"الجوع".. سلاح جديد يواجه غزة بعد 300 يوم من الحرب

سماح تقول بكلمات يملؤها القهر والأسى: "الوضع مأساوي، وغزة كلها جائعة، فالحرب أجبرتنا على اللجوء إلى تكيات الطعام، بيوتنا مدمرة وأطفالنا جوعى يستيقظون منتصف الليل جوعى يبحثون عن طعام، لكن لا يوجد لدينا ما نقدمه لهم".

الحرب خلقت حالة من الجوع والعطش والفقر ولا سيما بين النازحين، وجعلتهم بحاجة إلى المساعدات الإنسانية والإغاثية، بعد أن كانت غزة لا تحتاج لأحد قبل الحرب، ولا لأي تكية، بحسب وصف سماح لوكالة الأناضول.

تتوفر بعض البضائع والسلع الشحيحة في أسواق وسط وجنوب قطاع غزة، في ظل انعدام القدرة الشرائية لدى الفلسطينيين وخاصة النازحين بسبب استمرار الحرب الإسرائيلية للشهر العاشر على التوالي.

فشمال القطاع يعاني من مجاعة حقيقية حيث تخلو الأسواق تماما من الخضروات والفواكه واللحوم والدواجن والبضائع والسلع، ولا يتوفر إلا الدقيق الذي تعتمد عليه العائلات في إعداد الطعام، إلى جانب الحشائش وأوراق الأشجار.

محمد عبد الرحمن، أحد القائمين على التكية الخيرية بخان يونس، يقول إنه "بعد مرور 300 يوم من الحرب الإسرائيلية، أوضاع الناس صعبة والحاجة للطعام كبيرة جدا وملحة".

ويضيف عبد الرحمن أثناء عمله في تجهيز الطعام: "أقمنا هذه التكية الخيرية لإطعام أهل حي البطن السمين غرب خان يونس، بعد تعرضه لدمار كبير بسبب الهجمات الإسرائيلية".

عبد الرحمن أكد أن إغلاق المعابر والحصار المشدد على قطاع غزة، أدى إلى نقص شديد في المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية والبضائع والسلع.

يشرح عبد الرحمن: "نقوم بتجهيز الطعام وتوزيعه على سكان الحي والنازحين إليه بتبرع كريم من أهل الخير في القطاع".

في غزة توفي 35 فلسطينيًا، بسبب سوء التغذية والمجاعة بفعل استمرار الحصار والحرب الإسرائيلية المدمرة منذ 7 أكتوبر، وفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

الخميس 1 أغسطس، قال الإعلام الحكومي في بيان: "هناك 3500 طفل معرضون للموت جراء سوء التغذية ونقص الغذاء والدواء".

ومنذ 7 أكتوبر خلفت الحرب المدمرة على القطاع أكثر من 130 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

الجوع ليس وحده ما يعانيه سكان غزة، وإنما العطش والأمراض أيضا. المتحدث باسم صندوق الأمم المتحدة للطفولة يونيسيف، جيمس إلدر، أدان تدمير محطة رئيسية لمعالجة المياه في مدينة رفح الجنوبية الأسبوع الماضي، مؤكدا أن متوسط توافر المياه في غزة انخفض إلى ما بين لترين إلى ٩ لترات للشخص الواحد في اليوم، في حين أن الحد الأدنى يجب أن يكون 15 لترًا.

وفي الوقت نفسه، حذر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تقييم جديد نُشر الثلاثاء 30 يوليو، من انهيار نظام إدارة النفايات الصلبة في غزة.

وقالت الوكالة إنه لا يوجد وصول إلى مكبات النفايات الرئيسية، وتتراكم النفايات في أكثر من 140 موقعًا مؤقتًا للإلقاء، مما يشكل مخاطر بيئية وصحية خطيرة، بما في ذلك ارتفاع في أمراض الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي الحادة.

وقالت وكالة الأونروا إن ما بين 800 إلى 1000 حالة إصابة جديدة بالتهاب الكبد الوبائي أ يتم الإبلاغ عنها أسبوعيا من مراكزها الصحية وملاجئها في جميع أنحاء غزة، مع نقص المياه وانعدام الصرف الصحي والنظافة مما يؤدي إلى تسريع انتشار الأمراض.