نتنياهو في واشنطن.. فاز بالتصفيق وخسر التسليح

في الكابيتول، وفي جلسة تجمع بين الشيوخ والنواب، وقف الجمهوريون يصفّقون لنتنياهو عشرات المرات خلال الخطاب الذي قاطعه أكثر من نصف الديمقراطيين، بينهم رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي.

وفي خضم خطابه اعتبر نتنياهو أن "انتصار" إسرائيل سيكون انتصارا للولايات المتحدة، وقال "نحن لا نحمي أنفسنا فقط. نحن نحميكم... أعداؤنا هم أعداؤكم، معركتنا هي معركتكم، وانتصارنا سيكون انتصاركم".

إلى ذلك، لفت نتنياهو إلى أن اسرائيل "ستقوم بكل ما ينبغي"، لضمان أمن حدودها الشمالية، إذ يستمر تبادل القصف بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله المدعوم من إيران.

وهذه هي المرة الرابعة -وهو رقم قياسي بالنسبة إلى زعيم أجنبي- التي يخاطب فيها نتنياهو الكونغرس، وهو أمر عادة ما يكون مخصصا للقادة الذين يُجرون زيارات دولة.

وأضاف: "في الشرق الأوسط يواجه محور الإرهاب بقيادة إيران، أميركا وإسرائيل وأصدقاءنا العرب. هذا ليس صراع حضارات. إنه صراع بين الهمجية والحضارة".

خلال خطابه في الكونغرس، حضّ نتنياهو الولايات المتحدة على رفع تجميد تفرضه على حزمة مساعدات عسكرية لإسرائيل، وهذا واحد ضمن أهداف الزيارة.

إذ كان فريق رئيس الوزراء الإسرائيلي يحمل قائمة من الأسلحة مررها وفريقه إلى أعضاء الكونغرس، لا تتضمن شحنة القنابل التي يبلغ وزنها 2000 رطل، والمعلقة من قبل إدارة بايدن منذ مايو.

وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، الجمهوري مايكل ماكول، إن رؤساء لجنتي الشؤون الخارجية في مجلس النواب والعلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ أعطوا موافقة غير رسمية على عمليات النقل، لكن الإدارة لم تطلب من الكونغرس توقيعه الرسمي، بحسب بوليتيكو.

وأشار "لقد وقعت جميع الزوايا الأربع على أنظمة الأسلحة السبعة هذه، وبعد ذلك، كانت تجربتنا مع إسرائيل، خاصة في حالة الطوارئ، نحصل على إشعار رسمي نوقع عليه، وبعد ذلك تكون الأسلحة جاهزة للانطلاق".

وتابع "لم يحدث ذلك، وعادة ما يكون الأمر مسألة أيام، والآن مر شهران، لذا فمن الواضح أنهم يحجبونها".

حتى القنابل سالفة الذكر لم تتحرك سياسات تسليمها قيد أنملة، فبينما كان نتنياهو يلتقي مع الرئيس الأميركي جو بايدن، خرج المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي ليشير إلى أنه لا تغيير فيها، بحسب رويترز.

وحينما التقى نتنياهو مع الرئيس السابق والمرشح الجمهوري لانتخابات نوفمبر 2024 دونالد ترامب لم يصل إلى بغيته، فكان بيان الحملة خاليا من أي وعد بالاستمرار في دعم حزمة الأسلحة السنوية، البالغة قيمتها ثلاث مليارات دولار، بحسب بوليتكو.

خلال اجتماعهما مع نتنياهو بصورة منفصلة، ضغط الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس على نتنياهو، من أجل وقف إطلاق النار لإنهاء الحرب المستمرة في غزة.

لهجة هاريس كانت أيضا أشد حدة مع نتنياهو، إذ أعربت عن "قلقها العميق" إزاء عدد الضحايا في القطاع وناشدته إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار.

وقالت عقب الاجتماع: "لا يمكننا أن نغضّ الطرف عن هذه المآسي. لا يمكننا أن نسمح لأنفسنا بأن نصبح مخدَّرين تجاه المعاناة، وأنا لن أصمت".

وحينما ذهب نتنياهو إلى فلوريدا للقاء ترامب، الذي انتقد تصريحات هاريس، وأكد حسن علاقته بـ"بيبي"، دعا إلى إنهاء سريع للحرب خلال حواره مع فوكس نيوز.

وقال ترامب: "أريد منه (نتنياهو) أن ينهي الأمر وينجزه سريعا. إنهم يتدمرون بسبب هذه الدعاية".