4 مرشحين لخلافة هنية.. مَن هم وكيف يجري الاختيار؟

حركة حماس تنتخب رئيسها كل 4 سنوات، وتنص لوائحها الداخلية على أنه لا يجوز لرئيس المكتب السياسي أن يبقى في منصبه أكثر من مدتين أي 8 سنوات.

انتخب هنية رئيسا لحماس في 6 مايو 2017 ليخلف خالد مشعل، أبو الوليد، وأعيد انتخابه في عام 2021.

الحركة كانت مقبلة على عملية انتخابية كبرى هذا العام، وتستغرق تلك الانتخابات الداخلية في العادة أشهر عدة بسبب آلية الاختيار والتصويت المعقدة والتي تمتد من غزة والضفة والقدس، وتصل إلى داخل السجون الإسرائيلية وفي المهجر.

ويجري عادة انتخاب ممثلين عن المناطق والأحياء والأقاليم لمجالس استشارية محلية ليقوموا بدورهم بانتخاب مجلس الشورى، أعلى هيئة داخل الحركة والتي ينبثق منها المكتب السياسي باعتباره اللجنة التنفيذية.

الانتخابات تجري بسرية تامة، ولا تصاحبها حملات انتخابية أو مناظرات بين المرشحين، لكن بعض قادة الحركة طالبوا في الانتخابات الأخيرة عام 2021، السماح بتلك الأنشطة.

ولا يحق للمرشحين التقدم بطلب ترشيح، ولكن يتم اختيارهم من قبل أعضاء مجلس الشورى.

في انتخابات عام 2021، كان المرشحون الرئيسيون هم:

1. إسماعيل هنية.
2. صالح العاروري.
3. خالد مشعل.
4. موسى أبو مرزوق.

وفاز هنية بأعلى الأصوات وتلاه العاروري.

العاروري المنحدر من قرية عارورة، شمال رام الله، ينسب له تأسيس وتسليح كتائب القسام في الضفة الغربية، وحظي بدعم الحركة في الضفة باعتباره ممثلهم الأبرز في مكتب حماس السياسي.

وحتى وقت قريب، كان اسم العاروري أحد أبرز الأسماء المرجحة للفوز بانتخابات الحركة المقبلة وخلافة هنية، لكن إسرائيل اغتالته في شهر يناير الماضي في قصف جوي على العاصمة اللبنانية بيروت.

بعد اغتيال هنية، تقول حماس إن مجلس الشورى واللجنة التنفيذية ما زالا فاعلين وقادرين على اختيار رئيس جديد حتى في ظل الحرب.

خالد مشعل المولود في قرية سلواد بالضفة الغربية يعتبر من الشخصيات المعتدلة في حماس، ومعروف بتوجهاته نحو المصالحة الوطنية الفلسطينية، وإصلاح علاقات الحركة مع الدول العربية.

انتُخب أبو الوليد لمنصب رئيس مكتب الحركة السياسي في عام 1997 خلفا لموسى أبو مرزوق الذي أُعتقل في الولايات المتحدة.

وبقي مشعل رئيسا للحركة في دمشق ومن ثم قطر لمدة 20 عاما، حتى 2017 عندما جرى انتخاب هنية خلفا له.

مشعل يعتبر الشخصية "الدبلوماسية" داخل الحركة وعراب علاقات حماس مع الدول العربية والغرب، وأجرى مشعل سلسلة لقاءات مع رئيس الوزراء البريطاني السابق، توني بلير، بين عامي 2015 و2017، قال بعدها بلير إن "الغرب كان مخطئا" عندما قاطع حكومة حماس في 2006.

وقدم بلير دعوة لمشعل لزيارة لندن بشكل استثنائي، لكن الأخير تراجع خوفا من أن يجري اعتراضه واعتقاله خلال الزيارة.

وينسب لمشعل استصدار وثيقة حماس السياسية لعام 2017 التي قبلت فيها الحركة "بحل الدولتين ومنظمة التحرير، ونبذ معاداة السامية والتفريق بين الصهيونية واليهود والقول إن العداء للصهيونية فقط".

يعتبر مشعل الشخصية الأقرب لخلافة هنية بشكل مؤقت كونه رئيس الحركة في الخارج لحين إجراء انتخابات داخلية.

