أسمدة الضفة "تنفجر".. والجيش الإسرائيلي يعتقلها

تحدث أبو محمد عن "أقوى مبيد حشري" على حد تعبيره، يستخدم في تسميم الأفاعي اسمه "لانت" وهو منتج أميركي الأصل، لكن إسرائيل تصنعه عندها وتستخدمه في الزراعة.

إسرائيل ومنذ 2003 وبحسب "أبو محمد" وغيره من المزارعين، تمنع المبيد الحشري القوي "الكونفيدور" من الدخول إلى أسواق الضفة الغربية، وتقول وكالة وفا إن أنواع أخرى ممنوعة أيضا من دخول قطاع غزة.

وخلال السنوات الماضية كانت إسرائيل تعلن بـ"مرات قليلة" عن استيلائها على أسمدة ومبيدات حشرية من مشاتل في الضفة الغربية. المسؤول عن ذلك هي الإدارة المدنية الإسرائيلية للضفة الغربية والتي لا تعترف بمسمى الضفة وتسميها "يهودا والسامرة".

للإدارة المدنية صفحة رسمية على مواقع التواصل اسمها "المنسق" تعلن فيها الإدارة المدنية عن نشاطاتها وما تفعله في الضفة. والمنشور أعلاه هو أحد منشورات "المنسق" في 2019.

في 10 يوليو الجاري اقتحمت إسرائيل مشاتل عديدة في الضفة الغربية، وصادرت منها أسمدة ومبيدات حشرية، واعتقلت أصحابها، بحسب وكالة وفا. وتوزعت هذه المشاتل على النحو التالي:

• في مدينة رام الله، اقتحم الجيش مشتلا زراعيا في بلدة سردا، واستولى على أسمدة ومواد زراعية، واعتقل صاحبه.

• في مدينة طولكرم، كانت الحملة الأكبر لأنها مدينة زراعية مليئة بالمشاتل، فاقتحم الجيش محلا تجاريا لبيع مواد وأسمدة زراعية وصادر كميات منها في ضاحية ذنابة. وفعل ذات الشيء في بلدة الشعراوية شمال طولكرم، وفي قري عتيل وعلار وباقة الشرقية، واعتقلت إسرائيل حسن الشريف من بلدة علار ورياض سليط من بلدة باقة الشرقية، وكل منهما يملك مشتلا زراعيا.

• في سلفيت، صادرت إسرائيل أسمدة ومواد زراعية من محل تجاري وسط المدينة، واعتقل صاحبه إياد الهرش.

• في بلدة بدو شمال غرب القدس، داهم الجيش مركز البيطرة والزراعة في البلدة، واستولى على أسمدة زراعية.

• في مخيم عين السلطان بمدينة أريحا، صادر الجيش أسمدة من محل لبيع المواد الزراعية.

وقبيل انسحابه من كل مشتل، ألصق الجيش منشورات على المحلات والمشاتل التي داهمها، حذر فيها المزراعين والتجار من استخدام وبيع الأسمدة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية.

هذا المنع وهذه المصادرات جعلت من "أبو محمد" يلجأ إلى الأسمدة العضوية المكونة من روث الحيوانات، لكنه يرى أن أشجاره تحتاج إلى سماد كيميائي على الأقل مرة في الموسم مثل سماد "20X20X20" والذي تضيق إسرائيل على وصوله للضفة.

بالإضافة إلى حاجته الملحة وغيره من المزارعين إلى المبيدات الحشرية والسموم التي تقتل القوارض وكل ما يضر الأشجار.

علميا تقول دراسة لجامعة أكسفورد إن مثل هذه الأسمدة والمبيدات يمكن أن تستخدم في صناعة المواد المتفجرة لأنها تحوي على نترات الأمونيوم NA. لكنها بالطبع تحتاج إلى معالجة معينة تختلف حسب نوع السماد أو المبيد الحشري.