سقوط قواعد الاشتباك.. الحوثيون يستعينون بـ"الخطة البدائية"

في أعقاب الضربة الإسرائيلية، توعد الحوثيون بالرد ليخرج زعيمهم عبد الملك الحوثي بالقول إن الأمر سيؤدي إلى مزيد من التصعيد.

وأضاف أن الغارة التي شنتها إسرائيل الجمعة غيّرت قواعد الاشتباك وفتحت "مرحلة جديدة" في العمليات ضد إسرائيل.

لكن الوضع على الأرض داخل اليمن، كان غير ذلك، فتدافع مئات اليمنيين في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، أمام محطات الوقود خوفا من حدوث أزمة جراء الضربات الإسرائيلية على الحديدة، بحسب وسائل إعلام محلية.

وقالت مصادر لوسائل إعلام محلية إن محطات البترول رفعت أسعار البنزين عن السعر الرسمي، وأن الحوثيين ألزموا أصحاب المحطات بالاحتفاظ بنصف الكمية الموجودة لصالح الجماعة.

في جانب آخر، بدأت قيادات من جماعة الحوثي في اليمن باتخاذ مجموعة من الإجراءات لحماية نفسها من أي استهداف إسرائيلي، بحسب وول ستريت جورنال.

وغيرت قيادات الحوثي ملاجئها وأرقام هواتفها وأصبحت تتنقل بين منازل آمنة ومساجد تجنبا لعمليات اغتيال إسرائيلية.

وقال مسؤول حوثي للصحيفة إنه بعد هجوم يوم السبت فورا، اختبأ العديد من قادة الحوثيين في منازل آمنة وفي مسجد بصنعاء وأغلقوا هواتفهم بسبب مخاوف من احتمال استهدافهم من قبل إسرائيل.

عقب الضربة، خرج وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في مقطع فيديو يشرح فيه أسباب الضربة ليقول إنها نفذت بعد أن ألحق الحوثيون الضرر بإسرائيلي.

فرغم استهداف إسرائيل أكثر من ٢٠٠ مرة، وفق تصريح غالانت، فإن الرد الإسرائيلي لم يأتِ سوى حينما أسفر هجومهم عن مقتل إسرائيلي في إشارة إلى الخط الأحمر من قواعد الاشتباك الإسرائيلية مع الحوثيين.

في المقابل، كان تصريح عبد الملك الحوثي أن القصف الإسرائيلي غير قواعد الاشتباك وفتح مرحلة جديدة في مواجهة إسرائيل، وهو ما أكده أكثر من متحدث باسم الجماعة لوسائل إعلام بقولهم إنهم "لن يلتزموا بقواعد اشتباك".

ويرى الدبلوماسي الإسرائيلي السابق ألون بينكاس أنه من غير المرجح أن تردع هذه الضربات الحوثيين وتجبرهم على إعادة النظر في سياستهم.

ويشير إلى أن الهجوم الإسرائيلي "مبرر"، من وجهة نظره، لكن لا يغير علاقات القوة بشكل كبير، ولا يغير الوضع الراهن الإسرائيلي الإيراني، ولن يؤدي بالضرورة إلى تصعيد كبير، بحسب مقاله في هآارتس.

ويضيف "سيحاول حزب الله، وبدرجة أقل (بسبب المسافة والتكنولوجيا المتاحة) الحوثيين، ضرب البنية التحتية الإسرائيلية إذا رأوا أنها ميسورة التكلفة وفعالة".

ويبدو أن جماعة الحوثي تستخدم الأسلوب نفسه الذي بدأ باتباعه حزب الله اللبناني بعد سلسلة اغتيالات إسرائيلية طالت قادة في صفوفه، فلجأ الحزب لاستخدام بعض التقنيات القديمة مثل استخدام الرموز في الرسائل وخطوط الهواتف الأرضية وأجهزة البيجر لمحاولة التهرب من تكنولوجيا المراقبة الإسرائيلية المتطورة.

وبدأ الحزب أيضا في استخدام التكنولوجيا الخاصة به، منها الطائرات المسيرة، لدراسة ومهاجمة قدرات إسرائيل على جمع المعلومات الاستخبارية.

وهذا من وصفه زعيم حزب الله حسن نصر الله بأنه استراتيجية "إعماء العدو وصم آذانه"، بحسب رويترز.

وقالت مصادر داخل حزب الله لرويترز إن الهواتف المحمولة، التي يمكن استخدامها لتتبع موقع المستخدم، تم حظرها من ساحة المعركة واستبدالها بوسائل الاتصال القديمة، مثل أجهزة البيجر والسعاة الذين يبلغون الرسائل شفهيا.

إضافة لذلك، يستخدم الحزب أيضا شبكة اتصالات أرضية خاصة يعود تاريخها إلى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كما يتم استخدام كلمات مشفرة للأسلحة ومواقع الاجتماعات تحدث يوميا وتسلم إلى الوحدات عن طريق سعاة ينقلون الرسائل.