لكن في الوقت نفسه، أبو الوليد محسوب على الحركة في الخارج، بينما تحول ثقل حماس إلى غزة، وتفضيل اختيار قيادي للحركة من القطاع.

لمشعل موقف تعتبره طهران معاديا، بسبب مساندته جانب المعارضة المسلحة السورية على حساب الرئيس السوري بشار الأسد، في وقت تُعتبر إيران الداعم المالي الأكبر للحركة.

الخيار الثاني المحتمل لخلافة هنية، هو موسى أبو مرزوق باعتباره نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، وظهوره اللافت في اجتماع المصالحة الوطنية الذي استضافته الصين قبل أسبوع من اغتيال هنية، وكذلك في اجتماعات الحركة في روسيا.

يعتبر أبو مرزوق من الشخصيات المعتدلة في حماس، وهو ابن قطاع غزة من مدينة رفح، لكنه محسوب على قيادات الخارج بعد مغادرته القطاع عام 1975 لدراسة الهندسة في مصر، قبل انتقاله إلى الولايات المتحدة عام 1984 لدراسة الماجستير والدكتوراة وعاد لغزة مرات محدودة لمجرد الزيارة.

في عام 1992 انتُخب أبو مرزوق أول رئيس للمكتب السياسي لحركة حماس أثناء تواجده في الولايات المتحدة، وفي عام 1995 اعتقلته السلطات الأميركية في مطار كيندي بنيويورك وطلبت إسرائيل تسليمه إليها بتهمة الانتماء لحماس ودعمه أنشطتها المسلحة.

وبقي أبو مرزوق في زنزانة انفرادية بسجن منهاتن لعامين، قبل الإفراج عنه بعد أن سحب رئيس الوزراء الشاب آنذاك، بنيامين نتنياهو، طلب تسليمه تحسبا من أن تقوم حماس بعمليات انتقامية. وشغل أبو مرزوق منصب نائب رئيس المكتب السياسي للحركة تحت قيادة خالد مشعل.

في عام 2016، ظهر تسريب مكالمة هاتفية لموسى أبو مرزوق وهو ينتقد النظام الإيراني ويتهمه بـ"النفاق وأن جميع مزاعمهم عن الدعم هي مجرد كذب".

وإثر ذلك التسريب، توترت علاقاته بطهران الداعم الرئيسي للحركة، لكن قد يتم تنصيبه رئيسا للمكتب السياسي بشكل مؤقت.

خليل الحية، أبو أسامة، هو من الشخصيات المقربة للغاية من إسماعيل هنية، ويشغل حاليا نائب رئيس المكتب السياسي لحماس في غزة.

يعتبر الحية شخصية إدارية فاعلة داخل الحركة وله رصيد قوي داخلها بعد مقتل اثنين من أبنائه، حمزة وأسامة، كما حاولت اغتياله شخصيا مرات عدة.

ويعتبر الحية أيضا من الشخصيات البرغماتية في حماس وله علاقات جيدة مع إيران. وسلطت عليه الأضواء في عام 2022 عندما زار العاصمة السورية دمشق لإعلان فتح صفحة جديدة مع سوريا برئاسة بشار الأسد.

علاقته بطهران، وكونه من مواليد غزة يعطيانه زخما ليكون الخليفة المحتمل لهنية في الانتخابات المقبلة. لكن في الوقت نفسه، يرى البعض في حماس أنه لا يتمتع بنفس الشعبية التي حظي بها هنية في قواعد الحركة.

أما الاسم الآخر المرشح فهو نزار عوض الله ابن غزة أيضا، والذي فاز برئاسة المكتب السياسي لحماس في انتخابات عام 2021 على يحيى السنوار، ولكن أعيدت الانتخابات لـ3 جولات أخرى إلى أن فاز السنوار.

يشغل عوض الله، حاليا عضوية المكتب السياسي للحركة في غزة، ومن الشخصيات المقربة من هنية ومن مؤسس حماس، أحمد ياسين، حيث عمل كأمين سر للمجمع الإسلامي، ورئيس نادي المجمع الإسلامي.

وبرز اسم عوض الله في مفاوضات تبادل الأسرى عام 2011 حين حررت إسرائيل 1027 معتقلا من الفلسطينيين مقابل تحرير الجندي جلعاد شاليط.

حاولت إسرائيل اغتيال عوض الله خلال الحرب الجارية، وقبلها في حروب أعوام 2008 و2009 و2014.