أردوغان والأسد.. "تبويس اللحى" خطوة على طريق الألف ميل

ربط الأسد "العودة للعلاقات الطبيعية" مع تركيا بما وصفه بـ"المتطلبات"، لا الشروط أو الطلبات.

وتذهب تلك "المتطلبات" باتجاه:

• إنهاء الاحتلال (أي انسحاب تركيا من سوريا).

• وقف دعم الإرهاب.

• احترام سيادة الدولة.

• العدول عن "الأخطاء السياسية".

ورغم أن الرئيس السوري لم يرفض لقاء أردوغان، فإنه أكد تساؤلات تتعلق بنتائج أي عملية محادثات.

في المقابل، يريد أردوغان الاجتماع مع الأسد لتبديد مشكلتين تواجههما تركيا.

• الأولى: اللاجئون وضرورة عودتهم إلى البلاد.

• الأخرى: أمنية ترتبط بما تشكله "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) و"حزب العمال الكردستاني" من تهديد على الأمن القومي لتركيا.

تدعم تركيا المعارضة المناهضة للأسد سياسياً وعسكرياً، وتستضيف مقر "الائتلاف السوري المعارض" وشخصيات معارضة كثيرة، تقدم الدعم لتحالف "الجيش الوطني السوري"، في مناطق ريف حلب الشمالي.

وتنظر دمشق إلى تلك الفصائل على أنها "إرهابية"، ولا تراها أنقرة كذلك.

وكان وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أعلن قبل حديث الأسد، أنه "لن يتم التخلي عنها".

واعتبر أنها قدمت "تضحيات مشتركة" مع الجيش التركي.

تشترك أنقرة ودمشق في نقطة "العداء" لمشروع "الإدارة الذاتية" و"قسد" في شمال شرق البلاد.

وتشتركان أيضا إلى جانب روسيا وإيران (حلفاء الأسد) بالنظرة المناهضة للوجود الأميركي في البلاد.

وإلى الشمال الغربي من سوريا، وفي حين لا يوجد تصادم على الأرض بين تركيا و"هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقا)، إلا أن الأولى تصنفها كمنظمة إرهابية.

وتصنف دمشق "النصرة" أيضاً ضمن قوائم المنظمات الإرهابية.

لكنها تنتقد دائماً وجود القوات التركية، الذي لا يقتصر على ريف حلب، بل على محافظة إدلب أيضاً.

يقول المحلل السياسي التركي، طه عودة أوغلو، إن ما يحدث على صعيد التصريحات بين أنقرة ودمشق، يصب في إطار "وضع اللمسات الأخيرة على العملية الجديدة".

ويضيف لبلينكس أن "رد الأسد نُظِر إليه في أنقرة بطريقة إيجابية". ويوضح أن "الجانب التركي لديه رغبة وإرادة لإتمام المصالحة في أقرب وقت ولعدة عوامل".

تتعلق أبرز العوامل بـ"قسد" وتهديداتها على الأمن التركي، وفق أوغلو.

ويرتبط العامل الثاني، وهو "الأقوى"، بملف اللاجئين، الذي تسبب في خسارة حزب أردوغان بالانتخابات المحلية الأخيرة.

يعتبر المحلل السياسي المقيم في دمشق، غسان يوسف، أن "المتطلبات" التي حددها الأسد هي السبيل الوحيد "لإعادة العلاقات السورية-التركية".

ويقول لبلينكس إنها تشمل: "انسحاب تركيا من سوريا، وتفكيك الإرهاب وأمن الحدود".

وفيما يتعلق بما تردد على لسان أردوغان والأسد، يضيف أن "سوريا ما زالت تحمّل تركيا مسؤولية ما حصل في البلاد".

ويتابع أن تلك المسؤولية محددة بـ"الانقلاب على اتفاق أضنة والاتفاقيات الاقتصادية"، فضلاً عن "استقبال تركيا للضباط المنشقين وتمرير السلاح إلى سوريا".

يعتقد المحلل يوسف أن "العودة لن تكون بالأمر السهل والسريع".

يعتقد المحلل يوسف أن "العودة لن تكون بالأمر السهل والسريع، لأن سوريا لن تغفر لتركيا ما فعلت بها"، مضيفاً أن "دمشق قدمت آلاف القتلى بسبب التدخل التركي".

ويريد أردوغان، بحسب المحلل عودة أوغلو، "جعل تركيا دون أي مشاكل مع دول الجوار قبل انتهاء ولايته"، لكنه يشير إلى "عقبات كبيرة، بينها موضوع إدلب والفصائل السورية وملف اللاجئين".

المحلل التركي يتوقع من جانب آخر أن يشهد المسار، خلال الأيام المقبلة، انتعاشة على مستوى اللقاءات الأمنية.

ويقول إنه "يمكن أن نرى زيارة مرتقبة لحقان فيدان لدمشق، لوضع خطة لمفاوضات الجانبين".