نظريات المؤامرة "تعيد تمثيل" محاولة اغتيال ترمب

صنّف جهاز الخدمة السرية ما حدث للرئيس السابق دونالد ترمب، يوم السبت الماضي بأنه محاولة اغتيال، بل اعترفت وزارة الأمن الداخلي بأن ما حدث يمثل "فشلا أمنيا".

لكن ذلك التصنيف لم يمنع نظريات مؤامرة من النمو على مواقع التواصل الاجتماعي، التي يرجح بعضها أن ما حدث لم يكن سوى محض حيلة منظمة و"مسرحية"، نسقها الرئيس السابق وحملته الانتخابية، لإخراج الصورة الأيقونية للمرشح الانتخابي الملطخ بالدماء، ويرفع قبضته في تحدٍ للسماء.

وخلال ساعة من وقوع الحادث، بحسب شبكة سي إن إن، أصبح مصطلح "مسرحي" من بين الكلمات الأكثر استخداما على منصة إكس، إذ شكك البعض في حقيقة الواقعة.

وفي مقطع فيديو تمت مشاهدته أكثر من 8 ملايين مرة، قال أحد المستخدمين على تيك توك: "ما أقصده أن الأمر غريب قليلا، فهذه هي أميركا، مطلقي الرصاص لا يخطئون إلا ما إذ كانوا مؤجرين".

لتدعيم نظريتهم، شارك مستخدمو مواقع التواصل صورة لأحد أفراد الخدمة السرية الذين هرعوا لنجدة ترمب وهو يبتسم، إلا أن الصورة قد ثبت التلاعب بها لاحقا.

على الجهة الأخرى من الطيف السياسي، هناك من فضّل تصديق وقوع محاولة الاغتيال، ولكن مع توجيه أصابع الاتهام إلى ما يوصف بأنه "الدولة العميقة" في الولايات المتحدة.

وفقا لتلك النظرية، الدولة العميقة إما أقدمت على محاولة اغتيال ترمب، أو تركته على أقل تقدير ضعيفا ومعرضا للخطر، كما يصف تقرير أعدته صحيفة وول ستريت جورنال.

وخلال ساعات أيضا من وقوع محاولة الاغتيال، كان مصطلح inside job أو عملية داخلية، قد استُخدم على منصة إكس نحو 80 ألف مرة.

ونشر حساب على منصة إكس، يتابعه أكثر من 3 ملايين مستخدم، صورة توماس ماثيو كروكس بعد أن قُتل مُعلقا: "يوم صعب لضابط السي آي إيه هذا"، وذلك في محاولة للإشارة إلى أن الجهاز الاستخباراتي الأميركي يقف خلف محاولة الاغتيال.

إلا أن تداول نظريات المؤامرة، تجاوز في بعض الأحيان مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الاعتياديين ووصل إلى حسابات النواب الأميركيين.

فعلى سبيل المثال، قالت النائبة الجمهورية عن ولاية جورجيا، مارجوري تايلور جرين، على منصة إكس إنها ترى أن مشهد محاولة الاغتيال ينطوي على "شيء أكبر وأكثر شرا"، وأضافت: "قولوا عني أني مؤمنة بنظريات مؤامرة، لا أهتم. لقد ظل اليسار المجنون يحلم بقتل ترمب بصوت عالٍ لسنوات".

بمعزل عن نظريات المؤامرة، ترك حادث السبت 13 يوليو العديد من الأسئلة التي ما تزال عالقة بلا إجابة، خاصة وأن محاولة الاغتيال تلك تمثل أكبر أزمة يمر بها جهاز الخدمات السرية منذ عقود.

بعض هذه الأسئلة يتعلق بكيفية تمكن كروكس من التموضع على سطح قريب مكشوف، وإطلاق النار بأريحية في ظل حضور مفترض لأفراد جهاز الخدمة السرية.

واعتُقد في البداية أن الهجوم قد ارتُكب من مكان "خارج المحيط المشمول بالحماية" ، إلا أن بعض الإجابات بدأت في الظهور للسطح مؤخرا، إذ قالت مديرة جهار الخدمة السرية، كيمبرلي تشيتل، في تصريحات صحافية، إن المبنى المقصود، الذي أطلق منه كروكس النيران، كان مؤمنا من الداخل، حسبما نقلت عنها شبكة سي إن إن.

وعن سبب عدم تواجد أفراد من الجهاز على سطح المبنى، قالت تشيتل إن سطح المبنى كان منحدرا، وكان من الواجب أخذ عامل الأمن بوضع الاعتبار، ومن ثم تقرر عدم وضع أحد أفراد الخدمة على السطح.

قالت أيضا إن كروكس كان قد صُنف كشخص "موضع شك"، وكانت الوحدات قد بدأت البحث عنه، ولكن لدى تمكن الوحدات من تحديد موقعه، كان الشاب على السطح بالفعل يطلق النار على ترمب.