ما لم يكشفه نصرالله في خطابه.. 3 أمور "غير واضحة"

في جنوب لبنان، كانت الحركة خجولة خلال خطاب نصرالله. مثلا، في مدينة النبطية، كانت الشوارع خالية من الرواد، فالجميع يتابع خطاب نصرالله وينتظر ما سيعلنه عن رد اليوم، وعما إذا كان سيعلن الحرب أم لا.

المواطنة فاديا فقيه، 26 عاما، قالت لبلينكس" إن الخطاب زاد من قلقها أكثر، معتبرة أنها لم تفهم نتيجة المعركة التي حصلت اليوم، وتضيف "لقد وضعنا نصرالله أمام معادلة عنوانها التخبط والقلق.. فهل ستندلع الحرب أم لا؟ هل ستتراجع حدة المعارك؟".

بدوره، يقول عبد فرحات، 40 عاما، إنّ الخطاب يعني أن كل المعركة كانت "فارغة"، ويضيف "حزب الله لم يعلن عن شيء سوى عن أمور عسكرية.. ولكن، ما هي النتيجة التي تحققت من الضربة؟ أعتقد أن ما حصل كان مسرحية لتهدئة الأوضاع لا أكثر ولا أقل، فلا حزب الله قادر على شن حرب ولا حتى إسرائيل".

أيضا، توقف لبنانيون عند كلام نصرالله بشأن إمكانية عودتهم إلى المنازل إثر انتهاء الرد، فوجد بعضهم أن هذا الأمر قد يكون بمثابة تأكيد على أنه لا حرب.

في كلام نصرالله، برزت 3 أمور أساسية "غير واضحة" وهي:

1. قال إنه تم إطلاق 340 صاروخا باتجاه إسرائيل وعشرات المسيرات من جنوب لبنان والبقاع في شرق البلاد، لكنه امتنع عن كشف عدد تلك الطائرات لـ"حكمة ما"، كما قال.. فلماذا فعل هذا الأمر؟
2. نصرالله قال إن الحزب لم يستخدم صواريخه الدقيقة في هجومه، فيما كشف عن نقل تلك الصواريخ من الأماكن التي كانت مخصصة لها، وتاليا فإن إسرائيل لم تستهدف هذه القذائف بعكس ما قالت.. فكيف يقرأ الخبراء هذا الكلام؟
3. أمين عام الحزب قال في خطابه إن رد الجماعة استهدف قاعدة غليلوت الإسرائيلية شمال تل أبيب، ثم قال لاحقا إنه ينتظر المعلومات ليرى ما إذا كان الرد قد أتى بنتيجة. فهل تغنى بـ"انتصار" مبهم المعالم وغير معروف النتائج.

بلينكس استوضحت آراء خبيرين عسكريين حول هذه النقاط.

الخبير العسكري مصطفى الأسعد شكك في كلام نصرالله حول إطلاق مسيرات من منطقة البقاع، موضحا "أن الرادارات الإسرائيلية قادرة على اكتشاف جسم يحلق من بعيد، وتاليا فإن تل أبيب قادرة على إسقاطه، وأعتقد أن الحديث عن إطلاق مسيرات من البقاع هدفه التعمية على أمر ما"، وفق قوله.

على صعيد الأمر الثاني المرتبط بالصواريخ الدقيقة، يقول الأسعد إن قول نصرالله إنه لم يستخدم الصواريخ الدقيقة، فلأن هذا الأمر لن يخدمه، إسرائيل قادرة على اعتراضها مثلما حصل مع صواريخ ايران خلال هجوم الأخيرة على إسرائيل في شهر أبريل الماضي، وفق الأسعد.

على صعيد الأمر الثالث المرتبط بنتيجة العملية والتناقض الذي أبرزه خطاب نصرالله، يقول الأسعد إن قصف حزب الله لقاعدة ليس له أهمية عسكرية، فإسرائيل لديها تحصينات تحت الأرض ولديها مواقع عسكرية خفية، وتاليا فإن أي استهداف فوق الأرض لن يغير بأي معادلة.

ويقول إن نصرالله بخطابه "حاول النزول من الشجرة التي صعد إليها عبر الرد الذي لم تكشف الحقائق كافة بشأن نتائجه بشكل واضح، فالكثير من الأمور مُبهمة".

بدوره، يقول الخبير العسكري هشام جابر إن "السبب وراء التستر على أعداد المسيرات هو عسكري لأن حزب الله لا يريد اعطاء معلومات لإسرائيل عن عدد مرابض المسيرات في البقاع والجنوب، علما أن القبة الحديدية الإسرائيلية غير مهيأة للتصدي للمسيرات".

من جهته، يرى جابر أن معلومات إسرائيل الاستخباراتية غير دقيقة بشأن الصواريخ الباليستية لدى الحزب، "الدليل على ذلك هو أن الغارات التي حصلت لم تستهدف سوى منصات إطلاق صواريخ كاتيوشا وعددها 2، بينما منشآت الصواريخ الباليستية كانت فارغة وهذا دليل على فشل استخباراتي"، وفق جابر.

أما بشأن "الغموض" بخطاب نصرالله، فيقول جابر إن لا تناقض في كلامه "فحزب الله نفذ عمليته وقد يكون بانتظار أن تكشف إسرائيل عن الخسائر، كما أن تقييم الرد لا يجري الآن بل هناك خطوات ورسائل ومعلومات يجب جمعها لتقييم الأمر مع الوقت"، بحسب جابر.

النائبة في البرلمان اللبناني، نجاة عون صليبا، علقت على الرد الذي نفذه حزب الله، قائلة: "الخاسر الأول قبل وبعد الرد، هو لبنان، باعتبار أنه لم يربح شيئا سوى الدمار والتدهور الاقتصادي بسبب جبهة جنوب لبنان".

وأضافت أن حزب الله لا ينفع لبنان بممارساته بل هو يخدم أجندة إيران، كما يستفرد بقرار السلم والحرب من دون أن يعود إلى الدولة اللبنانية، ما يجعلنا أمام خطر دائم وداهم.

بدوره رأى رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية، شارل جبور، إن رد حزب الله فشل بدليل أنه لا نتيجة معروفة عن الهجوم الذي حصل، مضيفا أن "الإسرائيلي بات مرتاحا بعدما وجد أن عملية اغتيال كبيرة أدت إلى تصفية قيادي مثل فؤاد شكر، قابلها رد بصواريخ الكاتيوشا.. فأين القوة التي تباهى بها الحزب؟"، يتساءل جبور.

وأوضح أن كل خطابات الحزب عن قوته هي "إعلامية وتعبوية فيما ميزان القوى هو لمصلحة إسرائيل، والحزب دخل في حرب خاسرة وغير قادر على الخروج منها وهو يراكم فشلا بعد فشل"، بحسب جبور.