"First gentleman".. قصة رجل يقف في ظل هاريس

الآن، دوغ إيمهوف، يُعرف بلقب الرجل الثاني، إذ إنه زوج أول نائبة رئيس في تاريخ الولايات المتحدة، لكن تلك الصفة لا تلخص بأي حال حياة الرجل الخمسيني الذي قد يُصبح في يناير المقبل "الرجل الأول".

في الأصل إيمهوف من مقاطعة بروكلين في مدينة نيويورك، إلا أنه انتقل مع أسرته في مراهقته إلى مدينة لوس أنجلوس، إذ أنهى دراسته الجامعية ودرس القانون وبدأ مشواره المهني في المحاماة، واستمر على مدار 30 عاما، وتخصص في قضايا الإعلام والترفيه والملكية الفكرية، بحسب صحيفة تايم الأميركية.

وعندما حصلت زوجته على مقعد مجلس الشيوخ في عام 2016، انتقل معها إيمهوف إلى واشنطن، وعمل شريكا في مؤسسة DLA Piper القانونية الدولية، وحصل على دخل يُقدر بنحو 1.2 مليون دولار سنويا.

إلا أن علاقة هاريس وإيمهوف ليست تقليدية على النحو المألوف، فالثنائي التقى بعضه في عام 2013، وأعلنا زواجهما بعد عام واحد فقط، يقول إيمهوف، إن ذلك كان "حبا من أول نظرة".

قبل هاريس، كان إيمهوف متزوجا بمنتجة أفلام سينمائية لمدة 16 عاما، وأنجب منها طفلين.

على مدار السنوات الـ4 الماضية، يبدو أن دوغ إيمهوف مر بفترة تدريبية مكثفة لما يمكن أن تكون عليه حياته العملية والشخصية، ففي حال ترشح زوجته عن الحزب الديمقراطي، وفوزها في مواجهة دونالد ترامب، فقد احتل إيمهوف خلال هذه الفترة دور "الرجل الثاني" أو the second gentleman.

وبهذا الخصوص، وبعد فوز زوجته بمنصب نائبة الرئيس الأميركي، اضطر إيمهوف إلى التخلي عن عمله القانوني، وبالتحديد دوره في مؤسسة DLA Piper للابتعاد عن شبهة تضارب المصالح.

وفي المقابل، بدأ تدريس القانون زائرا في جامعة جورج تاون في واشنطن، بجانب أدواره المرتبطة بإدارة بايدن وهاريس، التي يقوم بها من مكتبه الرسمي في مبنى آيزنهاور التنفيذي بجوار البيت الأبيض، حسب ما ذكر تقرير لنيويورك تايمز.

وتضم قائمة مهام إيمهوف العديد من التفاصيل، ففي البداية، هو مسؤول عن الإشراف على مقر نائب الرئيس، وإدارة فريق من المساعدين، كما توكل إليه مهام خارج البلاد أيضا، مثل حضور مراسم تنصيب رئاسية في كوريا والفلبين على سبيل المثال.

يستخدم الرجل الثاني أيضا خلفيته القانونية في مساعدة إدارة بايدن وهاريس، عن طريق توفير توجيهات للسياسة في مجال توسيع المساعدة القانونية، بالإضافة إلى عمله مع قسم الحقوق المدنية بوزارة العدل.

وبصفته أول زوج نائبة رئيس، اهتم إيمهوف بالمبادرات المتعلقة بتوجيه الإدارة في مكافحة معاداة السامية.

في أحد تصريحاته الأولى بعد إعلان سعي هاريس للحصول على لقب مرشح الحزب الديمقراطي، بدا إيمهوف متفائلا، إذ قال إنه على استعداد للتحدي الجديد، وأضاف: "الآن لدي الفرصة لدعم زوجتي كامالا هاريس للترشح لمنصب رئيس الولايات المتحدة".

لكن لا يعني ذلك أن أيام الرجل الثاني نعيم خالص، إذ تحدث في مناسبات أخرى عن الصعوبات التي واجهته خاصة لدى ترك عمله من أجل دعم تطلعات هاريس السياسية، بحسب صحيفة واشنطن بوست.

إلا أن إيمهوف يحظى بالدعم من قبل الرئيس جو بايدن شخصيا، الذي قال إنه سانده خلال "أصعب لحظاته" بصفته رجلا ثانيا.

وأضاف إيمهوف: "لقد كان الرئيس دائما، من يأتي لي ويقول، اسمع أنا أعلم يا فتي أنك محام عظيم، أنا أعلم أن الأمر صعب، ولكن أليست طريقة حسنة أن تترك هذا من أجل دعم زوجتك".

التحدي ذاته، تحدث عنه سابقا زوج حاكمة ميشيغان السابقة، دان مولهيرن، الذي قال بحسب صحيفة واشنطن بوست، إنه مر بصراع حول رغبته في أن يكون شريكا مساويا لشريكته، ورغبته في أن يكون ذكر "ألفا"، وقال إنه مر بتحديات عندما أصبحت زوجته حاكمة الولاية، إذ بات عليه أن يعيد تحديد مكانه المناسب.