معركة بديل بايدن.. هاريس ليست وحدها

في الأيام التي تلت الأداء الكارثي للرئيس بايدن في المناظرة الرئاسية مع منافسه دونالد ترامب، تلقى مساعدو نائبته كامالا هاريس تسريبات عن حوار دار بين أحد موظفي مكتب الشؤون التشريعية بالبيت الأبيض وعضو في الكونغرس حول سبب تصميم الديمقراطيين على اختيار بايدن للمنافسة على السلطة، وفق صحيفة نيويورك تايمز الأميركية.

مساعدو هاريس شعروا بالقلق من أن مكتب الشؤون التشريعية قد يضعها في موقف حرج، لأنه سيطرح أسئلة حول ما إذا كان بإمكانها أن تصبح مرشحة قوية أمام دونالد ترامب.

في الأيام التالية بعد المناظرة سعى بايدن إلى قمع أي حديث عن وجود بديل أنجح منه، وظلت هاريس بدورها موالية له، لكن حلفاءها لا يريدون أن يقودها هذا الولاء إلى الظهور على أنها غير قوية بما يكفي للفوز في نوفمبر، إذا انتهى بها الأمر إلى تصدر المشهد، وفق الصحيفة الأميركية.

تُعد نائبة الرئيس كامالا هاريس، على نطاق واسع، الخيار الأكثر ترجيحًا لتحل بديلا لبايدن لعدة أسباب. فهي من ناحية مقترنة بالفعل معه في الحملة الانتخابية، ما يعني أنها تستطيع بسهولة تولي المسؤولية، ما يسمح للحزب بتجنب العملية المعقدة المتمثلة في تمويل حملة انتخابية لمرشح آخر، ومن ناحية أخرى تظهر معظم استطلاعات الرأي أنها تتفوق على خيارات استبدال بايدن الأخرى، بحسب موقع "فوربس".

اقترح النائب جايمس كلايبورن هذا السيناريو، ودعا إليه صراحة النائب السابق تيم رايان، في مقال افتتاحي لمجلة نيوزويك في وقت سابق من هذا الشهر.

وقال كلايبورن إنه يدعم بايدن، لكنه طرح أيضًا فكرة "انتخابات تمهيدية مصغرة"، وقال لشبكة "سي إن إن" إنه سيدعم "بالتأكيد" مثل هذه العملية، على الرغم من أنه سيدعم هاريس في الحملة إذا حدث ذلك.

حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم، من بين أبرز البدلاء الرئيسيين لبايدن، على الرغم من حقيقة كونه أول من دافع عن أدائه الكارثي في مناظرة أتلانتا، بحسب نيويورك تايمز.

نيوسوم ناشط بارع من ولاية كبيرة، استخدم برنامجه في سكرامنتو، وظهوره على شاشة التلفزيون الوطني، للدفاع عن قضيته ضد ترامب والحزب الديمقراطي، كما أنه فكر علنًا في الترشح في عام 2028.

من بين المرشحين أيضا، حاكمة ميشيغان جريتشين ويتمر، التي صعدت بسرعة كنجمة وطنية للحزب الديمقراطي، وساعدها في ذلك استعداء ترامب لها.

قادت ويتمر، الحاكمة لفترتين، حملة عام 2022 وأعطت الديمقراطيين السيطرة الكاملة على المجلس التشريعي وحكومة الولاية لأول مرة منذ 40 عامًا.

وقد استخدمت هذا النفوذ لسن قائمة من السياسات التقدمية. وارتفعت صورتها الوطنية أيضًا خلال جائحة فيروس كورونا، عندما تعرضت للتشهير من قبل وسائل الإعلام اليمينية والمسؤولين الجمهوريين بسبب إجراءات الإغلاق التي اتخذتها.

لكل هذه الأسباب وأكثر، فهي تقترب من أعلى قائمة المرشحين الأقوياء للديمقراطيين لعام 2028 تقريبًا، وقد أشارت مؤخرًا إلى طموحاتها الرئاسية في مرحلة ما بعد بايدن. والأهم من ذلك أنها تأتي من ولاية متأرجحة، فازت بإعادة انتخابها بأكثر من 54% من الأصوات في عام 2022.