أوباما يحرك الدمى.. كيف يرى بايدن حلفاءه السابقين؟

بعد المناظرة المنكوبة على بايدن أمام ترامب، كان الرئيس رقم 44 للولايات المتحدة باراك أوباما يدافع عن نائبه السابق على "إكس"، بجملة واحدة هي "المناظرات السيئة تحدث".

لكن ثمة تغيرا طرأ على هذا الدفاع في يوليو، فمكالمات خاصة بين أوباما وأعضاء ديمقراطيين في الكونغرس حول مستقبل بايدن كشفت قلقا حيال هذا الأمر، بحسب واشنطن بوست.

كان من بين هذه المكالمات واحدة مع رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، التي كانت داعمة سابقة لبايدن، وكذلك زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك تشومر.

أوباما أعرب عن قلقه من استطلاعات الرأي التي تشير إلى تراجع تأييد بايدن في مقابل ارتفاع أسهم ترامب، مع تراجع المانحين عن دعم المرشح الديمقراطي.

التقارير الإعلامية عن تراجع تأييد بايدن، أثارت غضب الرئيس الأميركي الذي كان يقضي فترة نقاهة من كوفيد-19، إذ يرى الأمر أنه "حملة منسقة" لإخراجه من السباق، حسب نيويورك تايمز.

ويراقب بايدن بسخط الأنباء المتواترة عن تحذير قادة الحزب وعلى رأسهم نانسي بيلوسي من حدوث أزمة، ويرى أن الأخيرة تحديدا "محرضة رئيسية ضده"، في حين ينظر إلى أوباما أنه "من يحرّك الدمى خلف الكواليس"، بالإضافة إلى تشاك شومر وحكيم جيفريز قادة الديمقراطيين في الكونغرس.

حينما نبتت العلاقة بين أوباما وبايدن عام 2008 لم يكن هناك تقارب بينهما، لكن سنوات العمل في البيت الأبيض كرئيس ونائبه لم تكن سوى بداية صداقة توطدت إلى تقارب عائلي وصل ذروته حينما فقد جو نجله بو عام 2015.

رغم هذه الصداقة، فإن أوباما لم يشجع بايدن في خلافته، ليكون مرشح الديمقراطيين، إذ كانت الفرصة الأفضل لوزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، وأقنعه بالأمر حينها كبير مستشاريه السياسيين ديفيد بلوف.

خلال هذه الفترة كان أوباما يضغط على بايدن بلطف من أجل الانسحاب، ورغم أنه بدا مقتنعا بالأمر، فإنه، بحسب مقربين، كان غاضبا مما عده جهدا منسقا لدفعه جانبا لصالح هيلاري وبيرني ساندرز، بحسب نيويورك تايمز.

هذا الموقف زرع غصة في قلب بايدن تجاه الرئيس رقم 44 في تاريخ أميركا، ليتشابه عام 2016 بعام 2024 في محاولة أوباما التعامل مع الأمر عن بعد.

ولكن في أعقاب مناظرة بايدن وترامب أعرب أوباما عن مخاوفه بشأن استمرار الرئيس الأميركي في السباق، وقد تزايدت هذه المخاوف في الأيام التالية.

ويرى بعض مساعدي بايدن أن أوباما لم يبقِ الحزب موحدا حول ترشح بايدن لانتخابات الرئاسة رغم نشره رسالة داعمة له على "إكس" عقب المناظرة.

بعد المناظرة، دعا نحو 25 ديمقراطيا في مجلس النواب، و3 في مجلس الشيوخ، بايدن إلى الانسحاب، ثم انضم إليهم لاحقا 7، بحسب فرانس برس.

وبذلك، بلغ عدد المعارضين لاستمرار بايدن في سباق الرئاسة وإيجاد بديل من أعضاء الكونغرس بمجلسيه "النواب والشيوخ" إلى 35، أي أكثر من 10% منهم، بحسب NBC.

وأجرت نيويورك تايمز تحليلا لتصريحات السياسيين المنتمين للحزب الديمقراطي، لتستبين مواقفهم من ترشح بايدن، ليظهر تحولا كبيرا من التأييد في يونيو إلى تنحي بايدن بحلول 19 يوليو 2024.

وتقول مصادر ديمقراطية متعددة مشاركة في حملات جمع تبرعات بايدن، إن العديد منها معلقة، بحسب رويترز، وإن بعض كبار المانحين أغلقوا دفاتر شيكاتهم، وسط تساؤلات حول ما إذا كان يجب أن يظل بايدن على رأس قائمة الحزب الديمقراطي، مستخدمين نفوذهم المالي لمطالبته بالانسحاب.

وقال الملياردير مايكل موريتز، أحد كبار المانحين للديمقراطيين، لصحيفة نيويورك تايمز، إنه سيعلق تبرعاته للحزب وينضم إلى الأصوات التي تدعو بايدن إلى الانسحاب من السباق الرئاسي.