إسرائيل تبحث عن رد "يؤذي ولا يوجع"

حسب صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، فإن تفويض الكابينت لنتنياهو وغالانت يرجح احتمال توجيه "ضربة كبيرة" لـ"حزب الله"، لكن "ليس ضربة تؤدي إلى حرب".

يدعم ذلك ما قاله مسؤول دفاعي إسرائيلي كبير إن إسرائيل تريد إيذاء حزب الله من دون جر المنطقة إلى حرب شاملة، بينما قال مسؤولان آخران إن إسرائيل تتأهب لاحتمال اندلاع قتال يستمر أيام عدة.

ووفق المحلل العسكري في موقع "واللا" الإسرائيلي، أمير بوخبوط، فإن القيادة الشمالية بالجيش الإسرائيلي بدأت استعدادات لسيناريوهات متنوعة، وذلك بتنسيق من مديرية العمليات بهيئة الأركان العامة والقوات الجوية والبحرية".

وكتب بوخبوط الإثنين: "من بين الخيارات، شن هجوم واسع على أهداف لحزب الله أكثر من الوضع الراهن، وفي الوقت نفسه الدفاع ضد هجوم واسع متوقع من الحزب على الجبهة الداخلية الإسرائيلية من الأرض والجو".

ويرجح محلل الشؤون العسكرية بصحيفة هآرتس الإسرائيلية عاموس هارئيل أن "التبادل المقبل للضربات سيحدد ما إذا كانت نقطة تحول في الحرب قد حدثت بالفعل، بحيث تنتقل الجبهة الشمالية (لبنان) إلى مركز الصدارة، أم أن هذا مجرد تصعيد آخر يمكن احتواؤه".

وبشأن إيران، رأى هارئيل أن "اعتبارات طهران معقدة. فحرب الاستنزاف مع إسرائيل تخدم المصالح الإيرانية، ولكن ليس من الواضح ما إذا كانت حرب إقليمية شاملة ستفعل ذلك الآن".

قدم الجيش الإسرائيلي لمجلس الوزراء 3 طرق للرد على هجوم مجدل شمس، ولكن لم يعد من الممكن الوصول إلى كبار مسؤولي حزب الله، بعد أن وجدوا ملجأ في بيروت، بحسب ما زعمت القناة 12 الإسرائيلية.

وأكدت القناة أن النقاش الحالي يدور حول ما إذا كان يجب الإضرار بقدرات حزب الله العسكرية، أو القضاء على كبار المسؤولين، أو ربما الانتظار وصياغة إجابة مهمة وعالية الجودة خلال الأيام المقبلة، بحسب القناة.

وأفادت القناة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يهتم برد فعل مماثل لما حدث مع جماعة الحوثي حين استهدفت إسرائيل مراكز الطاقة بضربة قوية.

يرى المحلل العسكري في موقع يديعوت أحرونوت الإسرائيلي، يوآف زيتون، أنه "حتى لو استهدف الهجوم أبعد نقطة حتى الآن، فلا معنى له ما لم يكن في بيروت".

ويشير زيتون إلى أن الحزب يحتل مناطق مدنية كبيرة ببيروت، مثل الميناء البحري الرئيس بالمدينة، وأن الجيش الإسرائيلي يستطيع تنفيذ هجوم دقيق يُسمع في جميع أنحاء بيروت، وليس في ضاحية العاصمة معقل حزب الله.

لكن ذلك لا يحظى بدعم الولايات المتحدة، حذرت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، إسرائيل من ضرب أهداف لحزب الله في العاصمة اللبنانية بيروت، بحسب ما قال مسؤول إسرائيلي وآخر أميركي لموقع أكسيوس.

ورجحت الإدارة الأميركية أن "يخرج الوضع عن السيطرة حال حدوث ذلك".

وقال مسؤول إسرائيلي إن كبير مستشاري الرئيس بايدن، آموس هوكشتاين، تحدث السبت مع وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، وأخبره أن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها ضد حزب الله، لكن يجب عليها تجنب التصعيد الشامل والحد من الخسائر المدنية.

وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى أن هوكشتاين أعرب عن قلقه من أنه إذا ضربت إسرائيل بيروت، فإن حزب الله سيرد بإطلاق صواريخ بعيدة المدى على إسرائيل، مما قد يؤدي على الأرجح إلى مزيد من التصعيد.

على الجانب الآخر، قال مسؤول أميركي إن توجيه الجيش الإسرائيلي ضربة لبيروت يشكل خطا أحمر محتملا بالنسبة لحزب الله.