المستعربون في غزة.. خطة إسرائيل لتغيير قواعد الحرب

صاغ الأمن الإسرائيلي مصطلح المستعربين خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى في ١٩٨٧، وهم مجموعات من الشرطة تتنكر بلباس مدني مطابق لما يرتديه الفلسطينيون لكنه يخفي تحته أحدث الأسلحة النارية الصغيرة، حسب ما تشرح وكالة الأنباء الفلسطينية وفا.

توكل للمستعربين مهمات اغتيال واعتقال في مناطق مكتظة بالفلسطينيين أو مناطق الاشتباك.

يدخل المستعربون بين المتظاهرين الفلسطينيين، وأثناء الاشتباكات، غالبا، يرتدون كوفية فلسطينية وخلال العشر دقائق الأولى من تواجدهم في المظاهرة الفلسطينية، يلقون الحجارة على زملائهم في الجيش الإسرائيلي في محاولة للتقرب من الفلسطينيين أكثر.

وما أن تحين لحظة الحسم، تظهر عربات الجيب الإسرائيلية، ويبدأ أفراد وحدة المستعربين بإخراج أسلحتهم واعتقال الفلسطينيين وزجهم في الآليات العسكرية.

يتلقى المستعربون تدريبات مكثفة في اللغة العربية واللهجات الفلسطينية، ويتعلمون لغة الشارع الفلسطيني بهدف إتقان كلمات الشارع والشيفرات الكلامية بين الفلسطينيين الشباب التي يتداولونها عن الجيش الإسرائيلي.

بحسب تقارير، يقضي المستعرب ٣ سنوات في التدرب على اللهجة الفلسطينية مستعيناً بمعلمين تابعين للشرطة الإسرائيلية وأعضاء سابقين في هذه الفرقة.

في مدن الضفة الغربية ينفذ المستعربون مهاما معقدة من اعتقال أو اغتيال، ودائما ما يكون الجيش على بعد مئات الأمتار منهم فإذا نجحت المهمة لا يتدخل الجيش، وإذا تم اكتشاف المستعربين يتدخل الجيش فورا لحمايتهم.

لكن أهالي غزة لم يعتادوا وجود المستعربين، ما يعتبر أسلوب قتالي جديد على سكان القطاع. ترى صحيفة وول ستريت جورنال أن ما يفعله المستعربون في غزة يشبه تماما ما تقوم به هذه الوحدة في مسلسل فوضى على منصة نتفليكس.

آفي يسسخاروف، وهو أحد من عملوا على إنتاج مسلسل "فوضى" وعضو سابق في وحدة عسكرية إسرائيلية سرية، قال إن مهام المستعربين عادة تجري في الضفة الغربية، حيث تسيطر إسرائيل أمنيا منذ فترة طويلة.

الجديد في غزة، أن هذه الوحدة نفذت المهمة في طبيعة جغرافية مختلفة فغزة سهل مفتوح على عكس الضفة المليئة بالجبال، وبطبيعة ديموغرافية مختلفة، فالعادات والتقاليد وحتى طريقة الكلام في غزة تختلف عن الضفة الغربية.

تقرير الصحيفة أورد أن إسرائيل درست منطقة النصيرات في العملية السابقة من كل النواحي، فمثلا كانت تعاني المنطقة من نقص في مواد التنظيف، فدخلت أول سيارة للمستعربين وهي تعرض صابونا للبيع.

سيارة كبيرة أخرى دخلت وهي تنقل أثاث بيت، وكأنها لنازح، لكن ركابها كانوا إسرائيليين تدربوا لأسابيع على طريقة الدخول هذه.

يكشف مسؤولون عسكريون إسرائيليون للصحيفة أن عملية النصيرات جاءت بعد تدريب المستعربين في منطقة نسخة طبق الأصل من مباني النصيرات التي تواجد فيها الرهائن.

وفق مسؤولين تحدثوا لوول ستريت جورنال، فإن إسرائيل نفذت عملية النصيرات بنجاح، وقصد المسؤول هنا من الناحية العسكرية، لأن إسرائيل قتلت 274 فلسطينيا في هذه العملية وجرحت 700 آخرين.

هذا يمكن أن يدفعها إلى أن تزيد من هذه العمليات لتحرر المزيد من الرهائن، بحسب الصحيفة.