جي دي فانس.. الفقير الذي "تبناه" ترمب

في حملة ترمب الأولى عام ٢٠١٦، كان فانس أحد معارضي الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة، وجزء من حركة "Never Trump".

ووصف فانس علنا ترمب ​​​​بأنه "أحمق" وقال إنه "يستحق الشجب"، وشبهه في جلساته الخاصة بأدولف هتلر، بحسب رويترز.

وكتب إلى أحد زملائه على فيسبوك في عام 2016 "أتأرجح بين الاعتقاد بأن ترمب غبي خبيث مثل نيكسون الذي ربما لم يكن بهذا السوء، وبين أنه هتلر أميركا".

وفي 2022 حين تحدثت تقارير لأول مرة عن تعليقه الذي شبه فيه ترمب بهتلر، لم يدحضه المتحدث باسمه، لكنه قال إنه لم يعد يمثل آراء فانس.

في عام ٢٠٢٢، أصبح فانس نائبا في مجلس الشيوخ عن أوهايو بدعم من دونالد ترمب نفسه ليصبح التساؤل الرئيسي حول كيفية هذا التحول وأسبابه، وإذا ما كان انتهازية أم قناعة حقيقية.

يرجع فانس هذا التحول إلى إدراكه التدريجي أن الاختلاف بين الشخصين هو الأسلوب وليس الجوهر، بحسب نيويورك تايمز.

ويقول فانس "مثل الكثير من النخبة المحافظين والنخبة الليبرالية، سمحت لنفسي بالتركيز كثيرا على أسلوب ترمب لدرجة أنني تجاهلت تماما الطريقة التي كان يقدم بها أمرا مختلفا تماما فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، والتجارة، والهجرة".

ويشير مستشارو ترمب إلى أن معتقدات فانس السياسية التي تمزج بين الانعزالية والشعبوية الاقتصادية تتوافق مع معتقدات ترمب.

وقال السيناتور الجمهوري جون باراسو من وايومنغ الذي وصفه فانس بأنه معلمه لرويترز إن فانس غير وجهات نظره عن ترمب لأنه "رأى النجاحات التي حققها ترمب كرئيس للبلاد".

فيما يشير المعلق المحافظ تاكر كارلسون، وهو من أشد مؤيدي فانس، لرويترز "إن فانس يفهم سبب ترشح ترمب ويتفق معه، على عكس بقية أعضاء الحزب الجمهوري في واشنطن".

في عام ٢٠١٦، خرجت إلى النور مذكرات فانس التي حملت عنوان "مرثية هيلبيلي"، والتي حكت قصته في أوهايو، وكيف تأثرت حياته بتراجع الوظائف فيها وتأثير جدته في حياته، ليتحول إلى فيلم من إنتاج نتفلكس عام ٢٠٢٠.

ينتمي فانس لعائلة فقيرة مضطربة وفق ما تشير مذكراته، فانفصل والداه وهو رضيع وتبناه زوج والدته التي أدمنت المخدرات، بحسب يو إس إيه توداي.

جدة فانس "ماماو" دعمته ليواصل الخدمة في مشاة البحرية إذ توفيت عام ٢٠٠٥، لكنه لاحقا درس في جامعة ولاية أوهايو، وكلية الحقوق بجامعة ييل، ونجح في عالم الأعمال.

وأكسب الكتاب سمعة لفانس تمكنه من اعتباره شخصا يستطيع المساعدة تفسير جاذبية رجال الأعمال في نيويورك لوسط أميركا خاصة بين الطبقة العاملة والناخبين البيض في الريف الذين ساعدوا ترمب في الفوز بالرئاسة، بحسب أسوشيتد برس.

أما مع ترمب، فقد أحب نجل الرئيس الأميركي حينها "ترمب جونيور" الكتاب ومنه انطلقت صداقتهما ليساعد الكتاب وترمب في حياته السياسية.

ربما تبدأ علاقة فانس بالشرق الأوسط صاحب العقود الأربعة بأيام شبابه حينما كان جزءا من القوات الأميركية في حرب العراق حيث خدم في مشاة البحرية كمراسل قتالي يغطي الأحداث من هناك، بحسب مجلة تايم.

لكن فانس في أروقة مجلس الشيوخ اعترف بخطأ تأييده لهذه الحرب حينما كان صغيرا، وأن ذهابه للعراق كشف له أنه قد وقع في كذبة، وأن وعود مؤسسة السياسة الخارجية لهذا البلد كانت مجرد مزحة، بحسب موقعه الرسمي.

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب كان يرى في الأمر نفسه خطأ، وفي هذا الصدد فإن فانس أشار إلى أنه" لم يقم أحد بمقاضاة إخفاقات جورج دبليو بوش حتى جاء دونالد ترمب" بحسب نيويورك تايمز.

لكن رغم ذلك فإن نظرته للحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة مختلفة، فيدافع عن سياساتها في مواجهة الانتقادات المرتبطة بأعداد القتلى.

ليس هذا فحسب، فقد قاد مجموعة من أعضاء المجلس للتقدم بتشريع يقضي بتقديم المساعدات لإسرائيل فقط دون أوكرانيا، قائلا إن "إسرائيل لديها هدف ولكن أوكرانيا لا"، بحسب واشنطن بوست.

فيما يخص أعداد القتلى من الفلسطينيين، فقد أنحى باللائمة على حماس، وانتقد إدارة بايدن في أنها تحرم إسرائيل من الأسلحة الموجهة بدقة وتقلل الخسائر في صفوف المدنيين، بحسب موقعه الرسمي في مايو ٢٠٢٤.

وتابع "نحن لسنا جيدين في الإدارة الدقيقة لحروب الشرق الأوسط، فالإسرائيليون هم حلفاؤنا، دعهم يخوضون هذه الحرب بالطريقة التي يرونها مناسبة".