مدرجات الانتخابات.. حشود هاريس تُقلق ترامب

يرى مستشارو ترامب أن أداءه بعد محاولة الاغتيال بات "مترددا ومتذبذبا وقاسيا" في كثير من الأحيان".

بحسب موقع "أكسيوس" الأميركي، فإن ترامب، الذي كان يبدو ويشعر كأنه المتصدر الواضح قبل مؤتمر الحزب الجمهوري الشهر الماضي، كان غاضبًا ومتخبطًا في السر والعلن منذ ذلك الحين.

وقال أحد حلفاء ترامب البارزين: "هو يعلم أنه الوحيد الذي يمكنه إنهاء شهر العسل الإعلامي مع كامالا هاريس"، ويرى فرصة كبيرة لفعل ذلك، بسبب عدم قدرة هاريس على الدفاع عن سجلها في التضخم والحدود.

ونشر الموقع تقريرا حول غضب مستشاري ترامب بسبب خطابه تجاه هاريس، وطالبوه بتغيير خطابه، وبضرورة الحديث عنها من منظور كونها "ليبرالية ضعيفة" بدلا من خطابه "الوقح المتواضع".

وحذر المستشارون ترامب من أن هاريس ستزيد من تقدمها في مؤتمر الحزب الديمقراطي المقرر له 19 أغسطس المقبل، ومنحوه فرصة لتعديل خطابه حتى هذا التاريخ، لوضع حد لتقدم نائبة الرئيس الأميركي.

ويعتمد ترامب على "الارتجال العشوائي" وفقا لرأي مستشاريه، عندما يتحدث عن هاريس، الأمر الذي يساعدها على مواصلة تقدمها بخطابها المختلف الخالي من المصطلحات التي يستخدمها الرئيس الأميركي السابق.

وأشارت مصادر جمهورية إلى أن ترامب "يكافح للتغلب على غضبه"، من تقدم هاريس بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة، في وقت تأكد خلاله مساعدو ترامب من أنه لن يتغير ونصحوه فقط بتكييف خطاباته بالطريقة التي تجعله قادرا على الفوز بالانتخابات، و"ترك القمامة خلفه".

ويُصر ترامب على استمرار أسلوبه في الهجوم على هاريس، إذ يرى أنه الوحيد القادر على تعكير صفو علاقتها بالناخبين ووسائل الإعلام، بعد أن أظهرت عجزا في الدفاع عن سجلها في التضخم والحدود، كما أكد أحد أكبر حلفاء ترامب.

ظهرت هاريس في كلية جيرارد في فيلادلفيا، مع نائبها تيم والز، بين الآلاف من الحشود الجماهيرية الضخمة من المؤيدين، لتسجل حضورا قويا في جولاتها الانتخابية الأولى، بوصفها مفاجأة كبرى لمعسكر ترامب.

ولم تكن هذه المرة الأولى التي تظهر خلالها هاريس وسط حشود جماهيرية ضخمة، إذ قُوبلت بحشد ضخم في مطار ديترويت قبل أيام، مع تيم والز الذي اختارته نائبا لها.

وظهر والز حاكم مينيسوتا مذهولاً أمام حشد المؤيّدين في ميشيغان التي تعدّ ساحة حاسمة في المعركة الانتخابية، وفيما قدّر موظفو الحملة عدد الحاضرين بنحو 15 ألف شخص، قال والز إنّ هذا أكبر تجمّع للحملة الانتخابية.

وكان مشهد حضور العدد الكبير من الأميركيين لحدث سياسي ديمقراطي أكثر شيوعاً خلال عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، عندما كسر مرشح شاب يتمتع بحضور كبير، الحواجز ليصبح رئيسا.

ولكن خلال الأعوام الـ12 التي تلت أوباما، بات هذا الأمر نادراً للغاية لدى مرشحي الحزب الديمقراطي، وقد ساعد ذلك ترامب على أن يركّز على مسألة التفاوت في أرقام الحشود خلال حملته الانتخابية، بناء على إدراكه للعبة الأرقام وإصراره على أنّ الحشود الكبيرة ترتبط بالدعم الواسع.

وانعكس ذلك في أعداد الحاضرين التي تجاوزت التوقعات مقارنة بالحشود الأصغر حجماً والأكثر هدوءاً التي شاركت في التجمّعات الانتخابية للرئيس جو بايدن قبل انسحابه، أو قبل أربع سنوات عندما فاز خلال جائحة كوفيد التي لم يتم خلالها تنظيم تجمّعات كبيرة.

ولكن مع انسحاب بايدن من السباق الانتخابي لهذا العام، أظهرت منافسة ترامب الجديدة بسرعة أنّها الأكثر قدرة على تحدّي المرشّح الجمهوري في لعبة حجم التجمّعات، وحشد المؤيدين في المدرجات والساحات، الأمر الذي يبدو أنّه أثار غضب ترامب.

وفي نهاية الأسبوع الماضي، تمكّنت هاريس من جذب العدد الكافي من المناصرين الذين ملأوا ساحة تتسع لعشرة آلاف شخص في أتلانتا في ولاية جورجيا، في أول تجمّع كبير لها منذ أن أصبحت المرشّحة المفترضة للحزب الديمقراطي، وقد استعانت باثنين من نجوم الهيب هوب لإثارة حماس الجمهور.

بعد 4 أيام، من ظهور هاريس في ساحة أتلانتا، نظم ترامب مؤتمرا جماهيريا شهد حضور 10 آلاف من المناصرين في الساحة ذاتها، وهاجم هاريس واصفاً إياها بـ"المجنونة" ومتحدّثاً عن "مقاعدها الكثيرة الفارغة".

وقال ترامب للحشد "لست بحاجة إلى فنانين، أنا أملأ الساحة لأنّني أعيد لأميركا عظمتها"، في إشارة إلى أن هاريس تحشد الجماهير بجلب الفنانين وعمل حفلات ترفيهية لهم.

ولم يحقق ترامب رقمه السابق بحضور 30 ألف مؤيد في تجمع انتخابي، مثلما فعل في عام 2015، عندما نجح في ملء ملعب لكرة القدم في ألاباما عن آخره.

وعلق أستاذ العلوم السياسية في جامعة ويسكونسن ماديسون، باري بوردن، في تصريحات لوكالة "فرانس برس"، إنه كان يفتخر كونه من أنصار ترامب بسبب التجمعات الانتخابية التي جذبت حشودا أضخم بكثير من من انتخابات 2016 و2020.

وأضاف بوردن: "الآن مع مخاطبة هاريس حشودا كبيرة تنافس أو تتفوّق على تجمعات ترامب، يختفي الأساس المنطقي للاعتقاد أنّ ترامب هو المرشح المفضل".

وعندما كان ترامب رئيساً، كان يستخدم طائرة الرئاسة كدعامة أساسية لحملته الانتخابية، إذ كانت تحطّ على مرأى من مؤيّديه الذين كانوا يلتقطون له الصور عبر هواتفهم المحمولة في أثناء نزوله منها، في مشهد جماهيري كبير.

واستعانت هاريس بالطريقة نفسها الأربعاء، عندما توجّهت إلى تجمّعها الانتخابي في ديترويت على متن الطائرة الرئاسية الثانية التي يستخدمها نائب الرئيس.