبة رملية وسقط أثناء سيره عبر المسرح قبل أن ينهض بسرعة بمساعدة عملاء الخدمة السرية.

أثار سقوط بايدن، الذي تم إعادة بثه على قنوات الأخبار لساعات، قلق المسؤولين في البيت الأبيض مما جعلهم لاحقا يتخذون احتياطات إضافية شملت تغيير درج الطائرة إلى أخرى قصيرة، لتفادي سقوطه عند الصعود، وتبديل أحذيته بأخرى رياضية.

كانت قناة فوكس نيوز من الوسائل الإعلامية التي انتبهت إلى اعتماد بايدن على أوراق تفصل جميع الخطوات التي يجب عليه اتباعها خلال المؤتمرات الصحفية، ووصفتها بـ"أوراق الغش" لأنها تحتوي على أسئلة مسبقة للصحفيين.

في أبريل 2023، أثناء زيارة رسمية للرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، وقف بايدن في حديقة الورود بالبيت الأبيض للإجابة على أسئلة الصحفيين، كما هو التقليد عند زيارة أي مسؤول أجنبي.

خلال المقابلة، التقط مصور فوتوغرافي صورة لورقة صغيرة في يد الرئيس الأميركي تشير إلى أنه كانت لديه معرفة مسبقة بسؤال من الصحفية كورتني سوبرامانيان من صحيفة لوس أنجلوس تايمز.

تضمنت الورقة الصغيرة أيضًا صورة للصحفية بالإضافة إلى تفصيلات عن كيفية نطق اسمها الأخير. وكان مكتوبًا في أعلى الورقة بخط اليد "السؤال رقم 1"، مما يشير إلى أن الرئيس يجب أن يتحدث معها أولاً عند انتهاء ملاحظاته.

وكانت آخر مرة يُرصد فيها الرئيس حاملا لورقة صغيرة تتضمن تفاصيل مهمته خلال لقائه مع رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني في أبريل 2024، وفقا لصحيفة نيويورك بوست.

أثارت زيارة أخصائي الباركنسون، كيفن كانارد، للبيت الأبيض تساؤلات بشأن صحة بايدن دفعت بتكهنات إصابته بمرض الباركينسون، وفقا لمجلة بلومبورغ.

وسعيا من الإدارة لتهدئة المخاوف بشأن الزيارات المتكررة للبيت الأبيض من قبل أخصائي باركنسون، أصدر طبيب بايدن الخاص، كيفين أوكونور، بيانا توضيحيا يفيد أن الرئيس لم يخضع لأي اختبارات عصبية خاصة منذ الفحص البدني السنوي له في فبراير.

في البيان، قال أوكونور إن كانارد يزور بانتظام مجمع البيت الأبيض لعلاج العسكريين الذين يخدمون هناك، والذين يعاني بعضهم من مشاكل عصبية تتعلق بخدمتهم.

كشفت المناظرة التي خاضها بايدن ضد ترمب على وضع صحته الإدراكية، ما دفع بالعديد من المانحين والمشرعين بالاعتقاد أنه تم التضليل بهم خلال الحملات.

قال بعض الديمقراطيين رفيعي المستوى إنهم يشعرون بالقلق من أن قلة قليلة في الحزب لديهم الشجاعة لإخبار بايدن وجهاً لوجه بأنه بحاجة إلى التنحي.

ووجه عدد من المتبرعين الأثرياء إحباطهم نحو جيفري كاتزنبرج، الذي تصفه صحيفة نيويورك تايمز بـ "السلاح السري" لبايدن لمواجهة ترمب.

وفي الوقت الذي يرى فيه العديد أن صحة بايدن تتدهور بشكل ملحوظ، هناك أشخاص وصفوا بايدن بأنه يمر بلحظات يكون فيها حادًا ومهتمًا بالتفاصيل. وفي أحيان أخرى، يكون كثير النسيان، ويتعثر في الكلمات، ويجد صعوبة في إيصال أفكاره.

وقال بعض الذين أمضوا بعض الوقت بعيدا عن الرئيس إنهم فوجئوا بمدى تباطؤه ولاحظوا تقدمه في السن بشكل ملحوظ.