كيف يقمع زعيم كوريا الشمالية أبناء جيله؟

حينما صعد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون إلى سدة الحكم في عام ٢٠١٢، كانت الآمال منعقدة على إحداث تغييرات في النظام بسبب ظهور زعيم شاب درس في الخارج، رغم المخاوف من وراثة الحكم لجيل ثالث من عائلة كيم.

ورغم أن كيم، مواليد عام 1984، ركز على تحسين الوضع الاقتصادي، لكن القلق كان ولايزال يساوره من تأثير الموجة الكورية القادمة من الجنوب على الأيدولوجية الحاكمة للبلاد وبالتالي على النظام بحسب معهد التنمية الكوري الجنوبي KDI.

من أجل ذلك سن النظام في بيونغ يانغ عام ٢٠٢٠ قانونا يكافح هذه المنتجات الثقافية يحمل اسم "قانون رفض الأيديولوجية والثقافة الرجعية".

بموجب هذا القانون، فإن عقوبات صارمة تنتظر من يبث أو يوزع مقاطع فيديو أو كتب قادمة من الخارج، لترتكز السيطرة الأيديولوجية حول كيم جونغ أون.

وتشير وزارة الوحدة الكورية الجنوبية في تحليلها لهذا القانون أنه يشير إلى وجود أزمة كبيرة لدى النظام في بيونغ يانغ بعد عام 2020.

يعرف جيل السوق في كوريا الشمالية أنه مواليد ما بين عامي "١٩٨٠ و٢٠١٠" وينتمي إليه أيضا كيم المولود عام ١٩٨٤ وفق مصادر.

ويطلق على هذا الجيل هذا الاسم كونه يعمل باقتصادات السوق بعيدا عن الدولة، وقد شهد في طفولته ومراهقته خلال تسعينيات القرن العشرين المجاعة التي ضربت البلاد وعرفت بالمسيرة الشاقة.

ويعمل هذا الجيل في الأسواق والتهريب وتجارة العملة، إضافة إلى ممارستهم سلوكيات استهلاكية، بحسب الدعاية الكورية الشمالية، مثل شراء أحدث الهواتف المحمولة أو شراء ومشاركة ملفات الفيديو والموسيقى من الثقافات الخارجية مثل كوريا الجنوبية والصين بحسب KDI.

ووفقا لكتاب "يوميات يون كيونغ" الذي يحكي الحياة السرية في كوريا الشمالية عبر يوميات فتاة مراهقة في البلاد فإن مشاهدة الدراما الجنوبية، وترديد أغانيها أصبح جزء من الحياة اليومية للجيل Z في البلاد.

ورغم ذلك فإنه من غير الواضح كيف ستؤثر الإجراءات الصارمة للنظام على جيل تعرض لكل شيء ويعرف كل شئ بحسب تعبير الباحث في منتدى كوريا الجنوبية للدفاع يون سانغ يونغ عبر حسابه على لينكد إن.

خلال عام ٢٠٢٣، بلغ عدد المنشقين الكوريين الشماليين الذين دخلوا الجنوب قرابة 200 شخص، بينهم عدد من النخبة يصل إلى ١٠ أشخاص تقريبا وهو الأعلى منذ عام ٢٠١٧، بحسب تلفزيون كوريا الجنوبية KBS.

وتعد هذه زيادة بمقدار ثلاثة أضعاف مقارنة بعام 2021 (63 شخصًا) و2022 (67 شخصًا)، وهي 85% من 229 شخصًا في عام 2020 قبل كوفيد-19.

وأشارت وزارة التوحيد الكورية الجنوبية في بيان أن نسبة المنشقين الكوريين الشماليين في العشرينات والثلاثينات من العمر آخذة في الارتفاع، حيث وصل عددهم إلى ٩٩ شخصا من أصل ١٩٦.

وعلى عكس الماضي، كان سبب الانشقاق عن كوريا الشمالية هو "كراهية النظام الكوري الشمالي" أعلى قليلا من "نقص الغذاء".