سياسة
تحت سماء صافية في ولاية بنسلفانيا، كان الرئيس السابق دونالد ترمب أمام حشد من مؤيديه في تجمع انتخابي يتحدث بحماس وقد ارتدى قبعة البيسبول الحمراء التي تحمل شعار "لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى".
دقائق قليلة وقطعت أصوات الرصاص حديث ترمب الطامح للعودة إلى البيت الأبيض في انتخابات الرئاسة المقررة في نوفمبر ٢٠٢٤ ليقتل شخص ويصاب آخران فيما يبدو أنها محاولة اغتيال.. فماذا حدث؟
بعد مرور ست دقائق فقط من بدء فعاليات التجمع الانتخابي، سمع وابل من "الفرقعة" بدا كأنه طلقات نارية، أمسك ترمب على الفور بأذنه اليمنى ونظر إلى الدم على يديه ثم سقط سريعا على الأرض خلف المنصة، بحسب رويترز.
صرخ الحشد وانحنى الواقفون خلفه من هول المفاجأة.
هرع ستة من ضباط الخدمة السرية إلى المنصة والتفوا حول ترمب الذي كان يجلس على ركبتيه خلف المنصة. كما صعد ضباط آخرون مسلحون بالبنادق إلى المنصة.
كان هناك وابل ثانٍ من الطلقات النارية على ما يبدو.
أبقى عملاء الخدمة السرية ترمب على الأرض لمدة 25 ثانية. وأمكن سماع شخص يصرخ "لقد سقط مطلق النار!".
وصاح شخص آخر "تحرك!" بينما استمر العديد من الحشد في الصراخ.
رفع الضباط ترمب على قدميه، ولم تعد قبعة البيسبول الحمراء التي كتب عليها "لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى" موجودة على رأسه وكان أشعث الشعر والدماء على أذنه ووجهه ملطخا بالدماء.
قال ترمب "دعوني أحضر حذائي. دعوني أحضر حذائي"، بينما رفعه الضباط من على الأرض. ثم قال "انتظر..انتظر، انتظر"، قبل أن يبدأ في التلويح بقبضته.
ورفع أحد الضباط ذراعه فوق رأس ترمب لحمايته من المزيد من الطلقات المحتملة.
واستمر ترمب في توجيه قبضته نحو الحشد، وهو يردد "قاتلوا". وبدأ كثيرون في الحشد يهتفون "الولايات المتحدة، الولايات المتحدة".
وأحاط ضباط الخدمة السرية بترمب ونقلوه إلى سيارة سوداء قريبة في حين رفع ترمب قبضته باستمرار بعد مرافقته إلى السيارة وسط المزيد من هتافات تقول "الولايات المتحدة!".
أسفر الحادث عن مقتل أحد الحضور وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة، أما الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة فقد قال عبر موقع تروث سوشيال إن "رصاصة اخترقت الجزء العلوي من أذني اليمنى".
جهاز الخدمة السرية الأميركي أعلن تمكنه من "تحييد" مطلق النار في التجمع موضحا أن المهاجم "أطلق عدة أعيرة نارية باتجاه المنصة من مكان مرتفع خارج التجمع".
وقال أنتوني جوجليلمي مسؤول الاتصالات في جهاز الخدمة السرية إن "جهاز الخدمة السرية الأميركي استجاب سريعا بإجراءات وقائية والرئيس السابق بخير ويخضع للفحص".
من جانبه، قال مكتب التحقيقات الاتحادي في بيان إنه تولى التحقيق في الواقعة مضيفا، "تولى المكتب دور وكالة إنفاذ القانون الاتحادي الرئيسية في التحقيق في الواقعة الخاصة بالرئيس السابق دونالد ترمب والتي حدثت في بتلر بولاية بنسلفانيا".
قال شهود لـهيئة الإذاعة البريطانية إنه شاهدوا مطلق النار يتسلق سطح مبنى منخفض الارتفاع خارج محيط الأمن ومعه بندقية، وصاح أحد هؤلاء الشهود لضباط الشرطة القريبين لتنبيههم إلى التهديد المحتمل.
وأضاف أن الشرطة بدت في حيرة في البداية ولم تستجب على الفور للتحذير.
وقالت شبكة "سي إن إن" إن مكتب التحقيقات الفيدرالي حدد هوية مطلق النار على ترمب، وهو شاب يبلغ من العمر 20 عاماً من ولاية بنسلفانيا.
من جهتها، نقلت شبكةسي بي إس نيوز عن مصادر قولها إن المسلح كان خارج منطقة التجمع المطوقة على بعد حوالي 200 إلى 300 قدم من التجمع، وكان يقف على مبنى مرتفع يعتقد أنه سقيفة.
وقالت المصادر إن مطلق النار كان مسلحا ببندقية من طراز AR.
وقال مصدر آخر "من غير المعروف ما إذا كان ترمب قد أصيب برصاصة أو حطام".
عقب المحاولة، خرج الرئيس الأميركي جو بايدن، منافس ترمب في انتخابات نوفمبر ٢٠٢٤، ليعبر عن امتنانه لسماع أن ترمب بخير.
وأضاف في منشور له على إكس "لا مكان لهذا النوع من العنف وعلينا أن نتحد كأمة واحدة لإدانة ذلك".
وأضاف في بيان: "أنا أصلي من أجله ومن أجل أسرته ومن أجل من كانوا في التجمع ونحن في انتظار المزيد من المعلومات"، متابعا "أنا وجيل (زوجته) نشعر بالامتنان لجهاز الخدمة السرية لتوفير الحماية له".
وعلى الفور، قطع بايدن إجازته الشاطئية في ديلاوير ليعود إلى واشنطن وليتابع مستجدات الأحداث حول هذه المحاولة، ليتحدث إلى ترمب بحسب مسؤول في البيت الأبيض.
وقال المسؤول "هذا المساء، تحدّث الرئيس بايدن إلى الرئيس السابق ترمب"، مضيفا أنّ بايدن سيتلقّى من مسؤولي إنفاذ القانون صباح الأحد إحاطة مُحدَّثة بشأن الواقعة، بحسب فرانس برس.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة