من أوكرانيا إلى فلسطين.. هل تحل بكين محل واشنطن؟

تقوم الرؤية الصينية في الشرق الأوسط بشكل أساسي على وجود تحديين:

• القضية الفلسطينية.
• العلاقات بين إيران والخليج.

ومنذ عام 2018، تعمل الصين في هذا الإطار من خلال عدة مبادرات، بحسب مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية وهي كالآتي:

• مقترح لهيكلية أمنية مستدامة في الشرق الأوسط (2018).
• المنتدى الأمني الشرق أوسطي الأول (2019).
• مبادرة من 5 نقاط لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط (2021).
• الاقتراح الرباعي النقاط حول حلّ القضية السورية (2021).
• الأفكار الثلاثة لتطبيق "خطة الدولتين" للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وعلى الرغم من ذلك، فإن بكين لا ترى نفسها ضامنا أو حكما في الأزمة، لكن تضع نفسها داعية للاجتماع وربما وسيطا، إذا وافقت دول المنطقة، بحسب مقال يون سون، مدير برنامج الصين في مركز ستيمسون للأبحاث في فورين بوليسي.

وترى بكين أن هناك حاجة لإجراء محادثات حول إطار أمني جديد، دون تقديم أي تفاصيل لشكل هذا الإطار، تاركة الأمر للمنطقة.

ورغم انتقاد الوجود الأميركي في الشرق الأوسط، فإنها لا تهدف إلى أن تحل محل واشنطن لعدة أسباب:

• ميزانية دفاعها المحدودة، مقارنة بالولايات المتحدة.
• نطاقها العسكري المحدود خارج مسرحها، غرب المحيط الهادئ.
• غياب الولايات المتحدة الحقيقي قد يخلق حالة عدم استقرار في المنطقة، ما يؤثر على الاقتصاد العالمي.

وعلى الرغم من ذلك، فإنها لن تفوت فرصة استنزاف قيادة الولايات المتحدة أو مصداقيتها، أو الاستفادة من الاستياء الذي تشعر به دول المنطقة تجاه القوة المهيمنة، بحسب يون.

حينما اقتربت الحرب الأوكرانية من إتمام عامها الأول، طرحت الصين مبادرة جديدة للأمن العالمي في فبراير 2023 من 6 نقاط، تتضمن الآتي:

1. الالتزام برؤية الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام.
2. الالتزام باحترام سيادة جميع الدول ووحدة أراضيها.
3. الالتزام بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
4. الالتزام بأخذ المخاوف الأمنية المشروعة لجميع الدول على محمل الجد.
5. الالتزام بحل الخلافات والنزاعات بين الدول سلميا عبر الحوار والتشاور.
6. الالتزام بالحفاظ على الأمن في المجالات التقليدية وغير التقليدية.

وانعكست هذه المبادرة في رؤية الصين لحل الأزمة الأوكرانية، وهو ما يعكس رؤيتها للأمن العالمي بصورة أكثر تفصيلا، وتتضمن الآتي:

1. احترام سيادة جميع الدول.
2. التخلي عن عقلية الحرب الباردة.
3. وقف الأعمال العدائية.
4. استئناف محادثات السلام.
5. حل الأزمة الإنسانية.
6. حماية المدنيين وأسرى الحرب.
7. الحفاظ على سلامة محطات الطاقة النووية.
8. الحد من المخاطر الاستراتيجية.
9. تسهيل تصدير الحبوب.
10. وقف العقوبات الأحادية الجانب.
11. الحفاظ على استقرار سلاسل الصناعة والتوريد.
12. تعزيز إعادة الإعمار في مرحلة ما بعد الصراع.

في مارس 2023، توصلت المملكة العربية السعودية وإيران إلى اتفاق يتضمن الموافقة على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران.

وتضمن الاتفاق تأكيدهما على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، واتفقتا أن يعقد وزيرا الخارجية في البلدين اجتماعا لتفعيل ذلك وترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات بينهما، كما اتفقتا على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني بينهما والاتفاقية العامة للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب.

جاء ذلك برعاية صينية بحسب وكالة الأنباء السعودية واس.

وفي يوليو 2024، اتفقت حركتا حماس وفتح على "إنهاء الانقسام"، والعمل معا لتشكيل "حكومة وفاق وطني مؤقتة" لإدارة الضفة الغربية وقطاع غزة، وفق ما جاء في "إعلان بكين"، ووقعته الحركتان مع أبرز الفصائل الفلسطينية برعاية الصين، بحسب فرانس برس.

وفي الوقت نفسه، وصل وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، إلى الصين، في زيارة هي الأولى منذ بدء الحرب بين موسكو وكييف، وتهدف إلى مناقشة سبل إيجاد حل سلمي للصراع الذي دخل عامه الثالث.

وتعتزم بكين التوسط في الصراع على الرغم من علاقاتها الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية الوثيقة مع موسكو، بحسب فرانس برس.

وتأتي الزيارة بعد أسبوع على فتح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الباب أمام محادثات مع روسيا للمرة الأولى، وقوله إنه يؤيد وجود موسكو في قمة سلام مستقبلية.

وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية إن "الموضوع الرئيسي للمناقشة" خلال زيارة كوليبا "سيكون البحث عن سبل لوقف العدوان الروسي، ودور الصين في تحقيق سلام دائم وعادل".