سياسة
.
قراران متناقضان تماما اتخذتهما الحكومة الإسرائيلية ضد السلطة الفلسطينية مساء الخميس يمثلان جوهر سياسة نتنياهو تجاه الفلسطينيين.
القرار الأول كان فرض سلسلة عقوبات مختلفة على مسؤولين كبار في السلطة الفلسطينية وتشديد القيود على حركتهم وتجريد السلطة من صلاحياتها في منطقة تصنفها إسرائيل كـ"محمية طبيعية" في الضفة الغربية.
هذا بالإضافة لإضفاء الشرعية على 5 بؤر استيطانية استراتيجية في الضفة الغربية تعتبر غير قانونية حتى تحت القانون الإسرائيلي نفسه.
أما القرار الثاني، فكان الإفراج عن أموال المقاصة الفلسطينية التي تحتجزها إسرائيل والتي تعد ضرورية للغاية لتجنب انهيار السلطة وتمكينها من دفع رواتب موظفيها، بالإضافة لإعادة ربط البنوك الفلسطينية بالبنوك الإسرائيلية وبالتالي بالمنظومة المالية العالمية.
علاوة على ذلك، نتنياهو حذر علنا من أن انهيار السلطة ليس في مصلحة إسرائيل، في الوقت نفسه الذي يقول فيه إن السلطة الفلسطينية عدو "تحرض ضد إسرائيل" و"تشجع على الإرهاب" وتشكل خطرا على إسرائيل في المحافل الدولية على حد زعمه.
سبب التناقض الظاهري بين القرارين منبته أن نتنياهو يتبنى سياسة جوهرها المحافظة على بقاء السلطة الفلسطينية من جهة، لمنع الفوضى والمحافظة على الاستقرار والهدوء ولتجنب أن تكون إسرائيل مسؤولة بشكل مباشر عن السكان.
ومن جهة أخرى وضع السلطة على حافة الموت والانهيار دائما وإضعافها بكل الطرق الممكنة لكيلا يكون لديها أي طاقة إضافية أو موارد.
فكيف تقوم إسرائيل بالموازنة بين تلك السياستين المتناقضتين؟ وكيف أقنع نتنياهو وزير ماليته، بتسلائيل سموتريش، بمنحها أموالها المحتجزة؟ وكيف "غسل" نتنياهو أدمغة الإسرائيليين وحلفاء إسرائيل لإلقاء اللوم على السلطة في كل شيء؟
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة