سياسة
.
حينما انطلقت الرصاصات في اتجاه المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترمب هبت مجموعة من الأشخاص بثياب مدنية يحيطون به بعد إصابة أذنه.
بعد قليل انهالت الانتقادات للجهاز الذي يتبع إليه هؤلاء الأشخاص والذي يعرف بـ"الخدمة السرية" المسؤولة عن حماية الرؤساء السابقين والحاليين، وتحدثت بعض التحليلات عن ثغرات التأمين التي مكنت مطلق النار من محاولة اغتيال ترمب.. فما دور هذا الجهاز وماذا نعرف عنه؟
تأسست وكالة الخدمة السرية في يوليو عام ١٨٦٥، بعد شهور قليلة من اغتيال الرئيس الأميركي السادس عشر للولايات المتحدة إبراهام لينكولن، لتكون جزءا من وزارة الخزانة.
ولهذا كانت مهمة الخدمة السرية "الكشف عن الأشخاص الذين يرتكبون عمليات احتيال ضد الحكومة" لتواجه جماعة "كو كلوكس كلان"، والمهربين، ولصوص البريد، والاحتيال على الأراضي، بحسب الموقع الرسمي للخدمة السرية.
ولكن حماية الرؤساء لم تبدأ سوى عام ١٨٩٤ بصورة جزئية مع الرئيس غروفر كليفلاند، قبل أن تتحول بصورة كاملة بعد طلب الكونغرس في أعقاب اغتيال الرئيس وليام ماكنلي عام ١٩٠١.
وتوسعت مهام الجهاز فيما يخص حماية الرؤساء إذ أصبحت مهامه في الآتي:
وظلت الخدمة السرية تتبع الخزانة الأميركية حتى إنشاء وزارة الأمن الوطني عام ٢٠٠٣.
طوال ٢٥ عاما عملت كيمبرلي تشيتل في الخدمة السرية للولايات المتحدة في مهام مختلفة، وأصبحت ثاني امرأة تتولى هذا المنصب، بحسب واشنطن بوست.
تعيينها رئيسة للجهاز في إدارة بايدن جاء نتاج خبرة سابقة مع الرئيس الأميركي، إذ كانت ضمن فريق الحماية عندما كان نائبا للرئيس، بحسب نيويورك تايمز.
وقال بايدن حينما عينها عام ٢٠٢٢ "أنا وجيل نعرف بشكل مباشر التزام كيمبرلي بوظيفتها وأفراد الخدمة السرية ومهمتها، عندما عملت كيم ضمن حراستي الأمنية حينما كنت نائبًا للرئيس، أصبحنا نثق في حكمها".
كيمبرلي كانت قد تركت وظيفتها في الخدمة السرية عام ٢٠٢١ لتعمل مدير أول للأمن العالمي في شركة PepsiCo، فكانت مسؤولة عن توجيه وتنفيذ البروتوكولات الأمنية لمرافق الشركة في أميركا الشمالية، بحسب السيرة الذاتية لها على موقع الخدمة السرية الرسمي.
في أعقاب الهجوم على ترمب، وجهت انتقادات لجهاز الخدمة السرية وكيمبرلي التي ستدلي بشهادتها في جلسة استماع في 22 يوليو أمام مجلس النواب بعد استدعائها من قبل لجنة الرقابة في المجلس.
ووجه إليها الملياردير إيلون ماسك انتقادا لها قائلا إنها " كانت تحرس أكياس شيتوس" في إشارة لعملها في بيبسي كو.
يتمتع ترامب بصفته رئيسا سابقا ومرشحا للرئاسة عن الحزب الجمهوري بحماية جهاز الخدمة السرية بشكل أساسي.
وخلال معظم تجمعات حملة ترمب، تساعد الشرطة المحلية جهاز الخدمة السرية في تأمين المكان.
ويساعد ضباط من وكالات أخرى داخل وزارة الأمن الداخلي، مثل إدارة أمن النقل، في عمليات التأمين أحيانا، بحسب رويترز.
وقبل أي تجمع، يفحص الضباط المكان بحثا عن قنابل أو تهديدات أخرى، ويصل ترامب دائما في موكب محصن.
ويضع مسؤولو إنفاذ القانون عادة الحواجز، ويطلبون من جميع الحاضرين المرور عبر جهاز الكشف عن المعادن لدخول المكان.
ويفتش ضباط الحماية المسلحون حقائب جميع الحاضرين وحتى محافظهم، ويتم تفتيش الكثير من المشاركين في التجمع يدويا.
ومع ذلك، يبدو أن هجوم أمس السبت ارتكبه مسلح من مكان خارج المحيط المشمول بالحماية، وفقا لتقارير إعلامية أولية.
ويقول أحد سكان المنطقة الذي كان حاضرا في التجمع وطلب عدم الكشف عن هويته، إنه رأى ما بدا أنهما ضابطان من الخدمة السرية يقفان على سطح قريب قبل الحدث. وأضاف أن الضباط كانوا يفحصون المنطقة بالنظارات المعظمة مسبقا.
وأضاف "استمروا في المتابعة قبل صعود ترامب إلى المنصة. بدا أنهم يركزون بشدة على تلك المنطقة".
هذا الخرق، دفع نواب من الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة لإعلان نيتهم فتح تحقيقات سريعة في كيفية تمكن شخص من الإفلات من ضباط جهاز الخدمة السرية والصعود إلى سطح مبنى بالقرب من موقع التجمع الانتخابي لترمب وإطلاق عدة أعيرة نارية.
وقال مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأميركي الذي يتمتع الجمهوريون بأغلبية فيه، إن لجانا في المجلس ستستدعي مسؤولين في الخدمة السرية ووزارة الأمن الداخلي ومكتب التحقيقات الاتحادي إلى جلسات استماع قريبا.
ودعت لجنة الرقابة في مجلس النواب مديرة جهاز الخدمة السرية كيمبرلي تشيتل للإدلاء بشهادتها في 22 يوليو.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة