سياسة
.
"ترامب جديد"، هكذا يمكن اختصار شكل الحملة التي تقدم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب مرشحا للانتخابات المرتقبة في نوفمبر 2024.
فبعد اختيار جي دي فانس نائبا له ليجسد الحلم الأميركي بالصعود من الفقر إلى أضواء السياسة، يحيط الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة بأشخاص من أعراق متعددة لكسب الأصوات.
فمن ألينا حبة ومسعد بولس ذوي الأصول العربية إلى عارضة الأزياء أمبر روز ذات الأعراق المتعددة يحاول ترامب إظهار التنوع.. فماذا نعرف عن "الحلم الأميركي" في حملة ترامب؟
في عام ٢٠١٦، خرجت إلى النور مذكرات جي دي فانس المرشح لمنصب نائب الرئيس إلى جانب ترامب.
حملت مذكرات فانس عنوان "مرثية هيلبيلي"، والتي حكت قصته في أوهايو، وكيف تأثرت حياته بتراجع الوظائف فيها وتأثير جدته في حياته، ليتحول إلى فيلم من إنتاج نيتفلكس عام ٢٠٢٠.
ينتمي فانس لعائلة فقيرة مضطربة وفق ما تشير مذكراته، فانفصل والداه وهو رضيع وتبناه زوج والدته التي أدمنت المخدرات، بحسب يو إس إيه توداي.
جدة فانس "ماماو" دعمته ليواصل الخدمة في مشاة البحرية إذ توفيت عام ٢٠٠٥، لكنه لاحقا درس في جامعة ولاية أوهايو، وكلية الحقوق بجامعة ييل، ونجح في عالم الأعمال.
ترشيح فانس نائبا لترامب قد يضمن الأصوات في "حزام الصدأ"، المناطق التي تسكنها الطبقة العاملة، إضافة إلى كونه يمثل عودة "صوت الحلم الأميركي" كونه صعد من الفقر إلى عضوية مجلس الشيوخ الأميركي وترشيحه إلى منصب نائب الرئيس.
فانس القادم من أوهايو أصبح عضوا في مجلس الشيوخ عنها لأول مرة عام ٢٠٢٢ بدعم من ترمب، لكنه قبل ذلك ببضع سنوات كان من أشد منتقديه
"الجريمة الوحيدة التي ارتكبها ترامب أنه يحب أميركا" كان هذا هو تعبير ألينا حبة محامية الرئيس الأميركي السابق في عدد من القضايا التي أحاطت به وعلى رأسها قضية الاحتيال المدني، وقضية الاحتفاظ بوثائق من البيت الأبيض.
حبة هي أحد أكبر مستشاري حملة ترامب وتعود جذورها إلى العراق إذ ولدت في الولايات المتحدة لأسرة كلدانية هربت من الملاحقة في ثمانينيات القرن العشرين، بحسب بي بي سي.
حياة حبة كانت في عالم الموضة قبل أن تحصل على شهادة القانون من كلية في ولاية بنسلفانيا عام 2010.
حينما دخل ترامب ميلووكي حيث يعقد مؤتمر الحزب الجمهوري مضمدا أذنه قالت حبة إنها تأثرت لأنه "صديق" في حديثها مع فوكس نيوز.
رجل أعمال انتقل إلى تكساس في سن المراهقة، وأصبح جزءا من عائلة ترامب حينما تزوج نجله "ميشيل" من ابنة ترامب تيفاني ليدخل دائرة الرئيس الأميركي السابق عام ٢٠٢٢.
ظهر مسعد بولس بصفته منسق العلاقات العربية لحملة ترامب لولاية ثانية في حديث مع وسائل إعلام في محاولة لجذب أصوات المجتمع العربي في أميركا والذي أبدى غضبه من جو بايدن بسبب سياسته في التعامل مع الحرب في غزة.
ويرى بولس أن أولوية هذا المجتمع هو الحرب وفقا لحديثه لأسوشيتد برس مضيفا "السؤال هو: من يستطيع إحلال السلام ومن يجلب الحرب؟ وهم يعرفون الجواب على ذلك" ويشير في مقابلاته إلى إعجاب ترامب واحترامه للجالية العربية الأميركية.
لكن مهمة مسعد ليست سهلة نظرا لتصريحات ترامب الداعمة لإسرائيل وكذلك منع المهاجرين من بعض الدول ذات الغالبية المسلمة.
وفي هذا الصدد يقول مسعد إن الأمر كان في الواقع "تدقيقا شديدا لأجزاء معينة من العالم".
في مفاجئة غير متوقعة خلال مؤتمر الحزب الجمهوري، حل ضيف غير متوقع ليلقي كلمته، إنها عارضة الأزياء أمبير روز التي قالت "الحقيقة هي أن وسائل الإعلام كذبت علينا بشأن دونالد ترامب، لقد صدقت الدعاية اليسارية أن ترامب عنصري، ترامب وأنصاره لا يهتمون إن كنت أسودا أو أبيض".
في نفس اليوم، صعد عضو مجلس النواب الأميركي جون جيمس ليقول"إذا لم تصوت لدونالد ترامب، فأنت لست أسود".
جيمس وروز من بين قائمة يحاول من خلالها الجمهوريون إثبات أن ترامب والحزب لا يهتمون بالاختلافات العرقية بحسب الغارديان.
يمتد الأمر أيضا إلى محاولة الترويج عبر الموسيقى، فأنصار الرئيس السابق يغنون الهيب الهوب في التجمعات، ويرحبون بمغنيين الراب على خشبة المسرح حتى هؤلاء المتهمين في جرائم قتل، بحسب نيويورك تايمز.
وبعد محاولة اغتيال ترامب مثلا نشر مغني الراب الشهير "٥٠ سنت" على إكس صورة لغلاف ألبومه "كن ثريا أو مت وأنت تحاول"، وقد وضع رأس ترامب على جسده.
وقد أظهرت استطلاعات الرأي إلى أن الناخبين السود والناخبين اللاتينيين يدعمون حملة ترامب بمستويات كانت تعتبر في السابق بعيدة عن متناول الجمهوريين بحسب الصحيفة.
رغم ذلك، فإن جهود حملة ترامب توصف بأنها "تلاعب خبيث بالقوالب النمطية العنصرية" بحسب بكاري كيتوانا مؤرخ موسيقى الهيب هوب والسياسة.
ويقول للصحيفة "إنه يقلل بشدة من تقدير مجتمع السود، لكنه يظهر أيضا أنه لا الديمقراطيون ولا الجمهوريون قد ناشدوا مجتمع الهيب هوب بطريقة جادة".
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة