ماذا يعني انسحاب "كينيدي الصغير" لترامب؟

انسحاب كينيدي من سباق الرئاسة يعد بمثابة هدية، كان ترامب في أمسّ الحاجة إليها، لأنه مع ازدياد شعبية هاريس خلال الفترة الأخيرة، كان يحتاج إلى دفعة تتمثل في أتباع كينيدي الذين يفضّل معظمهم الرئيس الأميركي السابق على هاريس.

كان استطلاع للرأي الوطني، أجرته شبكة "إن بي سي نيوز"، في أبريل الماضي، وجد أن أصوات المرشح الرئاسي المستقل روبرت ف. كينيدي جونيور، تؤثر بشكل أعمق في ترامب، مقارنة بالمرشح الرئاسي وقتها، جو بايدن.

وجاءت نتيجة استطلاع الرأي لتبرز تفوّق بايدن 39%، مقابل 37% لترامب، وحصل كينيدي على 13%، وآخرون على 5%، وهو ما يعني أنه إذا حصل ترامب على أصوات مؤيّدي كينيدي، سيتفوق بفارق كبير على المرشح الديمقراطي.

ووجد الاستطلاع أن نسبة أكبر من ناخبي ترامب في المنافسة المباشرة مع بايدن، تدعم كينيدي في الاقتراع الموسع، إذ إن 15% من الذين اختاروا ترامب في المرة الأولى اختاروا كينيدي في الاقتراع الموسع، مقارنة بـ7% من أولئك الذين اختاروا بايدن في البداية.

تتباين آراء المحللين بشأن تأثير خروج كينيدي من السباق الرئاسي. لكن مع احتدام المنافسة، فإن بضعة آلاف من الأصوات في ولاية متأرجحة، يمكن أن تحسم هوية الفائز.

ورحّب ترامب بما وصفه بأنه "تأييد لطيف للغاية من روبرت كينيدي جونيور"، مضيفا "إنه رجل عظيم".

أما رئيسة حملة هاريس جين أومالي ديلون، فتوجهت لناخبي كينيدي، قائلة إن المرشحة الديمقراطية "تريد كسب دعمكم".

وأضافت "حتى لو لم نتفق على كل قضية، فإن كامالا هاريس تعلم أن هناك ما يوحّدنا أكثر مما يفرّقنا".

عُرفت عائلة كينيدي، على مدار التاريخ، بتأييدها المطلق للحزب الديمقراطي، وكانت من أهم أسباب خلق قاعدة شعبية عريضة للحزب الحاكم في أميركا، فيما كانت فترة رئاسة جون كينيدي للولايات المتحدة، وشغل أخيه لمنصب المدعي العام، الفترة الذهبية لإحدى أشهر العائلات الأميركية على الإطلاق.

كان جوزيف كينيدي الأب، رجل الأعمال البارز والشخصية السياسية، لديه رؤية واضحة لأطفاله، خاصة جون، الذي عدّه وريثه الواعد. منذ سن مبكرة، خضع جون لتدريب صارم، وتوقعات عالية وضعها والده. كانت هذه التربية الاستراتيجية جزءا من طموح جوزيف كينيدي، الأوسع لتأسيس سلالة سياسية.

لم يكن جوزيف الأب ممولا ورجل أعمال ناجحا فحسب، بل كان أيضا استراتيجيا سياسيا بارعا، فغرس في ابنه جون، القيادة والذكاء السياسي، مما مهد الطريق لدور ابنه في نهاية المطاف كرئيس.

كينيدي الأب كان مدركا لقيمة التعليم، والتعرض للدوائر المؤثرة، وحرص على إلحاق جون بمدارس مرموقة لإعداده للتفوق، كما حرص على إدماجه مع شخصيات مهمة، تخدم حياته السياسية المستقبلية.

كان تتويج جهود جوزيف كينيدي واضحا في المسيرة السياسية الناجحة لجون كينيدي، التي شملت انتخابه رئيسا في عام 1960، وفق الأرشيف الحكومي الأميركي.

وعلى الرغم من النجاح الباهر لشخص جون كينيدي والعائلة ككل، فإن علاقة الرئيس بالممثلة الفاتنة مارلين مونرو، كانت حلقة النقض الأكبر.