"بارانويا نتنياهو" تقفز على محاولة اغتيال ترمب

رئيس الوزراء الإسرائيلي يزعم بوجود تهديد على حياته "على نطاق واسع، وليس فقط على أساس يومي، وإنما تقريبا كل ساعة".

وأضاف أن المعارضة تهتف يوميا ضده وتصفه بالخائن والقاتل، ويقولون "يجب أن تنتهي، مثل تشاوتشيسكو، وموسوليني".

ويقول نتنياهو إن حياة ابنه يائير وزوجته سارة في خطر شديد أيضا، زاعما أن بعض تيارات المعارضة ترسل محققين لتعقب مكان ابنه، وتقديم خدمة لحماس من خلال تحديد مكان إقامته.

ويدّعي أن "التهديدات ضد زوجته سارة وصلت لحد الاغتصاب والعنف وحملات التشويه"، على حد وصفه، ودافع عن السيدة الأولى قائلا: "تعمل على مدار الساعة، وتلتقي كل يوم تقريبا العائلات الثكلى، وأهالي المختطفين من الكيبوتس والمدينة والقرية يشتمونها لعدم قيامها بذلك ويهددونها".

منذ بدء الحرب في غزة، والإسرائيليون ينتقدون رئيس الوزراء الذي منح ابنه يائير، الذي لا يحمل أي صفة رسمية، جواز سفر دبلوماسيا، ليسهل حركته وتنقله حول العالم.

كما استشاط غضب الإسرائيليين، عندما علموا أن أكثر من 2.5 مليون شيكل سنويا (688 ألف دولار)، من ميزانية الدولة، تدفع لحراسته هو وسائقه من جهاز الشاباك.

جهاز الشاباك حاول مؤخرا القول إن على نتنياهو توفير حراسة لعائلته من حرس مكتب رئيس الوزراء، بدلا من استنزاف موارد الجهاز الأمني عالي التدريب لتأمين ابنه، لكن عائلة نتنياهو رفضت، وقالت إن الخطر على حياتهم كبير للغاية ويستدعي تأمينات خاصة.

دفير كاريب، الذي حقق في اغتيال إسحق رابين، قال إن كل شيء وارد من حيث وقوع محاولة لاغتيال نتنياهو، وأنه لا يوجد أمن يضمن النجاح بنسبة 100%.

لكنه يستدرك قائلا إن نتنياهو يحظى بتأمين شديد للغاية بالفعل: "الفحص الدقيق للواقع، يخلص إلى أن احتمالية أن يحاول يساري متطرف اغتيال نتنياهو تقترب من الصفر، مقارنة باحتمال مقتل أحد معارضيه".

كاريب، الذي خدم لمدة 22 عاما في وحدة مكافحة الإرهاب اليهودي بالشاباك ونسَّق المعلومات في التحقيق بمقتل رابين، أقر بأن "مستوى التحريض ضد نتنياهو ارتفع، لكنه لا يقترب من مستوى التهديد ضد إسحق رابين، عشية اغتياله".

يشير عميل الشاباك السابق إلى أن محاولة الادعاء بأن التهديدات التي يتعرض لها نتنياهو اليوم أكبر من التهديدات التي تعرّض لها رابين، هي "محاولة مثيرة للشفقة حقا"، مضيفا "استمرار نتنياهو في منصبه يشكل خطرا على مستقبلنا في كل جانب تقريبا".

يشرح المحقق الخاص أنه في وقت اغتيال رابين لم تكن هناك وسائل تواصل اجتماعي، لذلك، قد يكون الانطباع بأن حجم التهديدات ضد نتنياهو زاد عدديا؛ بسبب سهولة انتشار تلك الوسائل اليوم، لكن "مستوى التهديد لا يقترب مما كان عليه في عام 1995".

يضيف كاريب أن نتنياهو لم يصدر منه "سوى نصف الإدانة في تغريدة، وليس بصوته، عندما أرسلت الناشطة في الليكود، إيلانا سبورتا، الرصاص لرئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، وعائلته عبر البريد".

وأشار إلى أن رئيس الوزراء "لم يُسمع صوته على الإطلاق عندما أشعل أحد أتباعه النار في خيمة كانت بداخلها 5 نساء، بقين أحياء بضربة حظ فقط".

صحيفة هآرتس تشرح أنه "ربما يكون بنيامين نتنياهو الرجل الأكثر أماناً في العالم"، إذ تستثمر إسرائيل "نسبة كبيرة من مواردها المالية والبشرية والأمنية لحمايته من أي خطر، من حجر أو سكين".

لكن الصحيفة أضافت أن نتنياهو لا يمكن حمايته من شيء واحد، وهو مخاوفه ووساوسه والأصوات في رأسه، وتضيف هآرتس أن "نتنياهو يدرك بالفعل أنه انتهى، وأنه حاليا في نهاية مسيرته"، لكنه مستعد لفعل أي شيء للتشبث بالسلطة.

وتقول هآرتس إن وساوس نتنياهو وخوفه من ساعة الحساب تدفعه إلى "تجنب مقابلة شعبه.. إنه خائف من الجنود النظاميين المسلحين، ويخاف من جنود الاحتياط. إنه لا يجرؤ على الظهور أمام العائلات التي فقدت أطفالها وأهلها وبيوتها".

وقالت هآرتس "إن ما يفتقر إليه نتنياهو ليس وقت الفراغ، بل الشجاعة. الخوف يدفعه"، واتهمته بجنون العظمة، وقالت إن اسمه "سيظل مرتبطا دائما بالقتل والذبح والفساد، سيبقى إلى الأبد دالا على رائحة الدم والهزيمة. إرثه هو واحد من الأنانية المحيرة للعقل".