صورة "الزعيم" تتحول لـGPS في لبنان

"بحددلي مكان ونقطة معروفة بمنطقتو وبروح لعندو وهو بينطر هونيك لأن الـGPS عم يعطي أماكن مش مزبوطة".. هذا ما قاله أحمد لبلينكس عن الأسلوب الجديد الذي يعتمدهُ لتحديد النقاط التي سيلتقي زبائنه فيها.

خلال حديثه، يوضح أحمد أنه في السابق وبسبب الـ"GPS"، لم يكن ينظر إلى اللافتات على الطرقات بغية الوصول إلى مكان لا يعرفه، لكنه بات الآن يعتمد ذلك، ويضيف "بتنا نحدد نقاطا معروفة في منطقة معينة لحصول اللقاء، مثل متجر معروف جدا".

بالإضافة إلى ذلك، فإن أحمد بات يطلب من زبائنه إرسال تسجيل صوتي إليه يفصل له خريطة الطريق التي يجب سلوكها للوصول إلى المكان المحدد، ويقول "هذه طريقة جيدة أعتمدها في ظل ضعف إرسال الاتصالات والتشويش على الـGPS. ضمن التسجيل، أطلب تحديد الاتجاهات والأماكن المعروفة ومن خلالها أصل إلى النقاط المحددة. الطريقة هذه هي الأفضل بالنسبة لي حاليا، وباستطاعتي إعادة سماع التسجيل لتحديد المكان بشكل أفضل كلما احتجت لذلك".

الصحافي الفلسطيني حسن بديوي، 29 عاما، يروي لبلينكس تجربته مع التشويش على الـGPS في جنوب لبنان، والذي جعله يسلك اتجاها يدل نحو مستوطنة المطلة الإسرائيلية المحاذية للأراضي اللبنانية.

يقول بديوي إنه أثناء مروره في منطقة كفركلا اللبنانية الحدودية مع إسرائيل، استخدم الـ"GPS" للانتقال إلى منطقة أخرى في جنوب لبنان، لكن ما حصل هو أن الخريطة جعلته ينتقل إلى طريق خاطئ يؤدي به إلى شريط حدودي يفصل جنوب لبنان عن المطلة.

بديوي قال إنه تفاجأ بما حصل، فالطريق التي سلكها أوصلته إلى نقطة تتواجد فيها قوات "اليونيفيل" الدولية، فالـ"GPS" أعطى اتجاهات خاطئة وغير دقيقة.

كما هو معلوم، فإن تطبيق "واتساب" يعود لشركة "ميتا" التي تحد من استخدام مصطلحات كـ"حزب الله"، "حماس"، "إرهاب"، وغيرها.

في الآونة الأخيرة، واجه عدد من الأشخاص في لبنان حظرا لـ"واتساب" والسبب وراء ذلك هو استخدام مصطلح "حزب الله" بشكل متكرر ضمن التطبيق.

أيمن شحادة، 38 عاما، وهو صحافي لبناني يقول لبلينكس إن تطبيق "واتساب" توقف عن العمل ضمن أحد الأرقام المستخدمة لنشر الأخبار بسبب إرسال نصوص عدة تضمنت كلمة حزب الله.

شحادة لفت إلى أنه تواصل مع شركة "واتساب" عبر البريد الإلكتروني لإعادة تفعيل حساب التطبيق، مشيرا إلى أنه قام بعد ذلك بتغيير أساليب الكتابة في نشر الأخبار، وذلك من خلال استخدام مصطلحات مموهة.

كذلك، قال شحادة إنه تجنب نشر الأخبار غير الأساسية بشأن اشتباكات جنوب لبنان، وسعى إلى إرسال نصوص أساسية مع مراعاة الكلمات ضمنها.

فادي ماحولي، 28 عاما، واجه المشكلة ذاتها التي صادفها شحادة، فهو يدير مجموعة إخبارية عبر واتساب أيضا وينشر أخبار الحرب عبرها.

ماحولي قال لبلينكس إنه بعد الحرب الحالية بات أكثر إدراكا لكيفية التعاطي مع التطبيقات الإلكترونية، كما أنه اختبر أكثر المحاذير المفروضة عليها وتحديدا بعد التجربة التي واجهها مع تطبيق "واتساب".

الاشتباكات الحالية في جنوب لبنان دفعت بصحافيين لبنانيين كُثر لاعتماد تطبيقات إسرائيلية تبرز معلومات في الوقت الفعلي عن المستوطنات التي تدوي داخلها صفارات الإنذار عند حصول أي هجمات عسكرية من لبنان.

عدد من الإعلاميين اللبنانيين أبلغوا بلينكس أنهم يستخدمون التطبيق "Tzofar"، فعبره يمكن رصد لحظة حصول توترات داخل المستوطنات الإسرائيلية، ويمكن تنزليه بسهولة من تطبيق غوغل بلاي أو آب ستور.

أيضا، بات رائجا جدا استخدام تطبيق تلغرام في لبنان بعد اشتباكات جنوب لبنان، فعبره تنتشر مجموعات متخصصة بنشر أخبار حربية وبشكل سريع.

ويستخدم حزب الله هذا التطبيق أيضا لنشر أخباره وفيديوهاته، بسبب عدم فرض قيود على المصطلحات مثلما يجري على واتساب.

ولكن.. هل يعتبر استخدام تطبيقات إسرائيلية في لبنان مخالفة؟ على هذا السؤال يجيب خبير الاتصالات سلوم الدحداح ويوضح لبلينكس التالي:

• الكثير من التطبيقات الإسرائيلية غير محظورة في لبنان، ولتنفيذ هذه الخطوة، هناك حاجة لسلوك مسار قضائي طويل
• لبنان لم يحجب كل المواقع الإسرائيلية، وتاليا يمكن الولوج إلى الكثير منها بسهولة
• بشأن التطبيقات، فإنه حتى لو حظرها لبنان، إلا أنه يمكن فتحها عبر طرق بديلة من خارج المتاجر التي تعرضها
• حظر التطبيقات ليس أمرا فعالا لأنه بإمكان أي شخص تخطيه بسهولة
• الأنسب في هذا الأمر هو أن ينتبه المستخدمون من هذه التطبيقات خاصة أنه من الممكن أن تجمع بيانات حساسة من هواتف المستخدمين من دون أن يدركوا ذلك.