بعد محاولة اغتيال ترمب.. شبح العنف السياسي يطارد أميركا

استند أنصار ترمب على أن "شيطنة" مرشحهم من قبل إدارة الرئيس بايدن، هي السبب الرئيسي لمحاولة اغتياله، من أجل التخلص منه على الفور وعدم السماح له بخوض الانتخابات، إذ يرى البعض أن ذلك سيكون في مصلحة الولايات المتحدة.

وقال السناتو الأميركي، جيمس ديفيد فانس، عن ولاية أوهايو، والذي يُعد ضمن أبرز المرشحين لمنصب نائب الرئيس حال فوز ترمب: "يُبني بايدن فرضيته الأساسية على أن ترمب فاشي واستبدادي ويجب إيقافه بأي ثمن".

وأوضح فانس في منشور له على منصة إكس، تويتر سابقا، أن الخطاب الذي يتبناه بايدن هو الذي أدى إلى محاولة اغتيال ترمب، مشيرا إلى أن الحادث ليس فرديا، وإنما خلفه ضغوط وتحريض واضح.

وعلق المدير المشارك لحملة ترمب، كريس لاتشيفيتا، على منصة "إكس" ليؤكد أن بايدن وأنصاره، يطلقون منذ سنوات تصريحات وأوصاف "مثيرة للاشمئزاز" ضد ترمب، وجميعها متعلقة بواقعة إطلاق النار الأخيرة.

وطالب لاتشيفيتا بضرورة محاسبة المسؤولين عن ذلك، مضيفا "أفضل طريقة للحساب ستكون عبر صناديق الاقتراع"، في محاولة منه لدعوة الشعب الأميركي للتصويت ضد بايدن بسبب ما حدث لترمب.

وظهر لاتشيفيتا وكأنه يشير إلى تصريحات أدلى بها بايدن في الآونة الأخيرة في سياق مطالبة مؤيديه بالتركيز على التغلب على ترمب بدلا من التركيز على أدائه، وقال بايدن: "لقد انتهينا من الحديث عن المناظرة، وحان الوقت لوضع ترمب في دائرة الضوء".

بعد تعالي الأصوات التي تردد اسم بايدن كأحد أبرز المحرضين على محاولة اغتيال ترمب، خرج الرئيس الأميركي في تصريحات ليؤكد بشكل غير مباشر أنه بعيد كل البعد عن هذا الأمر.

وحاول بايدن نزع فتيل التوتر، وندد بالهجوم على ترمب، ووصفه بالعنف السياسي غير المقبول، ووجه بسحب الإعلانات والمنشورات الانتخابية التي تهاجم ترمب أو تتحدث عنه بشكل سيئ على الفور.

وعلق بايدن في تصريحات للصحافيين على محاولة اغتيال ترمب: "لا مكان لدينا في أميركا لهذا النوع من العنف، "أمر مقزز".

ويُجرى التحقيق مع المتهم بمحاولة اغتيال الرئيس الأميركي السابق، لكن لم تُعرف بعد دوافع توماس ماثيو كروكس الشاب البالغ 20 عاما، وهو من الجمهوريين، ويقطن بولاية بنسلفانيا.

وتشير سجلات الناخبين إلى أن كروكس سبق وتبرع بمبلغ بسيط للغاية (15 دولارا) إلى لجنة عمل سياسية تجمع الأموال للساسة ذي الميول اليسارية والديمقراطيين، لكن التحقيق معه ما زال جاريا، وسط تلهف الجميع لمعرفة الأسباب والدوافع، وما إذا كان قد حُرض من مسؤول كبير مؤيد لبايدن أم لا.

ومن المرجح على المدى القصير أن يعزز هذا الهجوم التأييد لترمب خلال مؤتمر الحزب الجمهوري الذي يعقد في ميلووكي هذا الأسبوع ويقبل خلاله ترشيح الحزب للرئاسة.

وفي غضون ساعات من إطلاق النار، أرسلت حملة ترمب رسالة نصية تطلب من الناخبين المساهمة في الحملة، وجاء في الرسالة "إنهم لا يلاحقونني، بل يلاحقونكم".

كما سارع المليارديران، إيلون ماسك، وبيل أكمان، للتعبير عن تأييدهما لترمب، وقال ماسك عبر منصة التواصل الاجتماعي إكس، التي يملكها، "أنا أؤيد الرئيس ترمب بشدة، وآمل في شفائه سريعا".

وأظهرت كل ردود الفعل أن ترمب حقق فوزا كبيرا بهذه المحاولة العنيفة، بينما بدا بايدن وكأنه تعرض لضربة جديدة، وفي موقف دفاع عن نفسه، بينما يجني منافسه انتصارات معنوية مهمة أخرى، عقب المناظرة الأولى بينهما.

وذكر موقع أكسيوس أن محاولة الاغتيال ستسهم في تحول كامل بحملة ترمب الانتخابية، إذ يتم التعامل معه الآن كمقاتل يجب دعمه.

تمر أميركا بزيادة كبيرة في أعمال العنف ذات الدوافع السياسية. وأظهرت التحقيقات أن مرتكبي الهجمات العنيفة لهم انتماءات حزبية واضحة، وتؤثر فيهم التصريحات والاتجاهات التي يتخذها المرشحون على الرئاسة أو المسؤولين الكبار في كل حزب.

ويُقدم نفسه ترمب في موقف الشخص الضعيف الذي يُطارد من "الدولة العميقة" الاتحادية وإدارة بايدن، لفعل أي شيء لأجل منعه من العودة إلى السلطة على رأس الولايات المتحدة.

لكن ترمب نفسه يستخدم خطابا عنيفا، ويحمل إهانات في بعض الأحيان بصورة مروعة، إذا حذر قبل ذلك من حدوث "حمام دم" إذا لم يُنتخب رئيسا للولايات المتحدة، كما أهان المهاجرين بشكل غير قانوني في بلاده ووصفهم بالسم الذي يلوث دماء أميركا.

براد بانون، الخبير الاستراتيجي الديمقراطي، قال إن إطلاق النار يمكن أن يفيد ترمب سياسيا لأنه يدعم رواية حملته الانتخابية بأن البلاد خرجت عن المسار الصحيح.

وقال بانون إن محاولة الاغتيال تثير التعاطف مع ترمب، لكنها تشير إلى أن هناك شيئا خاطئا بشكل أساسي في هذه الأمة، وهي فكرة تعزز دعم محاولات دونالد للعودة للحكم.

وتشير التقارير إلى أن الفوضى المحيطة بالمرشحين، بايدن وترمب، تسببت بالفعل في نفور العديد من الناخبين منهما، وأذكت شعور لدى البعض بأن مشكلات الولايات المتحدة غير قابلة للحل، وأن الفجوة بين الحزبين تزداد بشكل لا يمكن التعامل معه.

وقال النائب الأميركي الجمهوري، ستيف سكاليز، الذي تعرض لهجوم مسلح بإطلاق النار في عام 2017، في تصريحات لشبكة "فوكس نيوز"، إن الخطاب الانتخابي العنيف يجب أن يتوقف.